الاحتلال الإسرائيلي يخير مدارس القدس بين الهوية أو الإغلاق

استجابت أكثر من 150 مدرسة، اليوم الاثنين 19 سبتمبر 2022، لبيان القوى الوطنية والإسلامية في مدينة القدس المحتلة، رفضًا لمحاولات إسرائيلية لفرض كتب دراسية تشطب الهوية الفلسطينية.

وبحسب بيان، وصل شبكة رؤية الإخبارية نسخة منه، حمّلت القوى مع أولياء أمور الطلبة، إدارة أي مدرسة المسؤولية الوطنية والأخلاقية والدينية بالخروج عن إجماع الأهالي وخرق الموقف الوطني.

التهديد بالإغلاق

خلال أغسطس الماضي، أرسلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي رسالة إلى مدارس القدس هددتها بسحب ترخيصها، في حال تدريس مناهج تحتوي على مواد تحريضية، عقب إلغاء تراخيص 6 مدارس، هي مدارس الإيمان الخمس، والكلية الإبراهيمية، بزعم احتواء مناهجها على تحريض خطير.

وتختلف مدارس القدس المحتلة في تبعيتها، لتشمل الخاصة، والتابعة لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية، والتابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ومدارس تتبع بلدية الاحتلال الإسرائيلي. وفي فبراير 2016، أعلن وزير التعليم الإسرائيلي آنذاك، نفتالي بينت، فرض خطة تعليمية واسعة من المرحلة الأساسية، وصولًا إلى المرحلة الثانوية تحت شعار “توحيد القدس”.

الابتزاز المالي

رصدت سلطات الاحتلال منذ العام 2018 ميزانية تصل إلى نحو 700 مليون شيكل (أكثر من 205 ملايين دولار) لتهويد التعليم، ووفقًا لتقرير أعدته منظمة “عير عميم” الإسرائيلية، فإن أكثر من 43% من ميزانية التعليم في القدس الشرقية، مشروطة بدراسة المنهاج الإسرائيلي.

وفي عام 2019، بلغت الميزانية المنقولة من الحكومة والبلدية إلى قطاع التعليم ما مجموعه 89 مليون شيكل، استخدمت بالكامل، في حين خصصت خلال العامين الدراسيين التاليين ما يقارب 50% من الميزانية لبرامج تشجيع المنهاج الإسرائيلي.

غياب دور السلطة الفلسطينية

تحظى المدارس الخاضعة لمناهج الاحتلال الإسرائيلي بدعم مادي كبير، يفسر تضاعف أعدادها 4 مرات بين عامي 2012 و2020، وهو ما يثير هلع المقدسيين من محو هوية الأجيال القادمة.

وكشف الناشط المقدسي، راسم عبيدات، عن تقلص أعداد المدارس التي تتبع السلطة الفلسطينية من نسبة 13% إلى قرابة 9% في الوقت الحالي، بسبب عزوف الطلاب والمدرسين عن الانتساب إليها نظرًا للضعف المادي، وحتى التربوي.