تظاهرات مستمرة وتتوسع.. هل يقود الشباب التغيير في إيران؟

يوسف بنده

رقعة الاحتجاجات على عقب وفاة الشابة الإيرانية، مهسا أميني، امتدت إلى 15 مدينة كبرى، على مدار الأيام الفائتة.


لليوم السادس على التوالي، تستمر حركة الاحتجاجات وتتوسع في إيران، بعد مقتل الفتاة مهسا أميني، على يد شرطة الأخلاق.

وأفادت حصيلة رسمية، نُشرت اليوم الخميس 22 سبتمبر 2022، بأن 9 أشخاص قُتلوا، بينهم 3 من عناصر الأمن، منذ بدء التظاهرات، منهم شرطيان طعنا بالسكين في تبريز ومشهد، وقُتل عنصر آخر في تظاهرات بشيراز، حسب وكالة “تسنيم“، وسط اتهامات للسلطات بالتعتيم على العدد الحقيقي للضحايا.

اتساع رقعة الاحتجاجات

ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن رقعة الاحتجاجات امتدت إلى 15 مدينة كبرى، على مدار الأيام الفائتة، مشيرة إلى أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع وفرقت حشودًا جمعت قرابة ألف شخص، عقب وفاة الشابة مهسا أميني، البالغة 22 عامًا، الأسبوع الماضي، بعد أن ألقت شرطة الأخلاق القبض عليها، في طهران، بسبب ارتدائها “ملابس غير لائقة”، حسب تقرير قناة “الشرق“.

وتركزت معظم التظاهرات في المناطق الشمالية الغربية التي يسكنها الأكراد في إيران، ثم امتدت إلى العاصمة طهران وما لا يقل عن 50 مدينة وبلدة في أنحاء إيران. وأضرم محتجون النيران في مراكز للشرطة. وهتفوا ضد المرشد الأعلى، علي خامنئي، وردد المتظاهرون شعارات من قبيل “الموت للديكتاتور” و”المرأة، حياة، حرية” و”لا للحجاب، لا للعمامة”.

حرق صورة قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني، في مدينة كرمان، أمس الأربعاء

قطع الانترنت وتحرك الحرس

إزاء تصاعد حركة الاحتجاجات والتظاهر في معظم المدن الإيرانية، أعلن وزير الاتصالات، عيسى زارع بور، أمس الأربعاء، أن خدمة الإنترنت قد تتعطل في البلاد لـ”أسباب أمنية”. وقال: “لأسباب ومحادثات أمنية تتعلق بالأحداث الأخيرة، من الممكن أن يُقرر وضع بعض القيود على تقديم خدمة الإنترنت، وتنفيذ ذلك من جانب قوى الأمن”، حسب تقرير لـ”سي إن إن” الأمريكية.

وبدأ الحرس الثوري الاستعداد لاحتواء التظاهرات، وطالب السلطة القضائية بمحاكمة “من ينشرون أخبارًا كاذبة وشائعات”، في بيان نُشر اليوم الخميس، جاء فيه: “عبرنا عن تعاطفنا مع أسرة وأقارب الفقيدة مهسا أميني، وطلبنا من السلطة القضائية تحديد من ينشرون أخبارًا وشائعات كاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك في الشارع والذين يعرضون السلامة النفسية للمجتمع للخطر، حسب “برترينها“.

FdQrTm X0AER2qc

تظاهرات مضادة

خرجت تظاهرات مضادة من المؤيدين وقوات البسيج الموالية للنظام الإيراني. وحسب وكالة “مهر” أعلن عن تظاهرات داعمة للنظام في المدن الإيرانية كافة، غدًا الجمعة، ما ينذر بصدامات بين المؤيدين والمعارضين، خصوصًا أن تظاهرات الشباب الإيرانين بدأت تتجه نحو العنف، واستهداف المقرات الأمنية ورجال الأمن.

وغلب العنصر النسائي على التظاهرات، ورفع المتظاهرون شعار “المرأة – الحياة – الحرية”. وحسب تقرير “آفتاب“، أعلن الأمن الإيراني تشكيل وحدة نسائية ضمن قوات مكافحة الشغب. وتستهدف هذه الوحدة قادة المتظاهرين من النساء واعتقالهم. في مساعي من جانب النظام الإيراني لاحتواء الأزمة الأمنية التي بدأت تتمدد من المحافظات الكردية إلى باقي المحافظات الإيرانية.

نظرية المؤامرة

اتهم النظام الإيراني المتظاهرين بالعمالة للخارج، ووصف بيان الحرس الثوري المتظاهرين “بالعملاء الداعشيين”، بسبب سلوكهم العنيف ضد مقرات الأمن والدولة والإساءة للرموز الإسلامية بحرق المساجد والمصاحف، حسب وكالة “فارس“. واتهمت الخارجية الإيرانية القوى الغربية بتحريك الداخل للضغط على الحكومة في ما يتعلق بالاتفاق النووي.

وحسب وكالة “مهر“، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن الدول المعروفة بتاريخها الطويل في صنع الحرب والعنف في جميع أنحاء العالم (في إشارة إلى الولايات المتحدة) ليس لديها السلطة والشرعية لتبشير الآخرين بشأن حقوق الإنسان، مضيفًا أن الحكومة الأمريكية باستمرار سياستها “الفاشلة”، وهي الضغوط القصوى والإرهاب الاقتصادي تعدّ أكبر منتهك لحقوق الشعب الايراني.

 جانب من تظاهرات الشباب الإيراني المعارض

شاب إيراني يطالب الشعب من أحد شوارع طهران، ألا يضيع هذه الفرصة للخلاص من نظام ولاية الفقيه

اسقاط لوحة تحمل صورة المرشد الأعلى، علي خامنئي، في منطقة بابل بمازندران، أمس الأربعاء

ربما يعجبك أيضا