المقاتلون الشيشان في أوكرانيا.. إلى أي جانب يحاربون؟

آية سيد
مقاتلون شيشان

يشارك مقاتلون من الشيشان في الحرب الروسية الأوكرانية، لكن جزءًا منهم يقاتل لصالح موسكو والآخر ينحاز إلى كييف.. فما مهمتهم في كلا الجانبين؟


يشارك مقاتلون من الشيشان، الجمهورية الصغيرة ذات الأغلبية المسلمة التي تقع في جبال القوقاز وتخضع للحكم الروسي، في الحرب الروسية الأوكرانية.

ولكن هؤلاء المقاتلين ينقسمون بين طرفي الصراع في أوكرانيا، فجزء منهم يقاتل لصالح موسكو والجزء الآخر ينحاز إلى كييف، بحسب تقرير لوكالة أسوشيتد برس، أول أمس السبت 27 أغسطس 2022.

مقاتلون شيشان في أوكرانيا

مقاتلون شيشان يتدربون في أوكرانيا

«كتيبة دوداييف»

أورد التقرير أن المقاتلين الشيشان يتدربون خارج العاصمة الأوكرانية، كييف، ليتوجّهوا بعد ذلك إلى خطوط الجبهة، متعهدين بمواصلة القتال ضد روسيا الذي احتدم لسنوات في الشيشان. ويشكل هؤلاء المقاتلون “كتيبة دوداييف”، وهم موالون لجوهر دوداييف، الزعيم الشيشاني الراحل الذي قاد مسعى الجمهورية للاستقلال.

ويعد مقاتلو “كتيبة دوداييف” ألد أعداء القوات الحكومية الشيشانية التي تدعم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وانضمت إلى روسيا في الحصار الذي استمر لأشهر لمدينة ماريوبول وغيرها من بؤر التوتر في شرق أوكرانيا وجنوبها.

كيف يتدرب المقاتلون الشيشان في أوكرانيا؟

بحسب تقرير “أسوشيتد برس”، كانت مجموعة من الوافدين الشيشان الجدد الذين يعيش معظمهم في غرب أوروبا، يتدربون في ميدان رماية مؤقت خارج كييف قبل التوجه شرقًا. وبعد إنهاء حصة تدريب يوم السبت، حصل المجندون الجدد على بطاقات هوية عسكرية تصدر للمتطوعين.

وأفاد التقرير بأن المدربين بينهم محاربون قدامى من حروب الشيشان التي انتهت في 2009، بعضهم انضم إلى أوكرانيا بعد بدء القتال ضد الانفصاليين المدعومين روسيًّا في 2014. ويقول مسؤولون أوكرانيون إن عدد أفراد كتيبة الشيشان يبلغ حاليًا عدة مئات، وهم يحاربون إلى جانب الجيش الأوكراني، ولكنهم لا يخضعوا للقيادة الوطنية رسميًّا.

مقاتلون شيشان

مقاتلون شيشان يتدربون في أوكرانيا

لا فرق بين الصراعين

بحسب التقرير، شنت روسيا حربين لمنع الشيشان من الاستقلال بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في 1991. اندلع الأول في العام 1994، في حين اندلعت الحرب الثانية في 1999، وبلغت ذروتها بحصار القوات الروسية للعاصمة جروزني التي دمرها القصف المكثف. وبعد سنوات من مكافحة التمرد، أعلن المسؤولون الروس انتهاء الصراع في الشيشان في 2017.

وفي هذا الشأن، قال وهو أحد المتطوعين، ويدعى “تور”، إنه لا يرى فرقًا بين الصراعين. وقال: “يجب أن يفهم الناس أننا لا نملك خيارًا. إذا ربحت (القوات الروسية) هذه الحرب، سيستمرون. لن يتوقفوا أبدًا. ستصبح دول البلقان التالية، أو ربما جورجيا أو كازاخستان. يقول بوتين صراحةً إنه يريد بناء الإمبراطورية الروسية”.

وفي السياق ذاته، قال أحد المقاتلين القدامى في حروب الشيشان، مسلم مادييف، الذي عرّف نفسه كمستشار لكتيبة المتطوعين في أوكرانيا: “سنربح هذه الحرب. العالم بأجمعه يدافع عنا”. وأضاف “نحن الوحيدون الذين حاربنا لأنفسنا (في الشيشان). لم يقف أحد معنا. لكن الآن العالم كله يقف وراء أوكرانيا. يجب أن نربح”.

وحدة «قاديروفتسي»

تضم القوات الروسية وحدة شيشانية معروفة باسم “قاديروفتسي” نسبة إلى الزعيم الشيشاني السابق، أحمد قديروف، التي انضمت إلى روسيا في حملتها العسكرية الثانية في الشيشان بين 1999 و2000، بحسب تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في 12 يوليو 2022.

وأشار التقرير إلى أنهم نجحوا في اكتساب شهرة بين الأوكرانيين العاديين بأنهم الأكثر إثارة للرعب بين القوات الروسية. ويقول المسؤولون الأوكرانيون إن “قاديروفتسي” مسؤولة عن ارتكاب بعض أسوأ الأعمال الوحشية، مثل قتل المدنيين وتعذيبهم في المناطق المحتلة في إقليم كييف.

وفي هذا الصدد، ذكر تقرير لموقع “تاسك آند بيرباس“، في 6 يونيو 2022، أن وحدة “قاديروفتسي”، الموالية للرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، تمتلك سمعة مخيفة بارتكاب الأعمال الوحشية. ولفت إلى أنه في أوكرانيا، شاركت “قاديروفتسي” في جهود الجيش الروسي للاستيلاء على مدينة ماريوبول، وعملت بالقرب من مدينة بوتشا التي اكتشف فيها مئات الجثث لمدنيين عقب انسحاب الروس منها.

مقاتلون شيشان

كتيبة قاديروفتسي

ما مدى فاعلية المقاتلين الشيشان في أوكرانيا؟

نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن محللين عسكريين أنه، باستثناء أسابيع قليلة في بداية الحرب، لم تشارك وحدة “قاديروفتسي” في القتال على خطوط المواجهة. ولكن بدلًا من ذلك، جرى تكليفها بعمليات “التطهير” الأقل مكانة، وتأمين المدن والقرى المحتلة. وفي هذا الشأن، قال المحلل العسكري الروسي المستقل، مايكل ناك: “إنهم دون أي خبرة في القتال، لذلك ليسوا جنودًا حقيقيين”.

وفي السياق نفسه، قال خبير السياسة الخارجية في مؤسسة “هيرتيج” الأمريكية، لوك كوفي، لموقع “تاسك آند بيرباس”، إن المقاتلين الشيشان يجيدون صنع مقاطع فيديو عبر “تيك توك” لاستعراض معداتهم، لكنهم أثبتوا أن قدراتهم عادية في القتال الفعلي. وأوضح كوفي: “لو كانوا مميزين فعلًا، كنا سنرى نتيجة مختلفة حول كييف، وربما كانت ستسقط ماريوبول أسرع، لأنهم كانوا يعملون في هاتين المنطقتين”.

ربما يعجبك أيضا