رفع أسعار الفائدة يسحب القارة العجوز إلى الركود الاقتصادي

أحمد السيد

كريستين لاجارد، قالت إن البنك المركزي الأوروبي سيستمر في رفع أسعار الفائدة خلال عدد من الاجتماعات المقبلة، في ظل صعود أسعار الطاقة التي تعد المحرك الرئيس للتضخم.


تقترب دول الاتحاد الأوروبي بسرعة من الدخول في الركود الاقتصادي، على إثر رفع الفائدة العنيف على الصعيد العالمي، وفي اليورو أيضًا، لوقف التضخم المرتفع بالفعل.

رفع البنك المركزي الأوروبي، في 8 سبتمبر 2022، سعر الفائدة بمقدار غير مسبوق بلغ 75 نقطة أساس، لكبح جماح التضخم، رغم تزايد احتمالات دخول التكتل القاري في حالة ركود، في وقت خسر فيه الإمدادات الروسية الحيوية من الغاز الطبيعي، مصدر الكهرباء الأهم.

“المركزي الأوروبي” يعد بمزيد من التشديد

قالت رئيس “المركزي” الأوروبي، كريستين لاجارد، إن البنك سيستمر في رفع الفائدة خلال عدد من الاجتماعات المقبلة، في ظل صعود أسعار الطاقة، التي تعد المحرك الرئيس للتضخم في أوروبا، وفق تقرير لـ”سي إن بي سي”، يوم الأربعاء الماضي 28 سبتمبر 2022.

tagreuters.com2021binary LYNXMPEH0K0UD BASEIMAGE 1280x720 1

رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريتسين لاجارد

وأضافت لاجارد: “إذا لم يضمن البنك، بواجبه، استقرار الأسعار، سيتضرر الاقتصاد بصورة أكبر”، مضيفة أن البنك كانت لديه أخطاء في التوقعات، وأن التطورات الحالية كانت أكبر من توقعاته.

انكماش الاقتصاد

قربت تصريحات رئيسة البنك المركزي الأوروبي الاقتصاد بمستوى أسرع من الركود، فمؤشر مديري المشتريات بمنطقة اليورو، الذي يقيس أداء القطاع الاقتصادي الخاص غير النفطي، هبط إلى مستوى 48.2 نقطة في سبتمبر الحالي، نتيجة تباطؤ الإنفاق، مقارنة بمستوى 48.9 نقطة في أغسطس الماضي، ويمثل المستوى الأقل من 50 نقطة انكماشًا اقتصاديًّا، وفق ما ذكرته “سكاي نيوز“، في 23 سبتمبر.

وقالت وكالة “ستاندرد أند بورز جلوبال فلاش”، في دراسة لمدراء المشتريات في منطقة اليورو، إن تعمق التباطؤ الاقتصادي في المنطقة، خلال سبتمبر، يأتي مع تقلص النشاط التجاري للشهر الثالث على التوالي، وعلى الرغم التراجع الطفيف، فإن معدل الانخفاض تسارع إلى وتيرة هي الأشد حدة منذ عام 2013، باستثناء حالات الإغلاق الناجمة عن الجائحة.

نمو اقتصادي أوروبي غير متوقع

قال كبير اقتصاديي الأعمال لدى وكالة “ستاندرد أند بورز جلوبال ماركت انتليجنس”، كريس وليامسون، إن الركود في منطقة اليورو حدث بالفعل، وتشير الشركات إلى تدهور ظروف أعمالها، وزيادة ضغوط الأسعار المرتبطة بارتفاع تكاليف الطاقة.

وكشفت بيانات رسمية حديثة عن أن الاقتصاد الأوروبي سجل نموًا بصورة غير متوقع خلا الربع الثاني من هذا العام، ما أدى إلى تهدئة المخاوف مؤقتًا من أن القارة ربما انزلقت إلى الركود، ونما بنسبة 4% المعدلة موسميًّا في الربع الأخير، مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي، و0.6% مقارنة بالربع الأول، وفقًا لتقدير أولي نشره مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي، ونقلته “إندبندنت” في 1 أغسطس الماضي.

ركود أكبر اقتصاد أوروبي

ألمانيا تستغني عن الفحم الروسي الشهر المقبل

وذكر تقرير مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي أن الدول الـ19 في الاتحاد، التي تمثل ما يقرب من 20% من الناتج الاقتصادي العالمي، نمت بوتيرة أسرع قليلًا، بنسب 4% و0.7% على التوالي.

ولكن بيانات أخرى، أظهرت أن ألمانيا، أكبر اقتصاد في المنطقة، شهدت ركودًا في الربع الثاني وفي أغسطس، بحسب ما نقلت “يورونيوز” في 5 سبتمبر، وتقرير “إندبندنت”. وأظهر استطلاع أجرته “رويترز”، نهاية أغسطس، أن اقتصاد ألمانيا في طريقه للانكماش لثلاثة أرباع متتالية، بدءًا من هذا الربع.

نمو متواضع في إيطاليا وفرنسا وانكماش بريطاني

وفي فرنسا، ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، تراجع قطاع الخدمات، ولم يحقق سوى نمو متواضع، في حين يرى مديرو المشتريات أن التوقعات قاتمة. وعاد قطاع الخدمات في إيطاليا إلى النمو، ولكنه نمو طفيف، في حين توسع نشاط القطاع في إسبانيا، ولكن بأبطأ معدل منذ يناير، مع قلق الشركات من أن يؤثر التضخم في أرباحها، وفي طلب العملاء.

وتوقع خبير الاقتصاد البريطاني في “بنك أوف أميركا”، روب وودي، أن تدخل المملكة المتحدة في حالة من الركود خلال العام المقبل، مع ارتفاع التضخم لمستويات هي الأعلى منذ 40 عامًا، والزيادة الحادة في أسعار الفائدة، وضعف طلب المتسهلكين، الأمر الذي أضر بمعدلات النمو، بحسب ما نقلت عنه “سكاي نيوز” في 23 يوليو الماضي.

ربما يعجبك أيضا