الذئاب المنفردة والطائرات.. المأزق الإسرائيلي بالضفة يتعمق

محمود

تخشى إسرائيل هاجس عودة ظاهرة الذئاب المنفردة في الضفة الغربية المحتلة، في وقت يرى فيه مراقبون أن التهديد باستخدام الطائرات في مسرح عمليات الضفة هو دليل مأزق.


مساء الأحد الماضي 9 أكتوبر 2022، استهدف فلسطيني، عند مدخل مخيم شعفاط للاجئين بالقدس المحتلة، 8 جنود مسلحين عن قرب.

ومثَّل مشهد هروبهم منه، بعدما قتل مجندة وأصاب آخرين، وانسحابه بعد أن تعطل سلاحه (وهو ما قلل خسائر إسرائيل) هاجسًا حقيقيًّا وإخلالًا بصورة الجيش الذي تقول الأسطورة الإسرائيلية إنه “لا يقهر”.

عملية مميزة نوعيًّا

الباحث في الشأن العسكري رامي أبوزبيدة، يقول في مقال: “إن ما يميز العملية هو قدرة المنفذ على المفاجأة وشل الحركة، دون مقدرة العدو على الرد، في أسلوب جديد قديم (الذئاب المنفردة)، وهو أسلوب مرهق، نظرًا إلى قدرته على إيقاع الخسائر”.

وأضاف: “يُدخل هذا الهجوم المنفرد الاحتلال الإسرائيلي في فوضى وتخبط، لإجباره على نشر أكبر عدد من قواته على مختلف جغرافيا الضفة، ولأنه أسلوب يستحيل اختراقه استخباراتيًّا، فهو غير منظم أو مرتبط بخلايا تابعة للفصائل، فلا يتنبّه الاحتلال الإسرائيلي للتعامل معه مسبقًا”.

السيناريو الأسوأ لإسرائيل

يضيف أبوزبيدة: “مع قدرة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على اختراق المنظمات والتفوق التكنولوجي من (تجسُّس وكاميرات المراقبة) واستمرار اعتقال ومطاردة المنظمين فإن للعمليات المنفردة دورًا فعّالًا في إرباك إسرائيل”.

وأضاف: “بل إن المزيد من العنف الإسرائيلي في الضفة سيسهم في تزايد هذه العمليات الانتقامية، التي تعرّي أجهزة الأمن الإسرائيلي وتشجّع الشباب الفلسطيني على الاقتداء بهذه العمليات التي جعلت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية محل انتقاد لدى غالبية الإسرائيليين”.

تبعات العملية

يقول أبوزبيدة “امتدت الانتقادات حتى طالت المستويات العسكرية والسياسية داخل إسرائيل، بالإضافة إلى حدوث إقالات للضباط المسؤولين، ما يجعل هذه العمليات تهديدًا أمنيًّا على مجمل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وتصدّعًا بنيويًّا بالجبهة الداخلية”.

ويحاول الإعلام الإسرائيلي إظهار أن إدخال جيش الاحتلال الإسرائيلي، عنصر الطيران في معاركه بالضفة الغربية المحتلة، يضمن قمعًا لأي مقاومة في الشارع الفلسطيني، إلا أن التاريخ يثبت أن استخدام الطيران ضد الفلسطينيين في عمليات الاغتيال والمطاردة قديم، وحتى خارج حدود فلسطين.

ذكرى حمام الشط

الأول من أكتوبر عام 1985، يوافق ذكرى مجزرة ارتكبها طيران الاحتلال الإسرائيلي في “حمام الشط” جنوب العاصمة التونسية، ذلك أنه استهدف خلالها مقرّات لمنظمة التحرير، خلفت 50 شهيدًا فلسطينيًّا و18 شهيدًا تونسيًّا و100 جريح.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في سبتمبر الماضي عن بدء تسيير طائرات تجسس وهجومية مسلّحة بصواريخ ومتفجرات في الضفة الغربية المحتلة، وأفاد المراسل العسكري لقناة “مكان 11” الإسرائيلية أن “قادة الجيش في الضفة تدرّبوا على تشغيل الطائرات المسيّرة”.

تصعيد إسرائيلي متوقع

صرح المراسل العسكري بأن “الجيش الإسرائيلي سوف يقصف المواقع المستهدفة للفلسطينيين بالضفة الغربية بواسطة الطائرات المسيّرة أو إطلاق قنابل الغاز المدمع لقمع الاحتجاجات والمواجهات”.

ولكن يرى تقرير، نشرته مؤسسة الحق الفلسطينية في شهر نوفمبر عام 2019، عقب عملية اغتيال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بهاء أبوالعطا بغارة جوية، أنه منذ عام 2000 نفذت إسرائيل نحو 430 عملية اغتيال بحق قيادات سياسية وعسكرية ونشطاء فلسطينيين، بغارات جوية، خاصة في قطاع غزة.

ربما يعجبك أيضا