جولة المستشار الألماني الخليجية.. عين على الغاز وأخرى على الهيدروجين

البحث عن موارد جديدة للطاقة بعيدًا عن روسيا، يعدّ الهدف الأول لجولة المستشار الألماني، أولاف شولتز، إلى الخليج، التي يزور خلالها السعودية والإمارات وقطر.

وتبحث ألمانيا منذ قطع روسيا إمدادات الغاز عنها، مطلع سبتمبر الحالي، عن مصادر بديلة لاستيراد الطاقة، لمواجهة تحدي أرق البلاد على المدى القصير في الشتاء المقبل، في ظل الارتفاع غير المسبوق لأسعار الغاز والطاقة الذي تشهده أوروبا.

تعطل إمدادات الغاز إلى ألمانيا

خلال الفترة الأخيرة، تزايدت وتيرة إنذارات روسيا إلى أوروبا بوقف إمدادت الغاز، وأعلنت شركة “غازبروم”، عملاق إنتاج الطاقة الروسي، إيقاف الإمدادات عبر خط أنابيب “نورد ستريم 1” في ألمانيا، إلى أجل غير مسمى، في 2 سبتمبر 2022، حسب سكاي نيوز.

وأوضحت “غازبروم” أنها أرسلت بيانًا إلى شركة سيمنس الألمانية توضح فيه أن التوربين الأخير في خط “نورد ستريم 1” تعطل، مطالبة الشركة الألمانية بإصلاح العطل في التوربين الأخير للخط، الذي يمد دول الاتحاد الأوروبي بالغاز عن طريق ألمانيا.

شحنات إضافية من الغاز الطبيعي المسال الإماراتي

خلال الزيارة، وقعت الإمارات وألمانيا اتفاقات لتسريع تنفيذ مشاريع أمن الطاقة، والحد من الانبعاثات والعمل المناخي، بحضور رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والمستشار الألماني، أولاف شولتز، وفق وكالة أنباء الإمارات، 25 سبتمبر 2022.

وأبرمت شركة “أدنوك” الإماراتية اتفاقية لتوريد الغاز الطبيعي المسال لشركة “آر دبليو إي” الألمانية، وتبدأ عمليات التصدير أواخر 2022 لاستخدامها في التشغيل التجريبي لمحطة استيراد الغاز الطبيعي العائمة في مدينة برونسبوتل الألمانية، وخصصت “أدنوك” وفقًا للاتفاقية شحنات إضافية من الغاز الطبيعي المسال لعملائها في ألمانيا تسلّم خلال العام 2023.

250 ألف طن شهريًّا من وقود الديزل

وقعت “أدنوك” عددًا من الاتفاقيات مع عملاء من ألمانيا، بينهم شركتي “استياج” و”أوربيس” لتصدير شحنات تجريبية من الأمونيا منخفضة الكربون، التي تعد وقودًا ناقلاً للهيدروجين، الذي يلعب دورًا محوريًّا في الحدّ من الانبعاثات في القطاعات التي يصعب الحدّ من انبعاثاتها.

ووصلت شحنة تجريبية من الأمونيا منخفضة الكربون من إنتاج أبوظبي إلى ميناء هامبورج مطلع الشهر الحالي. وأعلنت “أدنوك” إنجاز أول عملية تسليم مباشر لشحنة من الديزل من إنتاجها لألمانيا في سبتمبر أيضًا، والتوصل إلى اتفاق مع شركة “ويهلم هوير جي إم بي إتش” على شروط توريد ما يصل إلى 250 ألف طن شهريًّا من وقود الديزل خلال 2023.

المحطة التالية.. قطر

بعد أن أنهى المستشار الألماني الاتفاقات مع الإمارات، طار إلى قطر، واستقبله الأمير تميم بن حمد آل ثاني، وعقدا جلسة مباحثات رسمية بالديوان الأميري، كان على رأسها العلاقات الاقتصادية والاستثمارية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء القطرية، يوم أمس الأحد.

وذكرت الوكالة أن شولتز وجه الشكر لأمير قطر على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، متطلعًا لتقوية علاقات التعاون بين البلدين بما يحقق التطلعات المشتركة، وتطويرها في مجالات متعددة، وبحث أوجه دعم وتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في شتى مجالات الشراكة، خصوصًا في الاقتصاد والاستثمار والطاقة.

ألمانيا تتوقع عقودًا طويلة الأجل مع الشرق الأوسط

نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط، يوم أمس الأحد، عن مسؤول ألماني أن الدول الخليجية الثلاث ليست شريكة في الغاز والنفط وحسب، بل في الطاقة المتجددة، وتحديدًا الهيدروجين الذي تستثمر فيه ألمانيا بوتيرة سريعة كطاقة متجددة.

وأشار  المسؤول الألماني إلى “عقود طموحة” من المرتقب توقيعها خلال الزيارة، وتتعلق بالغاز المسال والهيدروجين، وأن ألمانيا سيتعين عليها في المستقبل أن تستورد جزءًا كبيرًا من الطاقة الخضراء، وتطوير مشاريع بالشراكة مع السعودية والإمارات تحديدًا.

استيراد الهيدروجين من السعودية

في زيارته التي بدأها يوم السبت من السعودية، أعلن المستشار الألماني عقب لقاء مع ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، أن بلاده تسعى لاستيراد كميات كبيرة من الهيدروجين من المملكة، وسط مسعى لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فضلاً عن السعي لتأمين المزيد من إمدادات الطاقة، وفق “مباشر معلومات”.

وتنتج ألمانيا نحو 5% من احتياجاتها من الغاز محليًّا، عبر تكنولوجيا الحفر في رواسب الأحجار الرملية. وبحسب المعهد الفدرالي الألماني للغاز الطبيعي والبترول والطاقة الجيولوجية، تمتلك برلين احتياطات تقدر بنحو 32 مليار متر مكعب من الغاز، ما يمكنها من توليد نحو 320 تيراوات من الطاقة.