تصاعد التوتر بين إيران وآذربيجان.. يد تلوح بالسلام وأخرى بالسلاح

يوسف بنده

انسحبت الصراعات الجيوسياسية بين القوى الإقليمية في منطقة القوقاز على العلاقات الإيرانية الآذربيجانية، لكن ما زالت يد تلوح بالسلام وأخرى بالحرب.


اتسمت العلاقة بين الجارتين إيران وأذربيجان بالتوتر المستمر، خاصة في ظل تباين الأنظمة السياسية، والخلافات الحدودية.

وتتهم آذربيجان نظام الملالي في إيران باستغلال أغلبيتها الشيعية لقلب نظام الحكم، ما يدفع حكومة باكو العلمانية للتقارب مع حليفتها القومية تركيا، في حين تخشى طهران من الطموح التجاري للجارة الشمالية.

اعتقال جواسيس

أعلنت أذربيجان، الاثنين الماضي، توقيف 5 من مواطنيها بتهمة التجسس لصالح إيران، وسط تصاعد التوتر بين الدولة الواقعة في القوقاز وطهران. ووفق مت ذكرته أجهزة الأمن الأذرية، جاءت الإيقافات في إطار “إجراءات تهدف إلى التعامل مع الأنشطة التخريبية للاستخبارات الإيرانية ضد البلاد”.

والموقوفون الخمس متهمون بجمع معلومات حول الجيش الأذري، بما في ذلك مشترياته من طائرات مسيّرة إسرائيلية وتركية، إضافة إلى البنية التحتية للطاقة. وعشية الإعلان، سلمت وزارة الخارجية الإيرانية السفير الأذربيجاني مذكرة احتجاج على التصريحات “المعادية لإيران”، التي أدلى بها مسؤولون أذربيجانيون.

51497335 39506019

أزمة جيوسياسية

تشعر إيران بالقلق من خطط أذربيجان وتركيا لفتح ممر بري نحو إقليم ناختشفشيان، الواقع تحت السيطرة الأذرية إداريًّا، والمنفصل بريًّا، والمجاور لتركيا. ومن ثم إمكانية الوصول إلى أوروبا دون المرور بالأراضي الإيرانية.

وحسب تقرير نشره موقع قناة “الميادين“، التابعة لـ”حزب الله” في لبنان، والموالية لنظام طهران، أعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، خلال زيارة لأرمينيا، في 20 أكتوبر الماضي، معارضة بلاده لأي تغييرات جيوسياسية في القوقاز، ما يعكس قلق إيران من أي تغييرات حدودية تؤثر في التجارة عبر أراضيها.

تهديد بالتصعيد

حسب تقرير نشره موقع قناة “العربية“، في 24 أكتوبر الماضي، هددت طهران بالرد على استمرار أذربيجان في نهج تغيير الحدود الجيوسياسية مع إيران وأرمينيا، باستعادة إقليم نختشفشيان، الذي كان جزءًا من الأراضي الإيرانية التاريخية، قبل ضمه إلى روسيا القيصرية، وبعدها إلى أذربيجان.

وتعتزم إيران تزويد أرمينيا بمسيّرات عسكرية، ما قد يشكل توازنًا مقابل المسيّرات التركية، التي ساعدت أذربيجان،عام 2020، على استعادة أراضي، في حرب خاطفة مع يريفان. وتعمل طهران على منع تمرير أي مخطط يعزل حدودها عن أرمينيا، خاصة بعدما دخلت تركيا وإسرائيل على خط الأزمة مع أذربيجان.

1401070115382489126141484

الحفاظ على التواصل

إلى جانب التلويح بالقوة، تحافظ إيران أيضًا على الدبلوماسية للحوار مع أذربيجان، خشية فتح جبهة عسكرية في الشمال، تزيد أزماتها الافتصادية، في ظل العقوبات الغربية. وأجرى وزير الخارجية، حسين عبداللهيان، اتصالًا، الاثنين الماضي، مع نظيره الأذري، جيحون بايراموف، شدد فيه على مبدأ احترام سيادة الدول.

وحسب ما نقلته “تابناك“، اعتبر عبداللهيان أن الدبلوماسية أفضل سبيل لحل سوء الفهم والاختلاف، مشيرًا إلى أن إثارة مثل هذه القضايا في وسائل الإعلام، فضلًا عن أنها لا تساعد في حل المشكلة، توفر أيضا الأرضية للاستغلال من الأعداء. في إشارة إلى انزعاج طهران من حملة الدعاية المضادة لها في الإعلام الأذري.

تنامي الوجود التركي الإسرائيلي

حسب تقرير لمركز “المستقبل“، فإن لدى إيران تخوف من تصاعد النفوذ التركي في منطقة القوقاز، بما يعزز من النزعة الانفصالية لدى الأذريين على حدودها الشمالية. ويعزز من تنامي العلاقات التركية الآذرية، التي تسعى لتغيير الجيوسياسية والاقتصادية في منطقة القوقاز، من خلال تنفيذ مشروع ممر “زنكه زور”.

وكذلك، لدى إيران قلق من تنامي العلاقات بين أذربيجان وإسرائيل، وتُلقي طهران بالاتهامات على الجانب الأذري في استضافة قوات وعناصر استخبارات إسرائيلية داخل أراضيها، قالت إنها أسهمت في تنفيذ عدة عمليات تخريبية في الداخل الإيراني، ونال البرنامج النووي النصيب الأكبر منها.

2022 10 20 azerbaycan 23 varis

ربما يعجبك أيضا