موقع عسكري أمريكي: بريطانيا تضاعف إنفاقها الدفاعي رغم أزماتها الاقتصادية

رنا أسامة

التعهد بتعزيز الإنفاق الدفاعي البريطاني يأتي في وقت اقتصادي حرج، مع ارتفاع معدلات التضخم، وتراجع قيمة الجنيه الإسترليني مقابل الدولار، وارتفاع تكاليف الوقود.


تعهدت الحكومة البريطانية الجديدة بمضاعفة الإنفاق الفاعل على الجيش بحلول عام 2030، وذلك رغم الاضطرابات الاقتصادية التي تشهدها بريطانيا في الوقت الحالي.

وفي أول مقابلة له منذ تنصيب حكومة المحافظين الجديدة، برئاسة ليز تراس، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، إن الإنفاق الدفاعي بحلول نهاية العقد سيتضاعف سنويًّا من 51 مليار دولار إلى 107 مليارات دولار. ولكن مضاعفة الإنفاق الدفاعي البريطاني في الحدود المعقولة قد يتحول إلى صراع.

الدفاع أولوية لبريطانيا

حسب موقع ديفينس نيوز الأمريكي المعني بالشؤون العسكرية، أثارت المقابلة أسئلة لدى محللين حول ما إذا كانت ميزانية الدفاع البريطاني ميسورة التكلفة، مشككين في كيفية استيعاب الزيادة الضخمة للميزانية خلال وقت قصير.

وقال والاس لصحيفة صنداي تليجراف البريطانية في 26 سبتمبر الحالي، إن تراس مصرة على اعتبار الدفاع أولوية، متعهدة بزيادة الإنفاق إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2026، و3% بحلول 2030.

دروس مستقاة من الحرب

وزير الدفاع البريطاني، وهو أحد الوزراء الكبار القلائل الذين بقوا في مناصبهم مع تشكيل حكومة تراس، امتنع عن الإدلاء بأي تفاصيل حول موعد وكيفية إنفاق الميزانية الدفاعية، ولكن من المحتمل أن تسهم في زيادة التمويلات الحكومية لمنظومة الاتصالات العسكرية.

وتعتمد خطة الإنفاق الدفاعي البريطانية على دروس استقتها من الحرب الروسية الأوكرانية، بما في ذلك تحديث المراجعة الأمنية والدفاعية المتكاملة المنشورة في عام 2021، حسب ما قالت تراس في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك الأسبوع الماضي.

كابوس مطلق

أشار ديفينس نيوز إلى أن التعهد بتعزيز الإنفاق الدفاعي البريطاني يأتي في وقت اقتصادي حرج، مع ارتفاع معدلات التضخم، وتراجع قيمة الجنيه الإسترليني مقابل الدولار، وارتفاع تكاليف الوقود، وهي عوامل من شأنها الإضرار بميزانية وزارة الدفاع البريطانية.

وفيما يقترب الجنيه الإسترليني من التكافؤ مع الدولار، سيتأثر قطاع الصناعة أيضًا، لا سيما أن شركات بريطانية كثيرة لم تراع تكاليف سلاسل التوريد الخاصة بها، وهو الأمر الذي وصفه جون لاوث، مدير شؤون الدفاع بمعهد رويال يونايتد سيرفيسيز في لندن، بأنه سيكون كابوسًا مطلقًا.

صراع مضاعفة الإنفاق الدفاعي

بين نائب المدير العام لمعهد رويال يونايتد للخدمات البحثية في لندن، مالكولم تشالمرز، حجم الجهد المطلوب لإنفاق مثل هذه الزيادة الضخمة بميزانية وزارة الدفاع البريطانية. وكتب، في بحث نُشر مؤخرًا، أن الإنفاق الدفاعي سيزيد 3%، بما يعادل 168 مليار دولار، على مدى 8 سنوات المقبلة، مقارنة بالميزانية الحالية.

ولكن مضاعفة الإنفاق الدفاعي البريطاني في الحدود المعقولة قد يتحول إلى صراع، وهو الأمر الذي أرجعه مدير شؤون الدفاع بمعهد رويال يونايتد سيرفيسيز في لندن، جون لاوث، إلى غياب أولويات واضحة والتخبط في كيفية توجيه هذا التمويل الإضافي. وأضاف لاوث: “إننا في عصر اقتصاديات أليس في بلاد العجائب بالمملكة المتحدة”.

فرصة ضئيلة

أما المستشار في شركة ويلدن للاستشارات الاستراتيجية في لندن، هوارد ويلدن، فيرى أنه توجد فرصة ضئيلة لتحقيق أرقام ميزانية الدفاع البريطانية التي روّج لها والاس وتراس.

وفيما يفصلنا أكثر من عامين بقليل على الانتخابات العامة المقبلة في بريطانيا، فإن إعادة بناء الاقتصاد البريطاني في تلك الفترة ستكون أشبه بمعجزة، من وجهة نظر ويلدن.

ربما يعجبك أيضا