مأزق نتنياهو.. لماذا اعترضت الولايات المتحدة على وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد؟

إسراء عبدالمطلب
سموتريتش

تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة يضع نتنياهو في مأزق ويضطره للاختيار بين الولايات المتحدة أكبر حليف دولي له وسموتريتش حليفه السياسي.. فما السيناريو المتوقع؟


أوضحت الولايات المتحدة الأمريكية لبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يعمل حاليًا على تشكيل حكومة ائتلافية جديدة بعد فوزه بانتخابات 1 نوفمبر 2022، أنها لا تريد أن يتم تعيين بتسلئيل سموتريتش اليميني المتطرف، وزيرا للدفاع الإسرائيلي.

ولفت السفير الأمريكي لدى إسرائيل توم نايدس، خلال اجتماع يوم الإثنين 14 نوفمبر 2022، مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى معارضة إدارة بايدن لتعيين رئيس حزب “الصهيونية المتدينة” بتسلئيل سموتريتش وزيرا للدفاع.

هل سيواجه بايدن حكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة الجديدة؟

الولايات المتحدة لا تريد سموتريتش

لم يذكر السفير الأمريكي اسم سموتريتش تحديدا في الاجتماع ولكنه قال لنتنياهو أنه يجب التفكير بعناية في الشخص الذي سيختاره للمنصب الرفيع، بالنظر إلى التداعيات التي ستترتب على التعيين على سياسات إسرائيل في الضفة الغربية، وأن إدارة بايدن تتوقع من إسرائيل الحفاظ على سياسات معتدلة فيما يتعلق بالبناء الاستيطاني ومعاملة الفلسطينيين.

ولم يتم الإعلان عن الاجتماع من قبل أي من الجانبين، كما حضر مع نتنياهو السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة رون ديرمر، الذي ظهر اسمه كمرشح محتمل لشغل منصب وزير الخارجية أو رئيس مجلس الأمن القومي، وفقا لـ تايم أوف إسرائيل.

تحذيرات أمريكية

ذكر التقرير نفسه، أن نايدس حذر في الاجتماع الذي عقد الأسبوع الماضي من أن الولايات المتحدة سيكون لها ردا على أي محاولات تقوم بها الحكومة الإسرائيلية المقبلة المتوقعة لضم كل الضفة الغربية أو أجزاء منها، حيث يتابع التقرير أن الولايات المتحدة ستواجه صعوبة في التعامل مع وزراء مثل بن غفير وسموتريتش.

وبحسب بريكينج ديفينس، فإنه عندما يتوجه رئيس الأركان العامة الإسرائيلية إلى واشنطن لعقد اجتماعات تتزايد الضغوط خلف الكواليس على إسرائيل من قبل الولايات المتحدة حول اختيار وزير الدفاع الإسرائيلي القادم. كما أن إدارة بايدن أوضحت لبنيامين نتنياهو إنه في حال تعيين بتسلئيل سموتريتش  وزيرا للدفاع الإسرائيلي فإن الولايات المتحدة لن تترك الأمر يمر ببساطة.

قلق أمريكي

ينبع القلق الأمريكي بشأن سموتريتش من أنه سيتصرف بطريقة تزيد من تعقيد العلاقة الإسرائيلية الفلسطينية، وقد أعرب سموتريتش عن دعمه لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وله تاريخ من التعليقات التحريضية حول العرب.

ويطالب سموتريش بتولي منصب وزير الدفاع منذ أن تضاعف حجم حزبه وفوزه بـ 14 مقعدا في انتخابات الكنيست في وقت سابق من هذا الشهر، ويصر على الحصول على المنصب مما أدى إلى توقف المفاوضات الإئتلافية مع نتنياهو، ويدعم سموتريتش توسيع وجود إسرائيل بشكل كبير إلى ما وراء الخط الأخضر وضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية، دون منح حقوق متساوية للفلسطينيين في تلك المناطق.

عضو كنيست يعرب عن تأييده لفصل بين العرب واليهود في أجنحة الولادة في المستشفيات - تايمز أوف إسرائيل

تعنت سموتريتش يضع نتنياهو في مأزق

حاول نتنياهو تقديم وزارة الخارجية كبديل لسموتريتش ولكنه رفض وتمسك بمطلبه بتولي وزارة الدفاع، وبدون دعم سموتريتش قد يكون نتنياهو غير قادر على تشكيل حكومة ائتلافية بنجاح وهذا يضع نتنياهو في مأزق للاختيار بين الولايات المتحدة أهم حليف دولي له أو سموتريتش أهم حليف سياسي له.

وجاء رد حزب سموتريتش بأن لديه الكثير من الاحترام والتقدير لحليفته الولايات المتحدة، ولكن على إدارة بادين أن تحترم الديمقراطية الإسرائيلية وعدم التدخل في تشكيل حكومة منتخبة، وأنه لا يمكن لدولة ذات سيادة الموافقة على إملاءات أجنبية من شأنها أن تعرض أمن إسرائيل للخطر وأن تمس بالاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية.

الموعد النهائي لإعلان حكومة نتنياهو

بحسب صحيفة جيروزاليم بوست، حدد نتنياهو الأربعاء المقبل 23 نوفمبر 2022 كموعد نهائي لتقديم تحالفه الحكومي، ما يرفع من احتمالات تشكيله حكومة تضم الأطياف الدينية المتطرفة وحزب “القوة اليهودية” الذي يقوده اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، ولكن دون حزب “الصهيونية الدينية”.

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والقيادي بحركة فتح، الدكتور أيمن الرقب في تصريحات لـ “رؤية”، إن نتنياهو يدرك أن إعطاء وزارة الدفاع لحزب الصهيونية الدينية اليميني يمثل ضغطا عليه قبل أن يمثل ضغطا على غيره، وسيتسبب في فشل كل خطط نتنياهو بتحقيق سلام اقتصادي مع الفلسطينيين دون ثمن سياسي كما أنه سيوقف قطار التطبيع مع الدول العربية كما يسعى نتنياهو.

المسار الذي يتخذه نتنياهو

أضاف الرقب أن حزب الليكود يرفض إعطاء الوزارات السيادية لأي حزب في الائتلاف، كما أن الولايات المتحدة الأميركية أيضا منزعجة من وصول الصهيونية الدينية للحكم داخل الكيان الصهيوني وتخشى أن يؤدي وصول هؤلاء للحكم والوزارات السيادية لإحراج الولايات المتحدة الاميركية في المؤسسات الدولية.

وتابع أن الولايات المتحدة تمارس ضغطا على نتنياهو لعدم تمكين هؤلاء المتطرفين من وزارات مهمة مثل وزارة الدفاع، وأتوقع أن يوافق حزب الصهيونية الدينية على ما يقدمه لهم نتنياهو مثل وزارة المالية والأمن الداخلي وهي أعلى سقف قد يصلوا له، وفي كل الأحوال في النهاية سنشهد حكومة فاشية.

ربما يعجبك أيضا