أسوأ كارثة ملاعب بإندونيسيا.. مقتل 125 مشجعًا في مباراة بعد تدخل الشرطة

بسام عباس

في كارثة هي الأسوأ بملاعب كرة القدم في القرن الحادي والعشرين، لقى 125 شخصًا مقتلهم وأصيب المئات، ليتوقف الدوري الإندونيسي مؤقتًا.


أعلنت الشرطة الإندونيسية، اليوم الأحد 2 أكتوبر 2022، وفاة 125 شخصًا وإصابة المئات، بعد أن أطلقت الغاز المسيل للدموع لفض أحداث شغب عقب مباراة لكرة القدم بدوري الدرجة الأولى.

ووفقًا لشبكة “سي إن إن” الإخبارية، اقتحم مشجعو نادي أريما مالانج ملعب استاد كانجوروهان، مساء أمس، بعد خسارة فريقهم أمام ضيفه بيرسيبايا سورابايا، منافسه في جاوة الشرقية، بـ3 أهداف مقابل هدفين، فأطلقت الشرطة الغاز، ما تسبب في تدافع وحالات اختناق.

قنابل غاز.. واختناقات

أظهرت لقطات فيديو نشرتها وسائل إعلام إندونيسية محلية، تدافع المشجعين داخل الملعب، واشتباكات، وقنابل غاز، بجانب صور لأشخاص فاقدين للوعي يحملهم مشجعون آخرون. وأفادت وكالة أنباء “رويترز“، نقلًا عن مسؤولين، نقل الكثير من الضحايا إلى المستشفيات القريبة، وبأنهم يعانون “نقص الأكسجين وضيق التنفس”.

وأظهرت لقطات بثتها قنوات إخبارية محلية، صورًا لأكياس الجثث. ويحدد الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في قواعده للسلامة، أنه لا يجب على الشرطة استخدام الأسلحة أو الغاز للسيطرة على الحشود. وقالت “رويترز” إنه لم يتسن لها الحصول على تعليق فوري من شرطة جاوة الشرقية عما إذا كانت تدرك هذه القواعد.

إيقاف الدوري الإندونيسي

بحسب “سي إن إن”، أمر رئيس إندونيسيا، جوكو ويدودو، رابطة الدوري الممتاز لكرة القدم بإيقاف المباريات لحين اكتمال التحقيق، وطالب السلطات بإعادة تقييم التأمين بمباريات كرة القدم، وأن تكون هذه “آخر كارثة تتعلق بكرة القدم في الوطن”. ولاحقًا، أعلنت رابطة الدوري الإندونيسي الممتاز توقف المسابقة لمدة أسبوع، بعد الكارثة في استاد كانجوروهان.

ووفق صحيفة “الجارديان” البريطانية، شدد وزير الرياضة والشباب الإندونيسي، زين الدين أمالي،  على أن السلطات ستعيد تقييم إجراءات السلامة في مباريات كرة القدم مع التفكير في منع الجماهير من حضور المباريات بعد هذه المأساة.

مطالب بالتحقيق

في حديث إلى شبكة “سي إن إن”، قال وزير الرياضة والشباب الإندونيسي إنه طلب إجراء تحقيق كامل في المأساة “لتحديد الأطراف المسؤولة”، موضحًا أنه ينسق مع رئيس الشرطة الوطنية ورئيس اتحاد كرة القدم. ومن جانبه، قال وزير الأمن الإندونيسي، محمد محفوظ، عبر “إنستجرام”، إن مدرجات الاستاد امتلأت بأكثر من سعتها، مشيرًا إلى طرح 42 ألف تذكرة للبيع.

وأضاف: “حدث هذا رغم أن الاستاد يتسع لـ38 ألف شخص فقط”. وقد أمرت لجنة حقوق الإنسان الإندونيسية بإجراء تحقيق بشأن تعامل قوات الأمن مع المشجعين، بما في ذلك استخدام الشرطة للغاز المسيل للدموع، وفق ما أفاد موقع “دويتشه فيله“.

انتقادات بشأن تعامُل الشرطة مع المشجعين

تتزايد الانتقادات الآن بشأن طريقة تعامل الشرطة مع أحداث ليلة أمس السبت، ففي بيان صدر صباح اليوم الأحد، دعت مجموعة مراقبة الشرطة الإندونيسية إلى مساءلة رئيس شرطة مالانج، فيرلي هدايت، وإقالته إن تبين أنه مذنب، وتسبب في حدوث هذه الكارثة المروعة.

وأدانت المدافعة عن حقوق الإنسان المنفية في إندونيسيا، فيرونيكا كومان، استخدام الشرطة للغاز المسيل للدموع. ونقلت شبكة “سي إن إن” عن كومان التابعة لمنظمة العفو الدولية، قولها إن “الغاز المسيل للدموع غير قانوني في الحروب، فلماذا لا يزال قانونيًّا في الاستخدام المحلي؟”.

أسوأ كوارث ملاعب كرة القدم

أوضحت صحيفة “الجارديان” أن عنف المشجعين يمثل مشكلة دائمة في إندونيسيا، فقد تحولت الخصومات العميقة في السابق إلى مواجهات مميتة. وأشارت الصحيفة إلى العديد من الكوارث الأخرى التي وقعت في الملاعب، ومنها حادثة عام 1989 في مدرجات ملعب هيلزبورو بالمملكة المتحدة، الذي أدى إلى مقتل 97 من مشجعي ليفربول.

وبالإضافة إلى هذا، ذكَّرت الصحيفة بمأساة استاد بورسعيد في مصر عام 2012، فقد قُتل نحو 74 شخصًا في اشتباكات بين جماهير ناديي المصري والأهلي. وأضافت الصحيفة البريطانية أنه في عام 1964، قُتل 320 شخصًا، وأصيب أكثر من ألف آخرين، خلال تدافع في تصفيات أولمبية بين بيرو والأرجنتين في استاد ليما الوطني.

ربما يعجبك أيضا