إليزابيث هولمز.. قصة سقوط «نجمة وادي السيلكون» الحسناء

ولاء عدلان
إليزابيث هولمز

صنفت مجلة "فوربس" في 2015 إليزابيث هولمز كأصغر مليارديرة عصامية في أمريكا بثروة بلغت وقتها 4.5 مليار دولار.


أسدلت المحكمة الفيدرالية، في سان خوسيه بولاية كاليفورنيا، الستار على قضية الأمريكية، إليزابيث هولمز، المصنفة سابقًا كأصغر مليارديرة عصامية في العالم.

وقضت المحكمة الفيدرالية، يوم الجمعة 18 نوفمبر 2022، بسجن هولمز، الملقبة إعلاميًّا بـ”نجمة وادي السيلكون”، لأكثر من 11 عامًا بتهمة الاحتيال على آلاف المستثمرين عبر شركتها “ثيرانوس”، في إحدى أكثر الجرائم المالية خطورة بتاريخ الولايات المتحدة.

إليزابيث هولمز متهمة بالاحتيال والتآمر

تبدأ إليزابيث هولمز، صاحبة الـ28 عامًا، عقوبة السجن 135 شهرًا، إبريل المقبل، حال فشلت في الاستئناف على الحكم، بعد إدانتها بـ3 تهم تتعلق بالاحتيال، وتهمة واحدة بالتآمر، في قضية شغلت الرأي العام الأمريكي لأكثر من 4 سنوات، وأدانت محاكمة منفصلة صديقها السابق والمسؤول الثاني في “ثيرانوس”، سوني بالواني، بـ12 تهمة احتيال.

وقضت المحكمة أيضًا بعقد جلسة استماع قريبًا، لتحديد التعويض النهائي لـ10 مستثمرين، وقعوا ضحية لاحتيال هولمز، بمن فيهم قطب الإعلام الشهير، روبرت مردوخ، وتشير تقديرات أولية إلى أن المحكمة قد تفرض تعويضات على هولمز بنحو 121 مليون دولار، وفق ما نقلته صحيفة “فايننشال تايمز”.

127697947 gettyimages 1442569851

إليزابيث هولمز أثناء مغادرة المحكمة

هولمز رائدة أعمال «مضللة»

قالت هولمز، في أثناء دفاعها عن نفسها أمام المحكمة، إنها تشعر بألم عميق حيال المستثمرين، الذين ضللتهم “ثيرانوس”، في حين اعتبر محاموها أن الحكم مبالغ فيه، وأن حكمًا بالإقامة الجبرية لمدة 18 شهرًا، إضافة إلى الالتزام بالخدمة المجتمعية كان مناسبًا أكثر، وفق ما ذكرته شبكة “سي إن بي سي”.

فريق الدفاع عن هولمز وصفها، في مذكرة لهيئة المحكمة، بأنها رائدة أعمال حسنة النية، سعت بإيمان قوي لتحقيق ما شرعت “ثيرانوس” بإنتاجه، وعندما شعرت أن مشروعها ينهار، لم تحاول التنصل من المسؤولية، وانتقدوا وسائل الإعلام، التي وصفت الشركة بأنها “من الورق”، دون الأخذ بالاعتبار أنها تعكس مشروعًا طموحًا ومبتكرًا، على حد وصفهم.

زيّفها حتى تصنعها

ينظر للحكم الصادر بحق هولمز على أنه اختبار لقدرة القانون الأمريكي على الحدّ من جرائم الاحتيال بقطاع التكنولوجيا، التي غالبًا ما تبنى على نهج “زيفها حتى تصنعها”، أي اختراع الفكرة أولًا لتسويقها، وجمع التمويل اللازم لتحويلها إلى حقيقة. وجمعت “ثيرانوس” نحو 900 مليون دولار، ووصلت قيمتها السوقية إلى 9 مليارات دولار، بحسب مذكرة الإدعاء.

وأطلقت هولمز شركتها بوادي السيلكون في 2003، وسرعان ما قدمت طلبًا للحصول على براءة اختراع لجهاز طبي خاص بمراقبة الوظائف الحيوية، وبعدها بدأت الترويج لفكرة جهاز جديد باسم “أديسون”، وقالت إنه يمكّن مستخدمه عبر وخزة صغيرة، من إجراء 240 فحصًا للدم، والكشف عن أمراض مثل السرطان وارتفاع الكوليسترول.

maxresdefault 23

إليزابيث هولمز في أثناء إحدى حملات الدعاية لـ”ثيرانوس”

سقوط إليزابيث هولمز

انهارت “ثيرانوس” عام 2018، بعد سلسلة تحقيقات قادتها “وول ستريت جورنال” في 2015، لفضح احتيال هولمز، ودفعت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للتحقيق بملف الشركة، لتجد أخطاءً كبيرة في الاختبارات على المرضى، ما حرّك الدعاوى القضائية، وفي مارس 2018، اتهمتها لجنة الأوراق المالية الأمريكية  رسميًّا بالاحتيال.

وقبل سقوطها، حظيت هولمز بدعم كبار رجال السياسة والأعمال، أمثال وزير الخزانة السابق، جورج شولتز، وعائلة والتون، ومؤسس “أوراكل”، لاري إليسون، وفي 2015، صنفتها “فوربس” كأصغر مليارديرة عصامية في أمريكا، بثروة بلغت وقتها 4.5 مليار دولار، قبل أن تسقطها من القائمة عام 2016، وقالت إن شركتها حصلت على تقييم احتيالية مرتفع.

image 41

إليزابيث هولمز تتصدر غلاف فوربس

طفلة طموحة

إليزابيث هولمز التي، لقبتها وسائل إعلام أمريكية في فترة صعودها بخلفية ستيف جوبز، ولدت في 3 فبراير 1984 بواشنطن، لأسرة عريقة والدها كان يعمل في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ووالدتها كنت عضو بالكونجرس، وجدها لأبيها كان مؤسس شركة “فليشمان للخميرة”، وفق “بي بي سي”.

واشتهرت هولمز منذ الصغر بطموحها القوي، ففي سن السابعة حاولت تصميم آلة زمن، ووضعت لها رسومات هندسية تفصيلية، وفي التاسعة، أخبرت أسرتها بأنها تريد أن تصبح مليارديرة، وفي مرحلة الدراسة، لمعت هولمز كطالبة نابغة، وفي الثانوية طوّرت وباعت برنامجًا خاصًا بترجمة أكواد الكمبيرتر إلى المدارس الصينية، وفق “بيزنس إنسايدر”.

بداية حلم «ثيرانوس»

في العام 2002، بدأت إليزابيث هولمز دراستها للهندسة الكيميائية في جامعة ستانفورد، وعملت في أثناء الدراسة مقابل راتب 3 آلاف دولار، والتحقت أيضًا كمتدربة في معهد بحثي بسنغافورة، وحصلت على وظيفة بدوام جزئي فيه، نظرًا لإجادتها لغة “الماندرين”.

وفي 2003، تركت هولمز الدراسة لتؤسس “ثيرانوس”، بعد أن توصلت إلى فكرة شريحة يمكن ارتداءها لفحص جسد مرتديها، بحثًا عن مؤشرات العدوى، وإطلاق المضادات الحيوية اللازمة، لكن جميع أحلام هولمز، التي تحاكم وهي حامل بطفلها الثاني من زوجها ويليام بيلي إيفانز، وريث سلسلة فنادق “إيفانز هوتيل”، تبخرت الآن، ووصلت إلى لا شيء.

ربما يعجبك أيضا