بريطانيا تكشف عن نقطة ضعف روسية بأوكرانيا.. واتهامات متبادلة بشأن زابوروجيا

رنا أسامة

إعادة الإمداد البري لعدة آلاف من القوات الروسية بالضفة الغربية لنهر دنيبرو الأوكراني، يعتمد اعتمادًا شبه مؤكد على نقطتي عبور عائمتين فقط.


قالت المخابرات العسكرية البريطانية إن جسرين رئيسين يؤديان إلى جيب تسيطر عليه روسيا بالضفة الغربية لنهر دنيبرو، توقف استخدامهما من أجل إعادة إعادة الإمداد العسكري جنوبي أوكرانيا.

وأشارت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث استخباراتي أوردته وكالة “رويترز“، أمس السبت 13 أغسطس 2022، إلى شلل في خطوط الإمداد، بما يعني أنه حتى لو تمكنت روسيا من إجراء إصلاحات كبرى للجسرين، سيظلان نقطة ضعف كبرى لموسكو في الحرب الروسية الأوكرانية.

عامل رئيس

حسب التحديث الاستخباراتي لوزارة الدفاع البريطانية، فإن إعادة الإمداد البري لعدة آلاف من القوات الروسية بالضفة الغربية لنهر دنيبرو، يعتمد اعتمادًا شبه مؤكد على نقطتي عبور عائمتين فقط.

وأضافت الوزارة إلى أنه مع تقييد سلاسل الإمداد عبر هذين الجسرين المؤديين إلى خيرسون أوبلاست، فإن أي مخزونات يمكن لروسيا أن تضعها على الضفة الغربية، ستمثل على الأرجح عاملًا رئيسًا في قدرة القوة العسكرية الروسية على الصمود.

قصف روسي وهجوم أوكراني مضاد

بالتوازي، قالت السلطات الأوكرانية، أمس السبت، إن الجيش الروسي قصف مناطق سكنية بأنحاء أوكرانيا ليلًا، تزامنًا مع هجوم مضاد شنته قوات أوكرانية في محاولة لاستعادة مواقع تسيطر عليها القوات الروسية في جنوبي البلاد، تحديدًا بمنطقة خيرسون، وفق ما ذكرته وكالة “أسوشيتد برس“.

وأسفر هجوم صاروخي روسي على مدينة كراماتورسك، المقر الرئيس للقوات الأوكرانية بشرقي البلاد، عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 13 آخرين ليل يوم 12 أغسطس الحالي.

11 صاروخًا

جاء الهجوم بعد أقل من يوم من إطلاق 11 صاروخًا آخر على المدينة، أحد المنطقتين الرئيستين الخاضعتين لسيطرة أوكرانيا بمقاطعة دونيتسك، وهي محور لهجوم روسي متواصل سعيًا للسيطرة على منطقة دونباس في شرقي البلاد.

ويأتي ذلك في وقت تحاول فيه قوات روسية ومتمردون مدعومون من الكرملين، الاستيلاء على مناطق تسيطر عليها أوكرانيا في شمال وغرب مدينة دونيتسك، لتوسيع جمهورية الانفصاليين التي نصبت نفسها بنفسها. لكن الجيش الأوكراني قال أمس السبت إن قواته حالت دون تقدم القوات الروسية ليلًا باتجاه مدينتي أفدييفكا وباخموت.

خسائر غير مؤكدة

زعم المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيجور كوناشينكوف، أن الضربات الروسية قرب كراماتورسك، على بعد 120 كيلومترًا عن شمال مدينة دونيتسك، دمرت قاذفة صواريخ متعددة وذخيرة قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا.

وفي حين لم تقر السلطات الأوكرانية بأي خسائر عسكرية، قالت إن الضربات الصاروخية الروسية على كراماتورسك دمرت 20 مبنى سكني. وادعى حاكم مقاطعة لوجانسك المجاورة، وهي جزء من دونباس التي اجتاحتها قوات روسية الشهر الماضي، أن القوات الأوكرانية ما زالت تسيطر على منطقة صغيرة بالإقليم. لكن “أسوشيتد برس” قالت إنه لا يمكن التحقق من هذه الادعاءات بنحو مستقل.

هجوم صاروخي روسي 1

قصف يومي

في غرب أوكرانيا، أبلغ حاكم منطقة دنيبروبتروفسك عن قصف روسي على مدينة نيكوبول، الواقعة عبر نهر دنيبر، على الضفة الأخرى من أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا.

ولم يحدد الحاكم، يفهن ييفتوشينكو، ما إذا كانت القوات الروسية شنت هجومًا على نيكوبول من محطة زابوروجيا للطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا، مكتفيًا بالإبلاغ عن عدم وقوع إصابات وتضرر مبانٍ سكنية وخط كهرباء وخط أنابيب غاز. وقال إن نيكوبول تعرضت لقصف يومي معظم الأسبوع الماضي، ما أسفر عن سقوط 3 قتلى وتضرر 40 مبنى سكني يوم 11 أغسطس.

اتهامات متبادلة

في تلك الأثناء، يتبادل مسؤولون روس وأوكرانيون اتهامات بمعاودة قصف محطة زابوروجيا على نحو ينتهك قواعد السلامة النووية، وسيطرت عليها قوات روسية منذ الأيام الأولى للحرب، رغم أن عمالها الأوكرانيين لا يزالون يواصلون إدارتها. وتوفر المحطة التي تضم 6 مفاعلات نووية نحو 20% من إجمالي الكهرباء بأوكرانيا، بطاقة إنتاجية حوالي 5700 ميجاوات في الساعة.

وزعمت المخابرات العسكرية الأوكرانية، أمس السبت، أن القوات الروسية قصفت المحطة من قرية على بعد كيلومترات فقط، ما ألحق أضرارًا بمحطتي ضخ وإطفاء، قائلة إن الروس نقلوا الناس في حافلات إلى محطة الكهرباء، ورفعوا العلم الأوكراني على بندقية في ضواحي إنيرهودار التي تقع فيها المحطة.

درع روسي

قالت مديرية المخابرات الأوكرانية، دون الخوض في تفاصيل، إنه من الواضح أن الجانب الروسي يستخدم أكبر محطة للطاقة النووية بأوروبا لاستفزاز الجيش الأوكراني.

ولطالما زعم مسؤولون أوكرانيون أن القوات الروسية كانت تستخدم محطة زابوروجيا، كدرع في أثناء توجيه ضربات على مناطق أوكرانية عبر نهر دنيبرو، علمًا بأنه من غير المرجح أن ترد القوات الأوكرانية على تلك الضربات خوفًا من وقوع حادثة نووية، حسب “أسوشيتد برس”.

ربما يعجبك أيضا