خبراء لـ«رؤية»: الهجوم على ناقلة النفط الإسرائيلية له علاقة بوضع إيران الداخلي

إسراء عبدالمطلب
الهجوم على ناقلة النفط الإسرائيلية

أمريكا وإسرائيل توجهان أصابع الاتهام لإيران بشأن الهجوم على ناقلة نفط قبالة سواحل عمان.. وخبراء يوضحون الدوافع الإيرانية وراءه.


اتهمت الولايات المتحدة إيران، أمس الأربعاء 16 نوفمبر 2022، بالوقوف وراء هجوم استهدف ناقلة نفط، قبالة سواحل عمان، باستخدام مسيرة انتحارية.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية، في بيان، أنه على الرغم من وقوع أضرار بالسفينة من جراء الهجوم، فإنه لم يسفر عن وقوع إصابات، وتابعت أن تحليل الحطام كشف أن المسيرة من طراز “شاهد 136” إيرانية الصنع.

إسرائيل توجه اصابع الاتهام لايران باستهداف ناقلة نفط قبالة عُمان - القمنــــدان

أصابع الاتهام توجه لإيران

أدانت الولايات المتحدة الهجوم بـ”أشد العبارات” وصرح قائد القيادة المركزية، الجنرال إريك كوريلا، بأن “هذا الهجوم على ناقلة مدنية في هذا المضيق البحري الخطير يُظهر مرة أخرى الطبيعة المزعزعة للاستقرار للنشاط الإيراني الخبيث في المنطقة”.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، في تصريح آخر: “عند مراجعة المعلومات المتاحة، نحن على ثقة من أن إيران من المحتمل أنها نفذت هذا الهجوم باستخدام طائرة دون طيار، وهي أداة مميتة تستخدمها على نحو متزايد ومباشر، وعبر وكلائها بأنحاء الشرق الأوسط، وتستخدمها روسيا في أوكرانيا”.

وأضاف: “لا يوجد ما يبرر هذا الهجوم، وهو الأحدث في نمط من هذه الأعمال والأنشطة الأوسع المزعزعة للاستقرار، ويهدد بقدر أكبر حرية الملاحة عبر هذا الممر المائي المهم، وكذلك التجارة الدولية، وأرواح أولئك الموجودين على السفن”، وفقًا لما نقلته شبكة “سي إن إن“، أمس الأربعاء.

أضرار طفيفة في الناقلة الإسرائيلية

ألقت إسرائيل اللوم على إيران في ما وصفته بأنه غارة بطائرة مسيرة على ناقلة تديرها شركة إسرائيلية تحمل 42 ألف طن من زيت الغاز ومتجهة إلى العاصمة الأرجينتينية بوينس آيرس، قبالة سواحل عمان، واعتبرت تل أبيب أن ما وقع “استفزازًا إيرانيًّا”.

وقالت شركة “إيسترن باسيفيك شيبينج”، المملوكة للملياردير الإسرائيلي، إيدان عوفر، ومقرها سنغافورة، إن سفينتها “باسيفيك زركون” أصيبت بقذيفة على بعد 150 ميلًا تقريبًا قبالة ساحل عمان، مضيفة أن بعض الأضرار الطفيفة وقعت في هيكل السفينة، لكن لم يحدث انسكاب للبضائع أو تسرب للمياه، وفقًا لما نقله موقع “ديفينس بوست“.

الاتفاق النووي الإيراني

استفزاز إيراني

نقلت “سي إن إن” عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الهجوم كان استفزازًا إيرانيًّا في الخليج، مرتبطًا بكأس العالم في قطر. مشددًا على أنه “ليس هجومًا على إسرائيل، إنه نفس الشيء الذي يفعلونه (الإيرانيون)، عادة في الخليج، في محاولة لزعزعة الاستقرار والتأثير أساسًا في أحداث كأس العالم”.

ونفى المسؤول التلميحات القائلة بأن الغارة على السفينة ترقى إلى “انتصار إيراني” على إسرائيل، وأوضح أن السفينة، التي تعرضت للقصف، ترفع العلم الليبيري، وتملكها شركة سنغافورية، ولها انتماء إسرائيلي، بسبب امتلاك عوفر أسهمًا في الشركة السنغافورية.

طهران تخلي مسؤوليتها

بحسب “ديفينس بوست“، نفت طهران مسؤوليتها عن تلك الضربة، ونقل موقع “نور نيوز” الإخباري الإيراني عن مصادر لم يكشف عن هوياتها أن استهداف الناقلة إنما هي مسرحية إسرائيلية بهدف اتهام إيران والتأثير في مجريات التحضير لألعاب كأس العالم في قطر.

