ميجان ماركل.. فتاة أربكت القصر الملكي البريطاني

ياسمين سعد
ميجان ماركل

الحلم الأمريكي.. كلمة كانت الأساس في بناء شخصية ميجان ماركل، الفتاة التي نشأت تشاهد والدها يكد ويتعب ليحقق لهم حياة كريمة.


الحلم الأمريكي.. كلمة كانت الأساس في بناء شخصية ميجان ماركل، الفتاة التي نشأت تشاهد والدها يكد ويتعب ليحقق لهم حياة كريمة.

وتنحدر ميجان من أسرة ذات تاريخ في العمل بالمناجم في بنسلفانيا، هاجرت من إنجلترا في عهد الملكة فيكتوريا في العام 1869، وكان والد ميجان أول من يقرر ترك هذا العمل الشاق، والبحث عن الشهرة والأضواء بولاية لوس أنجلوس، بحسب صحيفة “ذا صن” البريطانية.

طفلة في استوديوهات هوليوود

شاهدت الطفلة ميجان بريق الأضواء منذ الطفولة، عندما رأت والدها يعمل مديرًا ناجحًا للإضاءة، يحترمه الكثيرون من صناع البرامج التليفزيونية الكبرى، إضافة إلى تأثرها بالفن من خلال عمل والدتها فنانة الماكياج الأمريكية ذات الأصول الإفريقية، دوريا راجلاند.

وكانت حياة ميجان الأسرية مستقرة، في ظل عمل والدها باستوديوهات هوليوود، وعاشت في منزل بمدينة وودلاند هيلز، واستطاع والدها إلحاقها بمدرسة ليتل ريد سكول هاوس الخاصة التي تعلمت بها الفنانة الأمريكية الشهيرة، إليزابيث تايلور.

ميجان ماركل

ميجان ماركل

على خط المواجهة مع العنصرية

عانت ميجان الاضطهاد العنصري في طفولتها، عندما شاهدت والدتها تتعرض لأقسى الإهانات من سكان الحي الأبيض في وودلاند هيلز، فكانت ترى والدتها وهي تُعنّف وتُوصف بالعبدة، كما ظن العديد أنها مربية ميجان وليست والدتها، فكانت تبكي وتحاول تهدئة والدتها مخبرة إياها بأن كل شيء سيكون بخير. ونسجت هذه المعاناة شخصية ميجان، لتكون فتاة قوية متمردة منذ الصغر.

وأرسلت خطابًا للسيدة الأولى وقتها، هيلاري كلينتون، وطالبت فيه بتغيير إعلان عن صابون غسل الأواني، كان يخص السيدات باستعمال المنتج، مشيرة إلى أن الإعلان يجب أن يوجه رسالته إلى الجنسين، لأن المطبخ ليس حكرًا على السيدات، وبعد شهر واحد تغيّر الإعلان بالفعل، بحسب ما ذكرته ميجان عبر برنامجها الصوتي “النماذج الأصلية”.

ميجان ماركل

ميجان ماركل

أسهم «اليانصيب» في تعليمها

في عام 1990، فاز والد ميجان باليانصيب، وربح 500 ألف دولار أمريكي، مكنته من إلحاق ميجان بمدرسة Immaculate Heart الفخمة، وهي واحدة من أفضل المدارس الثانوية بأمريكا، وتألقت ميجان في جميع الأنشطة المدرسية، لتتخرج فيها، وتلتحق بجامعة نورث وسترن المرموقة في إلينوي، التي درست فيها المسرح والعلاقات الدولية.

وعلى الرغم من رغد حياة ميجان فإن العنصرية التي شهدتها في معاملة الناس لوالدتها ظلت ترافقها عبر شعور ما بأنها غير مقبولة، وفي تصريحات صحفية سابقة، قالت ميجان إنها كافحت في بداية حياتها الفنية، وحصلت على أدوار ذات مساحة صغيرة لسنوات طويلة، لأنها لم تكن سوداء بما يكفي، أو بيضاء بما يكفي للحصول على دور البطولة في أي عمل فني.

تعرفت على الأمير هاري بهذه الطريقة

لا يعلم الناس هل طموح ميجان اللا محدود هو ما قادها إلى الأمير هاري، أو هي الصدفة، فخلال سفرها عام 2016 لمشاهدة صديقتها المقربة، سيرينا ويليامز، تلعب التنس في بطولة ويمبلدون، اقترح أحد الأصدقاء تدبير موعد لها مع الأمير هاري، ظنًّا منه أنهما سينسجمان سريعًا، وهذا ما حدث بالفعل، وشعر كل منهما بالحب تجاه الآخر، منذ اللحظة الأولى في لقائهما.

وساد الود والمحبة علاقة ميجان وهاري لفترات طويلة، ولكن ظل شبح العنصرية داخلها، ففي حين أنها أرادت أن يحبها المجتمع الملكي الأبيض بشدة، لم تفارق صورة والدتها السمراء وهي تُعنَّف خيالها، فشعرت ميجان بأنها هذه السيدة السمراء التي تسير داخل الحي الأبيض، ولن تُقبل مهما فعلت، ثم تصرفت على هذا الأساس.

ميجان ماركل والأمير هاري

ميجان ماركل والأمير هاري

الانتحار بسبب «العنصرية داخل القصر الملكي»

صرحت ميجان، خلال مقابلة مع الإعلامية أوبرا وينفري، بُثَّت في مارس الماضي، أنها كادت تنتحر وهي تعيش في القصر الملكي، متهمة أفراد العائلة المالكة بالعنصرية تجاهها، خشية أن يكون ابنها آرتشي أسمر البشرة، مشيرة إلى أنها وزوجها كان عليهما الابتعاد عن هذه الحياة التي كانت تسبب لهما ألمًا نفسيًّا.

وأبدت ميجان انزعاجها من إجبار العائلة المالكة لها على مشاركة صورة ابنها آرتشي مع الجميع فور ولادته، بوصفها واجبًا ملكيًّا، وتساءلت: “لماذا يجب عليّ أن أعطي الذين يتنمرون بطفلي صورته، قبل مشاركتها مع من يحبونه بالفعل؟” وقالت إنها شعرت للمرة الأولى بأنها امرأة سمراء عندما عاشت داخل القصر الملكي، بحسب ما روته بنفسها في بودكاست “النماذج الأصلية”.

ميجان ماركل والأمير هاري وابنهما

ميجان ماركل والأمير هاري وابنهما

هل حان الوقت لإعلان الهدنة؟

ظلت تصريحات ميجان حاجزًا بينها وبين العائلة المالكة طوال العامين الماضيين، ولم يشفع وفاة الملكة إليزابيث الثانية في عودة العلاقات إلى ما كانت عليه، أو منح أبنائها ألقابًا ملكية، في حين تحاول هي حاليًّا رأب الصدع، ولكن يبقى السؤال: هل تستطيع ميجان التخلص من شبح الفتاة التي تدافع عن العنصرية وتتعرض لها والدتها بالدفاع عن نفسها دومًا من المجتمع الأبيض الملكي؟

وفي حين أن الوقت قد يطول للإجابة عن هذا السؤال، ستظل ميجان على موقفها، ولكن حتى تحقق حلمها الأمريكي، يجب أن تصدق حقيقة أن والدتها هي من تعرضت للعنصرية، وأنها ردت لها حقها بوقوفها جانبها خلال زفافها الملكي، وآن الأوان أخيرًا لتستريح من الدفاع المستمر عن نفسها، وتقبل حياتها الهادئة الجديدة.

ربما يعجبك أيضا