تصعيد جديد للحرب الروسية الأوكرانية.. أخطاء بوتين الـ4 الكبرى

علاء بريك

روسيا ضمت 4 مناطق أوكرانية وأوكرانيا تقدمت بطلب انضمام عاجل إلى حلف شمال الأطلنطي.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية.


سارعت أوكرانيا إلى طلب عضوية عاجلة في حلف شمال الأطلنطي (ناتو) ومساعدات غربية، ومزيد من العقوبات ضد روسيا، بعدما ضمت الأخيرة 4 مناطق أوكرانية جديدة.

أما على الأرض، فيحمل الواقع تناقضًا لافتًا بين قرارات الضم والتعبئة الجزئية للجيش في روسيا، وبين التقدم العسكري الأوكراني داخل المناطق التي سيطرت عليها روسيا منذ بدء الحرب، وهو ما يشير إلى أخطاء كبرى ارتكبها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد تحكم عليه بالخسارة.

رسائل الأمر الواقع

أشار محرر القسم الروسي في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، ستيف روزنبرج، إلى أن بوتين، بموافقته على ضم 4 مناطق أوكرانية إلى روسيا، يحاول وضع كييف والغرب أمام الأمر الواقع، وتحقيق مكاسب على الأرض لم يستطع تحقيقها بالأدوات العسكرية.

وأضاف روزنبرج في مقال نشرته “بي بي سي” أمس الجمعة 30 سبتمبر 2022، أن أي اعتداء على المناطق الأوكرانية التي ضمها بوتين سيكون اعتداء على أراضٍ روسية. وبحسب تصريحات سابقة لمسؤولين روس، فإن الدفاع عن المناطق الروسية يعني استخدام أي وسائل متاحة، وهو ما يعد تلويحًا مباشرًا باستخدام السلاح النووي، خاصة أن بوتين أشار إلى استخدام أمريكا نفسها قنبلة نووية.

خطاب بوتين والغرب

في خطاب ألقاه أمس الجمعة، وصف الرئيس الروسي الولايات المتحدة بـ”الدولة الشيطانية”، في خطوة تصعيدية جديدة في الصراع الدائر. ولم يقتصر هجوم الرئيس الروسي على الولايات المتحدة، بل شمل الغرب برمته، وقال إن “هذه الأوساط الحاكمة تمثل عدوًّا لروسيا”، بحسب ما نقل تقرير لـ”نيويورك تايمز” اليوم السبت 1 أكتوبر.

ووصفت صحيفة “نيويورك تايمز” الخطاب بأنه غير عادي ومزيج من التهديد والوعيد ومزيج من الانتقادات التآمرية ضد “النظام الاستعماري الجديد” بقيادة الولايات المتحدة. وفي المقابل شجب قادة الغرب الخطوة الروسية ورأوها غير شرعية، ووصفوا استفتاءات المناطق الأوكرانية على الانضمام إلى روسيا بأنها “مزيفة”، وردوا عليها بعقوباتٍ جديدة ضد موسكو، وحزمة مساعدات جديدة لكييف.

المشهد على الأرض

على الأرض، يسعى بوتين لتثبيت ما حصل عليه بالمعارك العسكرية، قبل خسارته مزيدًا من المناطق لصالح أوكرانيا، بفعل هجومها المضاد المركّز. وقد وصف روزنبرج في مقاله على “بي بي سي” خطوة الضم بأنها محاولة روسية لقلب الحقائق على الأرض وتصعيد الصراع، وبأنها إجراء التفافي من روسيا حول مشكلاتها في الداخل، وهزائمها في الميدان الأوكراني.

وفي المقابل، تتواصل عمليات القوات الأوكرانية وحزم المساعدات الغربية، سواء بالدعم المادي أو السياسي، وفي إطار هذه العمليات استطاعت أوكرانيا تعديل موازين المعركة، واستعادة عدة مناطق احتلتها روسيا سابقًا، ما أثار سخط بعض العناصر في الجيش الروسي، وعزز هذا السخط المشكلات المرافقة لقرار التعبئة وتطبيقه.

«الناتو» على الخط

في اليوم الذي أعلنت فيه روسيا ضم 4 مناطق أوكرانية، أعلن الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، تقديم بلاده طلب انضمام عاجلًا إلى “الناتو”. وقد علقت واشنطن على القرار الأوكراني بأنها كانت واضحة منذ عقود في دعمها لسياسة الباب المفتوح لحلف شمال الأطلنطي، لكن أي قرار بالموافقة يكون بين أعضاء الحلف الـ30، بحسب شبكة “سي إن إن“.

وفي السياق نفسه، أعرب الأمين العام لـ”الناتو”، ينس ستولتنبرج، عن إدانة الحلف الشديدة لقرار روسيا بضم مناطق أوكرانية، ووصفه بأنه “خطوة غير شرعية ولن تغير من التزام الحلف تجاه كييف”. وقد صرح الحلف في وقت سابق بأنه جاهز للدفاع عن البنية التحتية لأوروبا، بعد تعرض خط “نورد ستريم” الذي ينقل الغاز الروسي إلى أوروبا لتخريب مجهول الفاعل.

أخطاء بوتين

كتبت الزميلة في معهد بروكينجز ومؤلفة كتاب “عالم بوتين”، أنجيلا ستينت، في مادة نشرتها صحيفة “فورين بوليسي“، أن بوتين ارتكب في أوكرانيا 4 أخطاء كبرى، كان أولها المبالغة في تقديره لقوة جيشه وكفاءته، وثانيها الاستهانة بالشعب الأوكراني وجيشه، وثالثها فكان اعتقاده بأن الغرب متشتت ولن يتحد في قضية مشتركة ضد روسيا، ورابعها اعتقاده بأن أوروبا لن تغامر بروابطها الاقتصادية مع روسيا.

وبحسب ما كتبت ستينت في مادتها المنشورة اليوم السبت، كان بوتين بعيدًا للغاية عن التخطيط الاستراتيجي الجيد، وشكلت هذه الأخطاء نقاط ضعف في مخططه، ولم يتصور أن خططه لن تنجح إلا في توحيد أوروبا والولايات المتحدة، أو الغرب عمومًا، ضده وضد مساعيه، وكذلك تعزيز حلف شمال الأطلنطي في المنطقة.

ربما يعجبك أيضا