وليست هذه الحادثة الأولى من نوعها، وألقت إسرائيل باللوم على إيران في هجوم على ناقلة نفط مرتبطة بها بطائرة دون طيار يوم 29 يوليو 2021، في أثناء إبحارها قبالة ساحل عمان، ما أسفر عن مقتل جندي بريطاني سابق ومواطن روماني.

الهجوم الإيراني وعلاقته بالاتفاق النووي

قال خبير العلاقات الدولية، طارق البرديسي، إن الاتهامات الإسرائيلية والأمريكية لإيران بالوقوف خلف الهجوم تبدو منطقية، لأن هذا الفعل لا يمكن أن يصدر سوى إيران، خصوصًا أن دوافعها معروفة، من جهة استعراض قوتها ونفوذها، و”يدها الممتدة” لأي مكان سواء إقليميًّا أو دوليًّا.

وأضاف، في تصريح لشبكة رؤية الإخبارية، أن تعثر المحادثات بشأن إحياء الاتفاق النووي يحكم العديد من الهجمات الأخيرة، سواء استهداف ميليشيا الحوثي ضد السعودية، أو قصف الناقلة الإسرائيلية، موضحًا أن كل ذلك شواهد على امتداد أذرع إيران، وعدم استقرار المنطقة، ما قد يضغط على الولايات المتحدة للعودة إلى الاتفاق.

إيران محصورة في الزاوية

شدد البرديسي على أن إيران تحاول تصدير المظاهرات والمشاكل الداخلية بها للخارج، لأن داخلها مضطرب، لذلك تحاول ألا يعلو صوتًا فوق سياستها الخارجية، وكل هذا من شأنه أن يعيد التحرك للمياه الراكدة بشأن الاتفاق النووي، النووي حتى تسترد أرصدتها المجمدة بالخارج.

وأوضح أن إيران تواجه العديد من الأزمات داخليًّا، منها الضائقة الاقتصادية والعقوبات المفروضة عليها، الممتدة لأكثر من 40 عامًا، وتؤتي ثمارها ببطئ، لكنهل مؤثرة وموجعة، وكل هذا يجعل إيران “محصورة في الزاوية” وتتصرف تلك التصرفات عن طريق أذرعها حزب الله والحوثيين.

هز الاستقرار في الإقليم

المتخصص في العلاقات الدوليّة والخبير فى دراسات الأمن القومي والشؤون الإسرائيليّة، طارق فهمي، قال لـ”رؤية” إنه رغم كل ما أثير بشأن السفينة الإسرائيلية، فإن الاتهامات الأمريكية تأتي في إطار ملاحقة إيران بمنطقة الخليج العربي، إثارة المخاوف الإقليمية من التهديد العسكري الإيراني، على اعتبار أن طهران من مصلحتها هز الاستقرار في الإقليم.

وأضاف أن إيران بطبيعة متهمة بمحاولة لفت الأنظار إليها، في ظل التظاهرات الكبيرة المستمرة التي عمت المدن الإيرانية، موضحًا أن “من الواضح أن الهجوم وتداعياته، خلال الفترة المقبلة، تسير بالعلاقات الإيرانية الأمريكية تجاه أحد سيناريوهين.

سيناريوهات العلاقة الأمريكية الإيرانية

أوضح فهمي أن السيناريو الأول للتعاطي الأمريكي الإيراني مع الهجوم، سيكون باستئناف المفاوضات النووية، بعد إعلان النتائج النهائية لانتخابات التجديد النصفي للكونجرس، مشددًا على أن نتائج الانتخابات أمر مهم وسيكون له تبعاته، وقد نرى مقاربات جديدة  يجري العمل عليها أوطرحها، ما يعرقل استئناف مفاوضات حاليًّا.

وأضاف أن السيناريو الثاني بالدخول في مفاوضات مباشرة، من خلال التنسيق مع الأوروبيين، لكن المشكلة أن الطرح الإيراني لا جديد فيه، في ظل تخوف النظام الإيراني من تقديم “شيك على بياض” بشأن استمرار المفاوضات دون سقف زمني، لكن الخبير المصري رجح  السيناريو الأول، في ظل التحولات في الوضع السياسي والاستراتيجي بالمنطقة.

ربما يعجبك أيضا