كيف جاء رد السودان على خطوات «نظارات البجا» نحو الانفصال؟

إسراء عبدالمطلب
نظارات البجا

نظارات البجا تنقسم ويعلن أحد شقيها تفعيل حق تقرير المصير وعدم الاعتراف بالحكومة ليأتي رد حاسم من البرهان.


أعلنت الأمانة السياسية لمجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة بالسودان تفعيل حق تقرير المصير، ونصبت نفسها حكومة مؤقتة لشرق السودان.

لكن رئيس المجلس، محمد الأمين ترك، تبرأ من تلك الخطوات الانفصالية، معتبرًا أنها صدرت عن مجموعة منشقة لا تمثل قوميات البجا، في حين حذر رئيس المجلس السيادي الانتقالي من أن الجيش السوداني لن نقبل بانهيار البلد.

تفعيل حق تقرير المصير

أعلن  الأمين السياسي للمجلس الأعلى لنظارات البجا شرق السودان، سيد علي أبو آمنة، في بيان يوم الأربعاء 9 نوفمبر 2022، تفعيل حق تقرير المصير، الذي يمنح الشعب إمكانية تقرير شكل السلطة، التي يريدها، وتحقيقها بحرية دون تدخل خارجي.

وأشار إلى عدم اعتراف المجلس بحكومة الخرطوم، ولا بأي سلطة أو مؤسسة أو إدارة مركزية أخرى، قبل التوصل إلى اتفاق بين سلطة الإقليم وحكومة السودان، وأعلن تشكيل حكومة وزارية مؤقتة في شرق السودان، وأن الهيئة العليا للمجلس هي البرلمان التشريعي العرفي.

خطوات نحو انفصال شرق السودان

أعلن آمنة أن اللجنة السيادية لتقرير المصير بلجانها المتخصصة هي الحكومة الوزارية التنفيذية المؤقتة للإقليم، وأن الملكية العرفية للأرض هي أساس ملكية الأرض في الإقليم، إلى حين قيام سلطة تداولية دائمة، مشيرًا إلى حق سلطة الإقليم المؤقتة في إقامة مؤسسات حكم ذاتي متعددة للحكم والإدارة وتصريف الأمور.

وأضاف أن المجلس له الحق في بناء قوات عسكرية نظامية للدفاع عن الشعب، وعن الحقوق وأداء الدور الأمني والشرطي بالإقليم، نافيًا أن يكون المجلس عضواً في مبادرة نداء السودان أو تحالف الحرية والتغيير، وفقًا لما أوردته قناة العربية.

تبرأ من بيان الانفصال

رئيس تنسيقية شرق السودان ورئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا، محمد الأمين ترك، تبرأ من مطالب سيد علي أبوآمنة بحق تقرير المصير، وقال إن “البيان الذي طالب بفصل الإقليم وتشكيل حكومة مؤقتة لا يمثلنا، ونحن بريئون منه”، معلنًا إنهاء تكليف آمنة بالأمانة السياسية.

وشدد ترك على أنه وحده من يمثل المجلس الشرعي لقوميات البجا كافة، متحديا آمنة بتشكيل حكومته وفصل الإقليم إذا استطاع، وطالب الأجهزة العسكرية والأمنية باستدعاء المسؤول السياسي للمجلس والتحقيق معه في البيان الذي أصدره، باعتباره مهددًا خطيرًا لوحدة واستقرار شرق السودان، وفقًا لما أوردته صحيفة “السوداني“.

بيان تحذيري

نقلت صحيفة “السوداني” عن المستشار القانوني لمجلس البيان والعموديات المستقلة، أحمد موسى، أن البيان الصادر هو من مجموعة يتزعمها العمدة إبراهيم أدروب، وموسى محمد أحمد، وسيد أبوآمنة، واصفًا إياهم بالمجموعة المنشقة عن المجلس الأعلى لنظارات البجا، وأنهم أعدو هيكلة مجموعتهم بنفس المسمى.

ولفت موسى إلى أن البيان تحذيري للذين يجرون تسويات سياسية بين عدد من القوى، دون استصحاب للقوى السياسية والمدنية الفاعلة بشرق السودان، واستصحاب مطالبهم وقضيتهم الرئيسة، التي قال إن الحكومة الانتقالية السابقة تجاهلتها، ما أدى إلى تفجر الموقف، قبيل 25 أكتوبر الماضي، وما صاحبه من احتجاجات وإغلاق كامل للإقليم.

الجيش السوداني لن نقبل بالانهيار

قال قائد الجيش السوداني رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق عبدالفتاح البرهان، في بيان يوم 13 نوفمبر 2022، إن القوات المسلحة لن تتخلى عن دورها وسلاحها وقيمها، وأنها أجرت تغييرات حقيقية لحماية البلاد، مشيرًا إلى أن السودان يمر بظروف سياسية استثنائية وأن الجيش يقف إلى جانب الشعب، وسيستجيب له متى طلب”.

هل وضع البرهان القوى المدنية السودانية في مأزق بانسحابه من المفاوضات؟- صحف عربية - BBC News عربي

وحذذر البرهان من أن “الرهان على تفكيك الجيش السوداني رهان فاشل”، مشددًا على أن الجيش ليس مواليًا لأي حزب أو أي فئة، وأنه سيتحاور مع الشباب وبقية الأطراف، وفقًا لمشتركات القومية والوطنية، ولن يقبل بانهيار البلد في حين تستمر القوى السياسية في حواراتها.

رهان فاشل

شدد البرهان على أن الدفاع عن الجيش هو دفاع عن السودان، وأن الجيش لن يقف إلا مع وحدة السودان وشعبه، وقال إن “الجيش والقوات النظامية خط أحمر، ولن نسمح بالتلاعب بها”، محذرًا من أن السودان لا يتحمل تكرر المبادرات دون اتفاق، وأن السودانيين لا يستحقون البقاء دون حكومة لـ 3 سنوات”، وفقًا لما ورد على قناة “العربية”.

وجدد البرهان تحذيراته القوية، التي أطلقها الأسبوع الماضي، للإسلاميين من أنصار نظام الرئيس السابق، عمر البشير، قائلاً: “حذرنا الإسلاميين، لأنهم بدأوا ينخرون في الجيش”، وتابع أنه لن يسمح لأي جهة بأن “تعبث بالقوات المسلحة أو تفككها”، ولن يحني ظهره لأي جهة سياسية لتصل عبره إلى الحكم، سواء الإسلاميين أو الشيوعيين أو البعثيين.

وبعد تحذيرات البرهان، ألقى الأمن السوداني، ليل الأحد 13 نوفمبر 2022، القبض على المتحدث السابق باسم القوات المسلحة في عهد الرئيس المعزول عمر البشير، العميد الصوارمي خالد سعد، ومحمد رحمة الله، بعد ساعات من إعلانهما تشكيل قوة مسلحة من متقاعدي الجيش تهدف لإلغاء اتفاقية جوبا للسلام، وفقًا لما أورده “سودان ميديا“.

ربما يعجبك أيضا