بعد يوم من إعلان الضم.. انسحاب روسي من «ليمان» ودعوة إلى استخدام النووي

آية سيد
مدينة ليمان أوكرانيا

بعد يوم من إعلان روسيا ضم 4 مناطق أوكرانية، أعلنت أوكرانيا استعادة مدينة ليمان، الواقعة في دونيتسك، ما أثار غضب روسيا وحلفائها الذين دعوا إلى استخدام الأسلحة النووية التكتيكية.


أعلنت القوات الأوكرانية، السبت 1 أكتوبر 2022، أنها استعادت مدينة ليمان الاستراتيجية شرقي أوكرانيا، في هزيمة قاسية لموسكو.

وجاء هذا بعد يوم من إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ضم 4 مناطق في أوكرانيا، منها دونيتسك، تقع ليمان، ووضعها تحت المظلة النووية الروسية، في احتفالية أدانتها كييف والغرب بوصفها مسرحية هزلية غير شرعية، وفق ما أوردت وكالة “رويترز“، اليوم الأحد.

استعادة ليمان

نشر نائب مدير مكتب الرئيس الأوكراني، كيريلو تيموشينكو، مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، لجنود أوكرانيين يقفون خارج مبنى مجلس البلدية في وسط مدينة ليمان، ويعلنون استعادة المدينة.

وفي الفيديو، يقول أحد الجنود: “أعزائي الأوكرانيين، اليوم حررت القوات المسلحة الأوكرانية بلدة ليمان في إقليم دونيتسك، واستعادت السيطرة عليها”. وبنهاية الفيديو، تلقي مجموعة من الجنود الأوكرانيين الأعلام الروسية من سطح المبنى وترفع علم أوكرانيا مكانها.

تطويق القوات الروسية

كانت وزارة الدفاع الروسية قد نشرت قبلها بساعات، على حسابها على تليجرام، أنها سحبت قواتها من ليمان إلى خطوط أكثر فائدة “بسبب خطر التطويق”. وأوردت قناة “روسيا 24” التابعة للدولة أن سبب الانسحاب الروسي هو “استخدام العدو مدفعية غربية الصنع ومعلومات استخباراتية من دول الناتو”، وفق تقرير لشبكة “سي إن إن“.

وبحسب “رويترز”، فقد قال المتحدث باسم القوات الأوكرانية في الجهة الشرقية، سيرهي شيريفاتي، قبل استعادة المدينة إن روسيا لديها من 5 آلاف إلى 5 آلاف و500 جندي في ليمان، لكن عدد القوات التي جرى تطويقها قد يكون أقل من هذا.

أهمية مدينة ليمان

استخدمت روسيا مدينة ليمان كمركز للخدمات اللوجيستية والنقل لعملياتها في شمالي منطقة دونيتسك. ووفق “رويترز”، كان إقليم دونباس محط التركيز الرئيس لروسيا بعد وقت قصير من بدء الحرب الروسية الأوكرانية، في 24 فبراير الماضي، وأعلن بوتين أيضًا ضم 4 مناطق، منها دونيتسك ولوغانسك في دونباس، يوم الجمعة الماضي، 30 سبتمبر.

وعلى الجانب الآخر، قال شيريفاتي: “إن تحرير ليمان مهم، لأنه خطوة أخرى تجاه تحرير إقليم دونباس. إنها فرصة للتقدم نحو كريمينا وسيفيرودونيتسك، وهو أمر مهم للغاية من الناحية النفسية”. وبحسب “رويترز”، فإن استعادة ليمان تمثل أكبر مكسب لأوكرانيا في أرض المعركة منذ هجومها المضاد الخاطف في خاركيف الشهر الماضي.

مدينة ليمان أوكرانيا

قوات أوكرانية تسيطر على المناطق الريفية حول مدينة ليمان في دونيتسك

دعوة لاستخدام الأسلحة النووية

أثارت النجاحات الأخيرة التي حققتها أوكرانيا غضب الرئيس الشيشاني، الحليف المقرب من بوتين، رمضان قديروف، الذي انتقد القائد المشرف على ليمان، الجنرال ألكسندر لابين، داعيًا إلى تجريده من ميدالياته وإرساله إلى الجبهة. وكتب، في بيان على تليجرام: “في رأيي الشخصي، ينبغي اتخاذ إجراءات صارمة، مثل إعلان الأحكام العرفية في المناطق الحدودية واستخدام الأسلحة النووية التكتيكية”.

ولم تكن دعوة قديروف، الذي تقاتل بعض قواته إلى جانب روسيا، هي الأولى من نوعها، فبحسب “رويترز”، أشار مسؤولون آخرون، مثل الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، إلى أن روسيا قد تلجأ إلى الأسلحة النووية. ووفق تقرير لـ”بي بي سي“، الأسلحة النووية التكتيكية هي رؤوس حربية نووية صغيرة مصممة للاستخدام في أرض المعركة أو شن ضربة محدودة، دون التسبب في آثار إشعاعية واسعة النطاق.

ردود الفعل الغربية

في تغريدة على تويتر، وصفت وزارة الدفاع البريطانية الانسحاب الروسي الأخير من مدينة ليمان بأنه “انتكاسة سياسية كبرى”. وقالت إن القوات الروسية تكبدت على الأرجح خسائر فادحة في أثناء الانسحاب، مضيفةً أن هذه الخطوة أدت إلى موجة أخرى من الانتقادات العلنية للقيادة العسكرية الروسية.

وفي مؤتمر صحفي بهاواي، رحب وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، باستيلاء أوكرانيا على مدينة ليمان، وقال إنه نجاح مشجع في أرض المعركة. وبحسب “رويترز“، ذكر أوستن أن ذلك يقطع خطوط الإمداد التي تستخدمها روسيا لنقل قواتها وعتادها إلى الجنوب والغرب، ما سوف يمثل “مأزقًا” للجيش الروسي.

الدعم الأمريكي لأوكرانيا

في سياق متصل، أجرى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، مكالمة هاتفية مع نظيره الأوكراني، ديمترو كوليبا، أمس السبت. وبحث الوزيران الجهود الروسية غير الشرعية لتغيير حدود أوكرانيا بالقوة، وكذلك تناولا الأعمال الوحشية التي ترتكبها القوات الروسية في حق الشعب الأوكراني.

ومن جانبه، شدد بلينكن على رسالة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستحترم حدود أوكرانيا المعترف بها دوليًّا، وسوف تواصل دعم جهود كييف لاستعادة السيطرة على أراضيها عن طريق تعزيز موقفها على المستوى العسكري والمستوى الدبلوماسي، على حد سواء.

ربما يعجبك أيضا