أندية أوروبا تكافح الأزمات المالية عبر حلول تسويقية جديدة

فاروق محمد
فريق برشلونة -جيتي إيميج

سجل برشلونة أعلى إيرادات في كرة القدم، خلال العامين الماضيين، لكن لديه أيضًا أعلى مستوى من الاقتراض، وبلغ صافي ديونه بنهاية يونيو الماضي أكثر من ضعف ما كان عليه قبل عام.


تسعى الأندية الرياضية بقوة للخروج من تعثراتها المالية، التي تسببت فيها عدة عوامل، أبرزها غياب عوائد تذاكر المباريات خلال جائحة كورونا في 2020.

طرفا “كلاسيكو الأرض” كانا أبرز الأندية التي عانت ماليًّا، خلال العامين الماضيين، ولكن نموذج كتالونيا كان الأكثر إبهارًا، نظرًا للمستوى المتراجع الذي أظهره الفريق حتى قبل كورونا، ولكن مع إدارته الجديدة اتخذ قرارات جريئة ماليًّا، ساعدته في اجتذاب لاعبين من الفئة الأولى خلال موسم الانتقالات الصيفي الأخير.

نموذج برشلونة قابل للتحقق

كان فريق برشلونة الإسباني مجبرًا على بيع نجمه العالمي، ليونيل ميسي، بسبب حالة ميزانيته، منذ عام تقريبًا، ولكن يبدو أن الوضع المالي شهد تحولًا عملاقًا خلال الشهور الأخيرة، وبلغت قيمة صفقات النادي 135 مليون يورو (132.5 مليون دولار) في ميركاتو الصيف الماضي، مقارنة بقيمة صفقات بلغت 69 مليون يورو (67.5 مليون دولار)، في العام السابق له.

barcelona 2

ووافق أعضاء النادي، في يونيو الماضي، على تفعيل ما أسماه الرئيس جوان لابورتا بـ”الروافع المالية” التي يحتاجها النادي للخروج من المأزق المالي الشديد، ثم رفض العام الماضي المشاركة في صفقة شراء حصة في كيان يتحكم بإيرادات بث الدوري الإسباني لمدة 50 عامًا، وفضل عقد صفقة منفردة لمدة 25 عامًا مع شركة تمويل أخرى، لم تُحدد المبلغ الممكن إنفاقه على اللاعبين، أو سداد الديون أو الاستثمار.

تطوير الملاعب لجذب عوائد مالية أكبر من الجماهير

باع النادي، العام الماضي، سندات بقيمة 595 مليون يورو (548.2 مليون دولار) عبر طرح خاص نظمه بنك “جولدمان ساكس”، ثم باع 25% من حقوق البث التلفزيوني لصالح شركة الاستثمار الأمريكية “سيكث ستريت بارتنرز”، سيجني منها 667 مليون يورو (654.9 مليون دولار)، وفقًا لموقع قناة “الشرق”.

إلا أن هذا العائد لا يماثل ما كان يرجوه النادي، ولذلك أبرم صفقة مع شركة “سبوتيفاي” لوضع اسمها على زي وملعب النادي، الذي سيصبح “سبوتيفاي كامب نو” في يوليو المقبل، بموجب اتفاق طويل الأجل سيستمر من خلال إعادة تطوير المنشأة، وزيادة السعة الاستيعابية للملعب الكتالوني، بهدف زيادة الدخل من بيع التذاكر للجماهير المنتشرة بكثافة في أنحاء العالم.

ويتوقع النادي أن يدر إيرادات إضافية بقيمة 200 مليون يورو سنويًّا (196.4 مليون دولار)، عقب تجديد الملعب، ويسعى لتمويل خطته لمدة 35 عامًا، ولذلك ستنتقل مباريات الفريق الموسم المقبل لملعب “إستادي أوليمبيس لويس كومبانيس” لحين انتهاء أعمال التجديد.

ماذا عن المنافس التقليدي؟

كشف رئيس نادي ريال مدريد،، فلورنتينو بيريز، أن الديون تضخمت خلال وباء كورونا، بعد إلغاء المباريات ثم لعبها في ملاعب فارغة دون دخول جماهر وبيع التذاكر، موضحًا أنه بين إبريل ومايو 2020، وبدء عمليات الإغلاق، سحب النادي 205 ملايين يورو (201.3 ملون دولار) في شكل قروض مصرفية، لتعويض الدخل المفقود، ودفع ذلك صافي الدين إلى الوصول لـ241 مليون يورو (231.6 مليون دولار)، أي ما يقرب من 10 أضعاف ما كان عليه في العام السابق.

وسجل برشلونة أعلى إيرادات في كرة القدم، خلال العامين الماضيين، لكن لديه أيضًا أعلى مستوى من الاقتراض، بلغ صافي ديونه 488 مليون يورو (590 مليون دولار)، بنهاية يونيو الماضي، أي أكثر من ضعف ما كان عليه قبل عام، كما كان عليه أن يسعى للحصول على إعفاءات من تعهدات الديون من مجموعة من المستثمرين بوتيرة عاجلة.

ربما يعجبك أيضا