أردوغان مع بوتين للمرة الثانية خلال شهر.. ما المطروح على الطاولة؟

علاء بريك

وصف مساعدو الرئيسين الروسي والتركي المحادثات المقبلة في سوتشي بأنها استمرار للمناقشات التي جرت في لقاء إيران قبل أقل من شهر، وستغطي كل شيء.


للمرة الثانية خلال شهر، يلتقي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، لبحث ملفات مشتركة.

اللقاء الذي يجري اليوم الجمعة، 5 أغسطس 2022، في مدينة سوتشي الروسية يشكل، حسب عدة تقارير، امتدادًا للقاء الرئيسين السابق في إيران، في 19 يوليو الماضي.

من طهران إلى سوتشي

بحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، وصف مساعدو الرئيسين الروسي والتركي المحادثات المقبلة في سوتشي بأنها استمرار للمناقشات التي جرت في لقاء إيران قبل أقل من شهر، وستغطي كل شيء من الطائرات من دون طيار إلى شحنات الحبوب إلى الطاقة إلى سوريا.

آنذاك في إيران، كان الهدف من المحادثات، بحسب تصريح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، البحث عن تسوية سلمية للمسألة السورية، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز” عن المسؤول الروسي. ومن ناحية أخرى، تغيب إيران عن اللقاء الحالي ما قد يعني إعطاء مساحة أكبر لمناقشة الملفات المرتبطة بشؤون البلدين مقارنةً بالملفات الإقليمية.

العقوبات الاقتصادية

في تقريرٍ لصحيفة “واشنطن بوست“، اليوم الجمعة 5 أغسطس 2022، قالت الصحيفة إنها حصلت على مقترح روسي عن طريق المخابرات الأوكرانية، تعرض فيه موسكو السماح لها بشراء حصص في مؤسسات نفطية تركية بغرض الالتفاف على عقوبات الطاقة، لكن ما من إشارة على قبول تركيا هذا المقترح لما يحمله من مخاطر على نظامها المصرفي وشركاتها.

من جانبه، لم يعلق الكرملين على الأخبار المتعلقة بالمقترح، واكتفى بالقول إن اللقاء يركز على التعاون التكنولوجي والعسكري بين البلدين، أما المسؤولون في الغرب ممن تحدثوا إلى الصحيفة، فأعربوا عن عدم معرفتهم بمثل هذا المقترح، لكن الأكيد أن موسكو تسعى جاهدة للعثور على طرق بديلة للإفلات من العقوبات.

مسيرات بيرقدار

قالت صحيفة “موسكو تايمز” إن بوتين قد يكون بحاجة إلى المسيّرات التركية، فقد سبق لروسيا أن درست شراء المسيّرات من إيران حسبما كشف مسؤول كبير في المخابرات الأمريكية، وعزز أردوغان هذه الفكرة عندما قال مازحًا في وقت سابق لمجلس وزرائه إن بوتين طلب منه في طهران شراء مسيّرات “بيرقدار”.

وعزز الكرملين هذا التصور أيضًا بتصريح المتحدث باسمه، دميتري بيسكوف، بأن “التعاون التكنولوجي والعسكري لا يغيب عن طاولة البلدين”، ولكن الأكيد أن روسيا تسعى جاهدة لتأمين العتاد العسكري لدعم مجهودها الحربي، في ظل عقوبات غربية صارمة تضع حاجزًا بين روسيا والتكنولوجيا المتقدمة، بحسب ما كتبت صحيفة “نيويورك تايمز”.

سوريا المتنازع عليها

كل من روسيا وتركيا دولة ضامنة لمسار أستانة بشأن الأزمة السورية، لكن بأهداف متباينة. فمن جهة تدعم روسيا الرئيس السوري، بشار الأسد، ولن تتخلى عن موطئ قدمها في سوريا، في حين تدعم تركيا المعارضة في الشمال وتسعى لشن عمليات داخل الأراضي السورية ضد القوات الكردية التي تصنفها أنقرة “إرهابية”.

بهذا الصدد، يظل ما كتبه الصحفي البريطاني، مارتن تشولوف، في صحيفة “الجارديان” قبل شهر صحيحًا، حين قال “ما ينتظر سوريا الآن يظل سؤالًا محيرًا كما كان دائما”. من جهة أخرى، فإن الملف السوري ورقة ضغط قوية في يد تركيا، اليوم، كونها قد تقفل أبواب الناتو أمام فنلندا والسويد، وهو ما ترجوه موسكو، وتريد أنقرة لقاءه ثمنًا جيدًا.

العصا من المنتصف

يردد المسؤولون الأتراك على الدوام أن الرئيس أردوغان نجح في الحديث مع روسيا ومع الغرب على السواء، وحافظ على قدر من الثقة بتركيا. وتكلل هذا الأمر بالنجاح عندما استطاعت تركيا رعاية اتفاق استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية، وفك الحظر عن موانئ البحر الأسود.

وبحسب “موسكو تايمز”، تطمح تركيا لترجمة هذا النجاح إلى محادثات بين الرئيسان الروسي، فلاديمير بوتين، والأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، في إسطنبول، وقد يكون هذا ممكنًا بعد أن أعرب المستشار الألماني السابق، جيرهارد شرودر، عن نية بوتين التفاوض على إنهاء الحرب عقب اللقاء الذي جمعه وبوتين في الكرملين، بحسب ما كتبت “دويتشه فيله“.

ربما يعجبك أيضا