بعد تفتيش منزله.. هل أخفى ترامب وثائق تدينه؟

أحمد ليثي

تبلغ الأوراق غير المصنفة في الصناديق التي جرى استردادها في وقت سابق من هذا العام من منزل ترامب نحو 100 صفحة.. فما محتواها؟


قال الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، يوم أمس الاثنين 8 أغسطس 2022، إن عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي داهمت منزله في فلوريدا، بحثًا عن وثائق سرية محتملة.

ونقلت صحيفة “واشنطن بوست“، أمس، عن شخص لمت تكشف عن هويته، إن عملاء مكتب التحقيقات كانوا يبحثون عن وثائق لم يقدمها الرئيس الأمريكي السابق إلى الأرشيف الوطني.

hypatia h cf488dc9413fe4f261f944a94c2f49a3 h e8f1d0ebdc1067343fe204154976e77e 300

الرئيس انتهك القانون

وفقًا لتقرير “واشنطن بوست”، كان التفتيش مصرحًا به من المحكمة، للكشف عما إذا كان الرئيس السابق توقف عن نقل أوراق إلى الأرشيف الوطني، وأرسلها إلى مقر إقامته، عندما غادر منصبه، في خطوة تعتبر انتهاكًا لقانون السجلات الرئاسية الذي يتطلب الاحتفاظ بالمذكرات والرسائل والملاحظات ورسائل البريد الإلكتروني والفاكسات في الأرشيف الوطني للبلاد.

ويعدّ البحث في ممتلكات الرئيس السابق وصولًا إلى دليل محتمل على جريمة، أمرًا غير معتاد ويتطلب موافقة أعلى المستويات في وزارة العدل، لأنه يمثل لحظة تاريخية في علاقة ترامب المتوترة مع وزارة العدل داخل وخارج البيت الأبيض، في حين رفض مكتب التحقيقات الفيدرالي التعليق.

ترامب يرد

أصدر ترامب بيانًا مطولًا علق فيه على مداهمة عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي، وقال إن اقتحام مكتب التحقيقات يماثل فضيحة “ووتر جيت”، واتهم ترامب مكتب التحقيقات الفيدرالي بفتح خزانته، ولم يقدم مزيدًا من التفاصيل بشأن ما كان الوكلاء الفيدراليون يبحثون عنه، أو ما حدث أيضًا في أثناء زيارتهم.

وقال ترامب، في بيان صدر من خلال لجنة “انقذوا أمريكا”، وهي لجنة عمل سياسي جديدة يمكن استخدامها لتمويل أنشطة ترامب السياسية: “منزلي الجميل في بالم بيتش، فلوريدا، يخضع حاليًا للحصار، والمداهمات، والاحتلال من مجموعة كبيرة من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي.”

62f19b9292fc91dca7ba714f

رد الجمهوريين

أعرب العديد من المشرعين الجمهوريين والمرشحين السياسيين عن غضبهم، ليلة أمس الاثنين، قائلين إن تفتيش منزل رئيس سابق للولايات المتحدة يعد هجومًا ذا دوافع سياسية، يهدف إلى إعاقة فرص ترامب في الترشح للرئاسة مرة أخرى.

من جهته، تعهد زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب، كيفين مكارثي، الذي من المحتمل أن يصبح رئيسًا لمجلس النواب إذا فاز الجمهوريون بالأغلبية في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر، ببدء تحقيقات رقابية في وزارة العدل، وكتب على تويتر أن “وزارة العدل وصلت إلى حالة بالغة من التسييس المسلح”.

ما محتويات الأوراق؟

بحسب التقرير، تبلغ الأوراق غير المصنفة في الصناديق التي جرى استردادها في وقت سابق من هذا العام من منزل ترامب نحو 100 صفحة، وفقًا لشخص مطلع على هذا المستند، وتتضمن أوصاف العناصر التي نقلت على نحو غير شرعي، “قائمة هاتف، ومخططات، ورسائل، ومذكرات، وخرائط، ونقاط حوار، وقائمة عشاء عيد ميلاد، وجداول زمنية، وغير ذلك”.

وقال هذا الشخص ، متحدثًا بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة تفاصيل التحقيق الحالي، إنه يوجد جرد منفصل فقط للمواد السرية التي نقلت إلى مقر إقامة الرئيس السابق في فلوريدا، ولكن من المهم ملاحظة أن نشر صفحة واحدة فقط، أو جزء واحد من المعلومات شديدة الحساسية، قد يتسبب في ضرر كبير للأمن القومي.

ترامب أساء التعامل مع الوثائق

قال مستشارون، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم لمناقشة تصرفات ترامب، إنه أساء التعامل مع الوثائق لسنوات، لدرجة أنه كان يمزقها، ووصفوا عملية نقل صناديق من الوثائق إلى بيته، في حين كان من المفترض أن تُنقل إلى الأرشيف الوطني بأنه عمل خارق للقانون، وعلمت دار المحفوظات أن بعض المواد مفقودة بعد محاولتها تحديد موقع عناصر للفهرسة.

ونفى مستشارو ترامب وجود أي نوايا سيئة، قائلين إن الصناديق تحتوي على تذكارات من رئاسته، في حين يعد البحث عن منزل ترامب الأكثر عدوانية حتى الآن من الوكلاء الفيدراليين والمدعين العامين الذين يفحصون سلوك الرئيس ودائرته الداخلية من المستشارين.

هل لذلك علاقة باقتحام الكابيتول؟

بحسب التقرير، يعمل المحققون الفيدراليون أيضًا في تحقيقاتهم الجنائية مع مئات من أنصار ترامب الذين شاركوا في أعمال الشغب في الكابيتول في 6 يناير، لمعرفة ما إذا كان يوجد شخص منهم حاول تنظيم أعمال عنف، لوقف حفل الكونجرس الرسمي لتأكيد فوز بايدن في الانتخابات.

ولم يتضح، حتى أمس الاثنين، ما إذا تحركت وزارة العدل من قبل لتفتيش منزل رئيس سابق، ففي يونيو 1975، التقى ريتشارد نيكسون خلف أبواب مغلقة مع مدعين عامين في “ووترجيت” واثنين من المحلفين الكبار بالقرب من منزله في سان كليمنتي، كاليفورنيا، بعد 10 أشهر من مغادرته البيت الأبيض، وبعد أن أصدر خليفته، الرئيس جيرالد فورد، عفوًا عنه.

ربما يعجبك أيضا