تايوان تزيد التوتر بإسقاط مسيّرة مدنية صينية.. هل تندلع الحرب؟

آية سيد
تايوان تسقط مسيرة مدنية

أسقط جيش تايوان مسيرة مدنية مجهولة دخلت المجال الجوي التايواني بالقرب من جزيرة صغيرة تقع قبالة ساحل الصين، ما أثار المخاوف من اندلاع صراع عسكري في المنطقة.


أسقط جيش تايوان، للمرة الأولى، مسيرة مدنية مجهولة قبالة الساحل الصيني، ما أثار المخاوف من اندلاع صراع عسكري في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة.

ودخلت المسيرة المجال الجوي التايواني بالقرب من جزيرة صغيرة تقع قبالة ساحل الصين، اليوم الخميس 1 سبتمبر 2022، بحسب ما أوردت وكالة أنباء “رويترز“. وجاءت هذه الخطوة بعد أن تعهدت حكومة تايوان باتخاذ إجراءات صارمة للتعامل مع الانتهاكات المتزايدة.

ماذا حدث؟

قال بيان لوزارة الدفاع التايوانية إن جنودًا متمركزين في كينمن، وهي مجموعة من الجزر الخاضعة لسيطرة تايوان وتقع في الجهة المقابلة للساحل الشرقي للصين، أسقطوا مسيرة مجهولة دخلت المنطقة الجوية المحظورة فوق جزيرة ليون. وأضاف البيان أن القوات على الجزيرة حاولت تحذير المسيرة للابتعاد، لكنها لم تستجب، ما أسفر عن سقوطها في البحر.

وفي السياق ذاته، أخبر نائب مدير مجلس شؤون البر الرئيس الصيني بتايوان، المراسلين في تايبيه، بأن تايوان تمتلك السلطة القانونية لـ”اتخاذ تدابير الدفاع اللازمة” لأن الطائرات الصينية غير مصرح لها بالتحليق فوق المجال الجوي لكينمن.

تكتيكات «المنطقة الرمادية»

أصدر مكتب رئيسة تايوان، تساي إنج ون، بيانًا نقل فيه حديثها مع القوات المسلحة، في وقت مبكر من اليوم الخميس، عن أن الصين تستخدم المسيرات وتكتيكات “المنطقة الرمادية” الأخرى في محاولة لترهيب تايوان، مشددة على أن تايوان لن تثير الخلافات لكنها ستتخذ التدابير المضادة الضرورية. وأضاف البيان أن تساي أمرت وزارة الدفاع الوطني بـ”اتخاذ الإجراءات المضادة اللازمة والقوية للدفاع عن الأمن القومي”.

ولفت تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إلى أن الصين تستخدم تكتيكات المنطقة الرمادية، وهي الأعمال القسرية التي لا ترتقي إلى مستوى الصراع المباشر، لاختبار الجيش التايواني وترهيب المدنيين. وحسب التقرير، أبلغ المسؤولون التايوانيون عن 25 حادثة توغل على الأقل لمسيّرات صينية خلال أغسطس المنقضي.

اختراق المسيّرات للأجواء التايوانية

المحلل العسكري بمعهد أبحاث الدفاع الوطني والأمن الممول من الحكومة التايوانية، سو تشو يون، قال إن العدد المتزايد للمسيّرات التي تدخل المجال الجوي لكينمن يعد جزءًا من الحرب النفسية التي تشنها الصين على تايوان، موضحًا: “من جانب، هي دعاية موجهة للجمهور الصيني، ومن جانب آخر هي وسيلة لإحباط معنويات شعب تايوان”.

وأطلق جيش تايوان أعيرة تحذيرية على مسيرات صينية اقتربت من سواحل الجزر التايوانية، يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين. وأعلنت القيادة الدفاعية لمجموعة جزر كينمن، أمس الأول الثلاثاء، رصد 3 مسيرات مدنية تابعة للصين، قرب 3 مواقع مختلفة. وشدد جيش تايوان على أنه يتبع مبدأ “الاستعداد للحرب وعدم السعي وراءها”، وفق “واشنطن بوست”.

رد الفعل الصيني

قال المتحدث باسم الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، إنه “لم يتفاجأ” لرؤية مسيرات صينية تحلق فوق “أراضٍ صينية”، بحسب “واشنطن بوست”، وأضاف تشاو، أمس الأربعاء، أن “تصرف السلطات التايوانية لتصعيد التوترات لا يعني أي شيء”.

وبعد إسقاط المسيرة المدنية، اليوم الخميس، أحالت وزارة الخارجية الصينية الأسئلة إلى وزارة الدفاع، التي لم تعلق حتى الآن، حسب ما أوردت “رويترز”.

مخاوف من التصعيد

تعليقًا على التطورات الأخيرة، أعرب الأستاذ المساعد بمعهد الشؤون الدولية والدراسات الاستراتيجية بجامعة تامكانج في تايوان، شيه تشونج، عن قلقه مما قد يقدم عليه الحزب الشيوعي الصيني.

وقال تشونج لـ”واشنطن بوست” إن الصينيين “قد يرسلون المزيد من المسيرات، أو يأمرون السفن المدنية بتطويق جزرنا الساحلية وإجبارنا على الرد بأسلحة ثقيلة. هذا قد يزيد من مخاطر مشاركة السفن الصينية الأخرى في الجوار، ما قد يصبح ذريعة للصينيين كي يشنوا عمليات عسكرية أكبر ضد تايوان”.

وتصاعدت التوترات في محيط تايوان منذ زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، للجزيرة مطلع الشهر المنقضي، رغم التحذيرات الصينية. وردت بكين على هذه الزيارة بإجراء تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في 6 مواقع محيطة بتايوان. وأصدرت ورقة بيضاء بشأن تايوان للمرة الأولى منذ تولي الرئيس، شي جين بينج، الحكم.

ربما يعجبك أيضا