الصين هي موطن لسبعة من أكبر 10 موانئ للحاويات في العالم. ارتفع عدد السفن المنتظرة في ميناء شنغهاي إلى 384 بحلول 25 أبريل، بزيادة 27% عن الشهر السابق عليه قبل أن يتراجع الضغط في يوليو
تقترب الموانئ على مستوى العالم من تفريغ الشحنات المعطلة منذ العام الماضي 2021، لتعود سلاسل التوريد والإمداد التجاري إلى العمل والنشاط.
وتعددت حالات إغلاق الموانئ خلال الأشهر الأخيرة، قبل أن تشهد انفراجات مؤخرًا، لتعيد التفاؤل أمام التجارة العالمية والاقتصاد، بعد الأضرار الناجمة عن جائحة فيروس كورونا كوفيد 19، والحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت فجر الخميس 24 فبراير الماضي 2022 وحتى الآن.
تأثير إغلاقات الصين على سلاسل التوريد العالمية
في 2022، عاد ازدحام الموانئ والتأخيرات في تسليم الشحنات التجارية عالميًّا، بعدما تسببت عمليات إغلاق كوفيد بالصين في حدوث فوضى في شنجهاي، أكبر ميناء للحاويات في العالم، وتسبب في مشكلات بالموانئ الرئيسة الأخرى حول العالم، وفق CNN في 6 مايو 2022.
وبعدما بدأ بعض المدن الصينية، بما في ذلك شنجهاي، في تخفيف قيود كوفيد في ذلك الشهر، رأى خبراء أن الضرر قد حدث بالفعل، وأن الشحن العالمي سيعاني في الصيف حتى نهاية سبتمبر، وقاد ذلك مزيدًا من الضغط على سلاسل التوريد العالمية المترنحة بالفعل من الحرب الروسية الأوكرانية، ما يبقي التضخم مرتفعًا.
تراجع الضغط على الموانئ في يوليو
اعتمد التقرير على بيانات من Project44 الذي يتتبع سلاسل التوريد العالمية، موضحًا أن تأخيرات الشحن بين الصين والموانئ الأمريكية والأوروبية الرئيسة تضاعفت 4 مرات منذ أواخر مارس 2022، عندما أغلقت الصين مدينة شنجهاي، التي تضم أكثر موانئ الحاويات ازدحامًا في العالم.
وبعدها، قال مجلس الاحتياطي الفيدرالي، في نيويورك، إن الضغط على سلاسل الإمداد العالمية تراجع في يوليو ليصل إلى أدنى مستوى له منذ يناير 2021، مع تراجع حدة الازدحام في الموانئ والعقبات الأخرى، وذلك بالاعتماد على أحدث بيانات لمؤشر عالمي يتعلق بمشكلات الإمداد، نقله موقع قناة سكاي نيوز في 5 أغسطس 2022.
تقليص التضخم وتراجع الازدحام
وفق البيانات، تراجع الضغط للشهر الثالث على التوالي، في إشارة مشجعة لصانعي السياسة في الاحتياط الفيدرالي لترويض التضخم الذي بلغ أعلى مستوياته في 4 عقود بأكبر اقتصاد في العالم. ويدمج مؤشر الضغط على سلاسل التوريد العالمية التابع لمجلس الاحتياط الفيدرالي الإقليمي بيانات عن تكاليف الشحن وأوقات التسليم وإحصاءات أخرى في مقياس واحد، ويقارنها بالمعايير العامة.
وانخفض المؤشر بأكثر من 50% من أعلى مستوى له، والذي سجله في ديسمبر الماضي 2021، لكنه لا يزال أعلى بكثير من المستويات التي كان عليها قبل بداية جائحة كوفيد-19. أما شركة الشحن الألمانية الشهيرة DHL فتتوقع انخفاض الازدحام في الموانئ، العام المقبل 2023، لكنها تكون دون العودة إلى مستويات ما قبل الجائحة في 2019، وفق شبكة سي إن بي سي، في 13 يونيو 2022.
تحسن التجارة
أوضحت الشركة وجود احتمالية انخفاض الازدحام في الموانئ العام المقبل مع ارتفاع عدد تسليم سفن الحاويات الجديدة وتراجع الطلب عالميًّا، ولكن أدى تفشي فيروس كورونا والإغلاقات إلى نقص العمالة وسائقي الشاحنات في العديد من الموانئ الرئيسة حول العالم العام الماضي، ما أدى إلى إبطاء حركة التجارة داخل وخارج مراكز الشحن ودفع كلفة النقل إلى مستويات قياسية.
وتأتي تصريحات شركة DHL أيضًا تزامنًا مع تصريحات الاتحاد الوطني للتجزئة بأن الموانئ الأميركية عليها أن تستعد لزيادة الواردات في الأشهر المقبلة، فمن المتوقع أن تبقى أعداد الشحنات قريبة من الرقم القياسي المسجل في مارس عند 2.34 مليون حاوية ذو 20 قدمًا.
طلبات سفن الحاويات.. والموانئ العربية
يذكر أنه في نهاية عام 2021، وصلت طلبات سفن الحاويات عالميًّا إلى مستويات 9.8% من الأسطول العالمي، أي أعلى بنحو 6.5 نقطة مئوية عن العام السابق. ورغم ذلك، فإن البنك الدولي، قد رأى، في تقرير صدر 25 مايو 2022، أن الموانئ في الشرق الأوسط، كانت الأفضل من حيث الاستجابة للنمو الكبير في حجم الأنشطة والتقلبات في الخدمات الناجمة عن تأثيرات جائحة كورونا العالمية.
وتصدّر ميناء الملك عبدالله في المملكة العربية السعودية الترتيب عام 2021، في حين جاءت الموانئ المنافسة في منطقة الخليج، وهي ميناء صلالة في عمان وميناء حمد في قطر وميناء خليفة في أبوظبي، ضمن المراكز 5 الأولى، واحتل ميناء جدة الإسلامي في السعودية المركز الثامن. وكان يعتمد هذا الترتيب على الوقت الذي تحتاج إليه السفن للبقاء في الميناء لإكمال أعمال الشحن والتفريغ على مدار عام 2021.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1234696