هل تقبل إيران العودة للاتفاق النووي أم تنتظر فصل الشتاء؟

يوسف بنده

ما زالت إيران تمارس سياسة النفس الطويل في مفاوضتها النووية من أجل الحصول على كافة مطالبها قبل العودة للإتفاق النووي، خاصة مسألة الضمانات والتوصل لإتفاق يغلق كافة الملفات المقلقة بالنسبة لها.


تتجه الأنظار الدولية إلى إيران، ومدى استجابتها مع المقترحات الأوروبية النهائية في المفاوضات ‏النووية في العاصمة النمساوية فيينا.

وقدم الاتحاد الأوروبي، نصًّا نهائيًّا مقترحًا، الاثنين الماضي 8 أغسطس 2022، بعد 4 أيام من المحادثات غير المباشرة بين المسؤولين الأميركيين والإيرانيين في فيينا. وقال مسؤول أوروبي إنه لا يمكن التغيير في النص، متوقعًا قرارًا نهائيًّا من الطرفين خلال أسابيع قليلة جدًّا.

مراجعة المقترحات

قال دبلوماسي إيراني، حسب صحيفة “كيهان” إن بلاده تراجع المقترحات الأوروبية لضمان تلبية مطالبها في إطار الاتفاق النووي. مضيفًا: إن مقترحات أوروبا يمكن قبولها إذا وفرت لإيران الطمأنينة في مختلف القضايا، بما في ذلك الادعاءات السياسية المتعلقة بقضايا الضمانات ورفع جميع أنواع الحظر وضمان عدم خرق الاتفاق.

وبينما المجتمع الدولي ينتظر قرار إيران، ينعقد اجتماع مشترك للحکومة والبرلمان في إيران، مساء الیوم الأحد. لمناقشة القضايا الحيوية ومنها المقترح الأوروبي. وينعقد هذا الاجتماع عشية الذكرى السنوية لتولي حكومة الرئيس الإيراني المحافظ، إبراهيم رئيسي.

تنازل أوروبي

أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية بأن دبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي اقترحوا تقديم ما وصفته بأنه “تنازل جديد مهم” لإيران من أجل إحياء الاتفاق النووي، يهدف إلى أن تنهي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على نحو سريع تحقيقًا تجريه في أنشطة نووية سابقة لطهران. ويشترط المقترح الأوروبي أيضًا على إيران معالجة مخاوف الوكالة قبل دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ.

وتشترط طهران وجود الضمانات اللازمة والكافية بشأن عدم خروج الولايات المتحدة الأمريكية مرة أخرى من الاتفاق النووي، إو إعادتها للعقوبات الاقتصادية المفروضة ضد إيران مجددًا. وكذلك، تراجع إيران المقترح الأوروبي بدقة، خشية من ثغرات يمكن أن تستفيد منها واشنطن بعد ذلك، في الالتفاف على الاتفاق النووي والخروج منه، كما فعل الرئيس السابق، دونالد ترامب، عام 2018.

شتاء أوروبا

تدرك إيران أزمة الطاقة التي تواجهها أوروبا بفعل أزمتها مع موسكو بعد الحرب الروسية الأوكرانية، ما دفع أوروبا بقوة لتشجيع إيران على العودة للاتفاق النووي من أجل ضمان استقرار أسعار الطاقة والمحروقات في أوروبا. ومع اقتراب فصل الشتاء تزداد الرغبة الأوروبية في عودة إيران للاتفاق، لأن أوروبا تستعد لشتاء عصيب مع انخفاض مستويات الديزل في مستودعات التخزين، حسب وكالة “فارس” الإيرانية.

ويعتبر الديزل، إلى جانب أنواع الوقود المقطرة الأخرى مثل زيت التدفئة وزيت الغاز، شريان الحياة للصناعات مع استخدامه في العديد من الأغراض، من تشغيل محطات الطاقة إلى تدفئة المنازل، بالإضافة إلى استخدامه وقودًا للمحركات. وأصيبت سوق الديزل بصدمة مع ارتفاع أسعاره بسبب الانقطاع المحتمل لإمدادات روسيا في ظل العقوبات المعلنة، علمًا بأن روسيا تزود أوروبا بنحو 60% من وارداتها من الغاز.

عقوبات الحرس الثوري

ذكرت مجلة “بوليتيكو” أن مسودة الاتفاق المحتمل التي تنتظر رد طهران وواشنطن ستقلل العقوبات المفروضة على الحرس الثوري، ويمكن للشركات الأمريكية والأوروبية التعامل مع الشركات الإيرانية التي لها تعاملات مع الحرس الثوري دون خوف من العقوبات الأمريكية، بشرط ألا تكون هذه المؤسسات نفسها مدرجة في قائمة العقوبات الأمريكية.

لكن ممثل الولايات المتحدة لشؤون إيران، روبرت مالي، نفى صحة ما نشرته “بوليتيكو”، وقال إن واشنطن لم تتفاوض بشأن أي تغيير في طريقة تطبيق العقوبات غير المتعلقة بالاتفاق النووي مع إيران.

ويضغط الحرس الثوري على حكومة رئيسي من أجل عدم تجاهله في أي عملية تسوية إقليمية أو دولية، وصرح المتحدث باسم الحرس، رمضان شريف، إنه لا یمكن تسویة ملفات المنطقة عبر تجاهل دور إيران، حسب صحيفة “وفاق“.

ربما يعجبك أيضا