ضعف أذرع إيران الخارجية.. «قاآني» فشل في مهمة «سليماني»

يوسف بنده

الفشل الذي منيت به أذرع إيران الخارجية منذ مقتل قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، لم ينجح في تعويضه القائد الجديد، إسماعيل قاآني، ما دفع النظام الإيراني إلى القبول بالحوار الإقليمي


يبدو أن قائد فيلق القدس الإيراني، إسماعيل قاآني، لم يستطع أن يحتل مكانة سلفه الراحل، قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة أمريكية عام 2020.

فقد رفع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، صورة “سليماني” في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، في حين الاحتجاجات تملأ شوارع إيران، والقوات الإيرانية تتلقى ضربات متتالية في سوريا من قِبل إسرائيل، وكذلك الاحتجاجات تعم العراق رفضًا للتدخل الإيراني في العملية السياسية، وهو ما يعبر عن فشل “قاآني”.

متظاهرون يحرقون صورة قاسم سليماني في مدينة كرمان، الأربعاء 21 سبتمبر

فشل في احتلال مكانة سليماني

يشير تقرير راديو “فردا” إلى أنه بعد يومين فقط من مقتل قاسم سليماني بطائرة أمريكية مسيرة خارج مطار بغداد، نشرت مواقع قريبة من الحرس الثوري الإيراني لافتة كتب عليها “قاآني مثل سليماني”. وظهرت لافتة أخرى تدعي أن “قاآني هو اختصار لقاسم سليماني”، وبعد عام من كل هذه الجهود لتقديم قاآني على أنه صورة طبق الأصل لسلفه، يبدو أن القائد الجديد قد فشل في إخراج نفسه من ظل سليماني.

وحسب التقرير، فقد فشل قاآني في سد فراغ الرجل القوي في إيران، حيث توجد روايات أسطورية صنعت من قائد فيلق القدس السابق رمزًا سيء السمعة. ولم تنجح وسائل الإعلام والألقاب المزيفة في تحسين صورة القائد الجديد، كذلك الانتقام المؤجل لمقتل سليماني ساعد على استمرار ظل صورته في الأذهان، وزاد استياء مؤيدي النظام من فشل قاآني على مستويات خارجية عدة من سوريا حتى اليمن.

ضربات متتالية في سوريا

تتعرض قوات إيران وميليشياتها لضربات موجعة داخل سوريا منذ مقتل سليماني، الأمر الذي يضع قائد فيلق القدس في حرج وفشل في إدارة العمليات الخارجية؛ حيث تأتي هذه الضربات بوجع ومتتالية، ما يثبت انكشاف عمليات إيران لإسرائيل. وكان آخرها الهجوم الذي استهدف مطار دمشق 17 سبتمبر الجاري، حيث استهدف الوحدة 2250، المسؤولة عن نقل المعدات اللوجستية والأفراد من إيران إلى سوريا.

وتأكيدًا على فشل قاآني وميليشياته في سوريا واختراقها، اعتقلت مخابرات النظام السوري 34 عنصرًا من ميليشيات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في عدة مناطق في دير الزور، بتهمة التعاون مع التحالف الدولي وجهات خارجية. وعقب تلك الاعتقالات بدأ ضباط الحرس الثوري وقادة من حزب الله وضباط في المخابرات السورية التحقيق مع عناصر الميليشيات المتهمة بتسريب المعلومات، حسب قناة “الحدث“.

download 2

فشل في العراق

يعيش العراق أزمة سياسية بسبب الصراعات بين الأحزاب الشيعية، بعدما رفض زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، مشاركة الأحزاب والتيارات والشيعية في الحكومة العراقية الجديدة، وهو ما يعبر عن فشل إيراني في الضغط على الصدر وإقناعه بالمحاصصة الشيعية، خاصة من جانب قاآني الذي يتولى الاتصال بالأحزاب والميليشيات الشيعية في العراق، الأمر الذي أدى إلى سقوط العراق في الفوضى السياسية.

وقد زار قاآني العراق مرارًا امتدت للدخول إلى خلافات البيت الكوردستاني على رئاسة الجمهورية، لكنها لم تصل إلى شيء. وحسب “زاجروس” فقد رفض الصدر لقاء قاآني، في أغسطس الماضي، والذي وصفته مصادر عراقية متعددة بأنه “شخصية ضعيفة وليس قادرًا على حل الصراع على السلطة، وحاولت إيران تعويض فشله بالاستعراض بالمشاركة بأعداد مليونية في مراسم عزاء الإمام الحسين“.

القبول بالحوار الإقليمي

يشير تقرير نشر في صحيفة “اندبيندنت” عربية، إلى أن قيادة قاآني الباهتة التي أدت إلى استياء النظام الإيراني، بعدما تراجع نفوذ إيران في العراق وسوريا واليمن، دفع إيران إلى القبول بحوار إقليمي مع دول المنطقة، لا سيما مع المملكة السعودية. وهو ما بدأ فعليًّا باجتماعات غير معلنة بين الرياض وطهران في ضيافة بغداد.

وحسب التقرير، تحاول طهران دفع عجلة التفاوض مع الرياض بما يخص الوضع في اليمن، إلا أن الجانب السعودي يريد التفاوض على أساس الحزمة الواحدة أو الشروط الخمسة، وهي اليمن والعراق وسوريا ولبنان والملف النووي. ويبدو أن إيران تهدف من هذا الطرح المفرد إلى إطالة المدة الزمنية بغية ترميم الأوضاع، فهزائم الحوثيين عسكريًّا في اليمن، رافقتها خسائر الموالين لها سياسيًّا في العراق.

ربما يعجبك أيضا