وفد تجاري روسي في طهران لتعلم «فن تخطي العقوبات»

يوسف بنده

الدعم الذي تقدمه إيران لروسيا في حربها بأوكرانيا أو لتخطي العقوبات الغربية، يستهدف تسهيل الحصول على مكاسب عسكرية وتجارية من موسكو.


تسعى روسيا على ما يبدو للاستفادة من تجربة إيران في التعايش مع العقوبات الغربية، في ظل استهدافها بعقوبات مماثلة على خلفية الحرب بأوكرانيا.

واستطاعت طهران، الواقعة تحت طائلة عقوبات غربية ودولية منذ عقود، أن تحقق نموًا اقتصاديًّا تجاوز 4%، العام الماضي، وحافظت على تجارة قوية في مجالات المعادن والبتروكيماويات، عبر شبكتها السرية.

إيران بوابة لروسيا

حين اقتربت إيران والمجموعة الدولية 5+1 من التوصل لاتفاق نووي جديد، مطلع هذا العام، اشترطت روسيا ألا يؤثر هذا الاتفاق في مصالحها مع إيران، خصوصًا أن موسكو تخضع عقوبات اقتصادية غربية من دجراء الحرب الروسية الأوكرانية، وتطمح بالاستفادة من جارتها الجنوبية، في حركة تجارتها نحو أسيا والشرق الأوسط.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، صراحةً: “نطلب ضمانات مكتوبة.. بأن العملية الراهنة التي بدأتها الولايات المتحدة لن تضر بأي حال بحقنا في التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري الكامل والحر والتعاون العسكري الفني مع إيران”.

170010268

معاقبة إيران لدعمها روسيا

أزعج الدعم، الذي قدمته إيران لروسيا خلال الحرب، القوى الغربية، التي لاحظت استفادة موسكو من طهران في مواجهة العقوبات الغربية، واتهم البيت الأبيض إيران صراحة بالانخراط على نحو نشط في مساعدة روسيا في حربها ضد أوكرانيا، حسب ما نقله موقع قناة “العربية“.

وفي مقابل دعم إيران، الذي أضعف قوة الحصار الغربي على روسيا، فرضت واشنطن عقوبات جديدة على موسكو وطهران، بحسب ما أورد موقع “24“. إلى جانب العقوبات الأوربية على إيران. وعاد الحديث عن “محور الشر”، إيران وروسيا والصين، الذي رأت بريطانيا فيه أبرز التهديدات الأمنية في العالم، حسب ما ذكر تقرير لـ”العربية.نت“.

وفد روسي في طهران

في إطار التعاون التجاري بين روسيا وإيران، خاصة أن الأخيرة بوابة لتجاوز العقوبات المفروضة على موسكو، زار وفد تجاري روسي يضم أكثر من 120 عضوًا، العاصمة الإيرانية طهران، الاثنين الماضي، برئاسة رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة، سيرجي كاتيرين، وكبار مديري وممثلي الشركات الروسية، حسب ما نقلته “ارنا“.

وتستفيد روسيا من ممر شمال_جنوب، الذي يمر عبر الأراضي الإيرانية، في نقل تجارتها نحو منطقة جنوب أسيا والهند. ولذلك تناولت نقاشات الوفد الروسي مسائل الجمارك والنقل والشحن في بحر قزوين والسكك الحديدية، والتحويلات المصرفية، والاستثمار، والتعاون الإقليمي، والتعاون في إطار الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.

4c0z3dfccd54b226b64 800C450

رفع حجم التبادل التجاري

حسب وكالة “فارس“، أعلن رئيس غرفة التجارة الإيرانية الروسية المشتركة، غلام حسين شافعي، الثلاثاء الماضي، أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 4 مليارات دولار في عام 2021،  الذي شهد نموًا لافتًا، قياسًا بالعام الذي سبقه.

وشدد شافعي على ضرورة إزالة العوائق التجارية بين البلدين، قائلا إن انطلاق التجارة الحرة بين إيران ودول الاتحاد الأوراسي سيحل جزءًا كبيرًا من العوائق التجارية. وأضاف أن ممر الشحن “شرق – غرب” وميناء تشابهار، جنوب شرقي إيران، بإمكانهما لعب دور مهم للتعاون مع الدول الأخرى، مثل الهند.

ترانزيت لتجارة روسيا

حسب صحيفة “كيهان“، أعلن المدير التنفيذي لهيئة الموانئ الإيرانية، علي أكبر صفائي، إن روسيا تسعى لترانزيت 50 مليون طن من البضائع سنويًّا عبر إيران، ومحورها الرئيس عبر ميناء بندرعباس، جنوب إيران. وأضاف أن الأحداث الإقليمية تسببت في زيادة ترانزيت البضائع عبر إيران إلى القوقاز وروسيا.

وكشف صفائي عن أن روسيا تخطط لترانزيت 50 مليون طن من البضائع عبر إيران. وذلك عبر السكك الحديدية، إضافة للنقل البحري عبر بحر قزوين، الذي سيكون فرصة لمشاركة القطاع الخاص في هذا المجال.

أنباء تتحدث عن قرب تسليم مقاتلات سو 35 المصرية لعميل 1 758x513 1

تخطي العقوبات

حسب تقرير لـ”بوليتيكو“، فإن طهران تستعد لتسليم موسكو سلاحها الفعّال لمواجهة العقوبات، وهو فن التهرب من العقوبات الغربية وتخطيها، عبر شبكة مالية وتجارية سرية. وأشار التقرير إلى أن طهران أحبطت لسنوات الجهود الأمريكية لعزل اقتصادها، من خلال بناء عالم موازٍ من الشركات والبنوك.

وأضاف أنه في الوقت الذي تواجه فيه روسيا عزلةً دوليةً متزايدة، بسبب الحرب في أوكرانيا، عرضت إيران، كما يقول دبلوماسيون غربيون، مشاركة خبراتها في فن التهرب من العقوبات. وأن سلسلة من الاجتماعات الأخيرة بين كبار المسؤولين الروس والإيرانيين، تضمنت وضع الأساس لهذا التعاون.

السلاح الروسي

تطمح إيران من الدعم الذي تقدمه لروسيا في حربها بأوكرانيا ومساعدتها على تجاوز العقوبات الغربية، بالحصول على طائرات مقاتلة من طراز سوخوي “سو 35”. وكذلك تلقي مساندة روسية في مواجهة خطط تركيا وأذربيجان لتغيير الحدود الجيوسياسية مع إيران، من أجل تجاوزها في التجارة العابرة عبر ممر شرق_غرب.

وحسب تقرير لـ”الجريدة” الكويتية، فإن إيران امتنعت عن تزويد روسيا طائرات وصواريخ وزوارق مسيّرة، للضغط على موسكو، بعد شكوى الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، من تأخر تنفيذ اتفاق شراء 150 مقاتلة من طراز سوخوي، وأن ما تسلمته من طائرات ناقصة قطعًا أساسية، لإدخالها في الخدمة.

ربما يعجبك أيضا