هل عادت العلاقات التركية الإسرائيلية إلى سابق عهدها؟

ضياء غنيم
العلاقات التركية الإسرائيلية

التقى الرئيس التركي أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد في البيت التركي بنيويورك في مؤشر على استعادة العلاقات التركية الإسرائيلية بصورة كاملة.


التقى الرئيس التركي أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد في البيت التركي بنيويورك في مؤشر على استعادة العلاقات التركية الإسرائيلية بصورة كاملة.

واللقاء الأول من نوعه منذ 2008، جاء بعد يوم من تعيين سفيرة إسرائيلية بأنقرة، وفي إطار تصاعد الأولويات الاقتصادية للعلاقات التركية الإسرائيلية، مع استمرار القضايا العالقة بين الجانبين، والمساعي المتبادةل لتقريب المواقف بشأن بعض منها، خاصة والوضع العالمي مضطرب ويشوبه الصراع.

استعادة العلاقات التركية الإسرائيلية

استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد في 20 سبتمبر 2022 بالبيت التركي بنيويورك، على هامش اجتماعات الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد اتفاق الطرفين على استعادة العلاقات الدبلوماسية واختيار القائمة بالأعمال الإسرائيلية إيريت ليليان سفيرة جديدة في أنقرة، الاثنين 19 سبتمبر الحالي، حسب صحيفة “ديلي صباح” التركية.

وتناول اللقاء الأول من نوعه منذ 2008، التعاون بين الجانبين في ملف الطاقة وتوسط أنقرة لدى حركة حماس في إطلاق سراح 4 أسرى إسرائيليين في قطاع غزة، بينهم جنديان، وشكر لابيد الجانب التركي على التعاون الاستخباراتي لمكافحة هجمات إرانية مخطط لها لاستهداف إسرائيليين في تركيا يونيو 2022، حسب وسائل الإعلام التركية والعبرية.

مصالح متبادلة

قبل استقبال لابيد، التقى الرئيس التركي مجموعة من القادة اليهود الأمريكيين في مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى بمدينة نيويورك، وهو ما يعده محللون محاولة من أردوغان لاستغلال دور الجماعات اليهودية والأوساط المؤيدة لإسرائيل في تحسين العلاقات التركية مع الإدارة والكونجرس الأمريكيين وتمرير صفقة المقاتلات إف-16.

ويتصدر التعاون الاستخبارتي وملف الطاقة أجندة المنافع المتبادلة بين الجانبين، فتسعى إسرائيل لمواجهة التهديدات الإيرانية ضد رجال الأعمال واليهود في تركيا وتقييد تحركات حماس في تركيا، في حين يحتل ملف تصدير الغاز إلى أوروبا عبر الأراضي التركية أولوية لدى أنقرة.

قضايا عالقة

سعت أنقرة لإعادة العلاقات مع تل أبيب منذ صعود حكومة بينيت-لابيد يونيو 2021، في حين تسارعت الخطى لتطبيع العلاقات منذ زيارة الرئيس الإسرائيلي لأنقرة في مارس الماضي، وتوجت باتفاق يوسع حركة الطيران من وإلى إسطنبول ومدن تركية أخرى، للتخفيف من حدة أزمتها الاقتصادية والتفرغ لشواغلها الأمنية، حسب مجلة “تايم”.

وعلى الرغم من التطبيع الكامل للعلاقات، فإن المواجهات في الأراضي الفلسطينية تظل، بجانب التوترات بين تركيا واليونان في شرق المتوسط، تحديًا رئيسًا لمسار تحسين العلاقات، فقد بنت إسرائيل علاقات قوية مع اليونان وقبرص وتمتلك التزامًا أمنيًّا تجاه الأخيرة.

علاقات هشة

أسهمت متانة العلاقات الإسرائيلية بقبرص في تدريب القوات القبرصية وتزويدها بمنظومة القبة الحديدية في مواجهة جمهورية شمال قبرص التركية غير المعترف بها، والمدعومة بنحو 30 ألف جندي تركي، حسب “مجلس العلاقات الخارجية“. وعزا محللون إسرائيليون هشاشة تطبيع العلاقات التركية الإسرائيلية في الوقت الحالي إلى استنادها إلى أجندة انتخابية قصيرة المدى.

وترتفع فرص عودة نتنياهو إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية عقب انتخابات الكنيست مطلع نوفمبر 2022، ما يعني تكريسا لسياسات أكثر تشددًا تجاه الفلسطينيين، بما يصعّد الغضب في الشارع التركي، وهو ما سوف يؤثر بالضرورة في موقف أردوغان والحزب الحاكم.

ربما يعجبك أيضا