خسائر اقتصادية ومناخية مضاعفة لهدر الطعام

فاروق محمد

أصبح 14% من الغذاء مهدر ما بين المزارع وأسواق الجملة بقيمة 400 مليار دولار


مع تأثر مئات الملايين حول العالم بنقص الطعام سنويًّا، تظهر أهمية وجود آلية توقف هدر الطعام، الذي يؤدي لزيادة انبعاثات الغازات الدفيئة وتلوث المناخ أيضًا.

أظهرت تقارير لجماعات بحثية ومنظمات تابعة للأمم المتحدة أن العالم يواجه خلال السنوات الأخيرة أزمة كبيرة تضر قطاعات متعددة، أبرزها زيادة أعداد الجوعى والتغير المناخي، بالإضافة إلى ما ولَّدته جائحة كورونا من نقص في العمالة الزراعية وعمال النقل، الذين واجهوا صعوبات في عبور الحدود.

معدلات الهدر مرتفعة

بحسب تقرير للأمم المتحدة، يُفقد نحو 14% من الغذاء المُنتج في مرحلتي الحصاد وعروض التجزئة، وتفقد كميات كبيرة كذلك في مستويات الاستهلاك، بجانب هدر 17% من إجمالي الإنتاج الغذائي العالمي، منها 11% في الأسر المعيشية، و5% في الخدمات الغذائية، و2% في تجارة البيع بالتجزئة، بقيمة 700 مليار دولار، لتصل قيمة الخسائر الغذائية إلى 1.1 تريليون دولار سنويًّا.

وتمثل الأغذية التي تُفقد وتُهدر 38% من إجمالي استخدام الطاقة في نظام الغذاء العالمي، ولهذا الهدر آثار بيئية واجتماعية واقتصادية كبيرة، وترتبط ما يتراوح بين 8% – 10% من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية بالأغذية التي لا تُستهلك، وأدت “كورونا” إلى إغلاق كثير من صناعة الضيافة والمدارس، وواجهت بنوك الطعام مشكلات مثل نقص الموظفين ذوي الخبرة، وعدم كفاية إمدادات الغذاء، وعدم مناسبة المواقع لتوزيع عبوات الطعام بسبب إجراءات التباعد.

التأثير المناخي لهدر الطعام

أصبح يجب على الشركات والحكومات والمواطنين في جميع أنحاء العالم القيام بدورهم للحد من هدر الأغذية، خاصة مع تأثر 690 مليون شخص بالجوع في عام 2019، ومن المتوقع أن يرتفع الرقم بحدة بعد تداعيات جائحة كورونا، بالإضافة إلى تضرر 3 مليارات شخص من غير القادرين على تحمل تكاليف نظام غذائي صحي، يحتاج المستهلكون إلى المساعدة للحد من هدر الأغذية بين الأسر المعيشية.

قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنجر أندرسن، إن الحد من هدر الأغذية سيحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ويبطئ تدمير الطبيعة من خلال تحويل الأراضي والتلوث، ويعزز توافر الغذاء، وبالتالي يقلل الجوع ويوفر الأموال في أوقات الركود العالمي.

“فكر – كل – وفر”

يعمل العنصر رقم 12.3 من أهداف التنمية المستدامة على خفض نصيب الفرد من نفايات الغذاء العالمية إلى النصف على مستوى البيع بالتجزئة والمستهلكين والحد من فقد الأغذية على طول سلاسل الإنتاج والإمداد.

وأطلقت منظمة الأغذية والزراعة هي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، حملة “فكر – كل – وفر”، لإنتاج واستهلاك الغذاء في إطار دعم مبادرة “اقتصد في الغذاء” الهادفة إلى خفض الخسائر الغذائية وهدر الغذاء، وتُدار على أيدي المنظمة، ضمن سياق مبادرة “صفر جوعًا” التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة. وتستهدف الحملة الجديدة بوجه خاص إهدار المواد الغذائية من قبل المستهلكين وتجار التجزئة وصناعة الضيافة.

ربما يعجبك أيضا