مديرة صندوق النقد الدولي: على الصين إعادة تقييم سياسة «صفر كوفيد»

آية سيد
مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا

معدل التلقيح المنخفض لكبار السن يُعد سببًا أساسيًّا للجوء بكين إلى الإغلاقات، في حين أدى ظهور متحورات معدية أكثر إلى فرض المزيد من الضغط على جهود منع الانتشار.


حذرت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، من التداعيات السلبية لسياسة “صفر كوفيد”، التي أدت إلى احتجاجات واسعة.

وفي حوار مع وكالة “أسوشيتد برس“، أمس الثلاثاء 29 نوفمبر 2022، حثت جورجيفا الصين على “إعادة تقويم” سياسة “صفر كوفيد” الصارمة بسبب تأثيرها في الشعب والاقتصاد.

احتجاجات الصين

اندلعت احتجاجات ضخمة في الصين نهاية الأسبوع الماضي، اعتراضًا على سياسة “صفر كوفيد”. وعلى الرغم من أن السلطات الصينية خففت بعض القيود، لم تُظهر أي علامة على التراجع عن استراتيجيتها الأوسع، التي حبست الملايين في منازلهم.

وتعليقًا على هذا، قالت جورجيفا: “من المهم الابتعاد عن الإغلاقات الجماعية، وأن تكون القيود محددة الهدف، لأن الاستهداف يسمح باحتواء انتشار كوفيد دون تكلفة اقتصادية كبيرة”. وحثت مديرة صندوق النقد الدولي الصين على إعادة النظر في سياسات التلقيح والتركيز على تلقيح “الأشخاص الأكثر عرضة للخطر”.

تأثر الاقتصاد

أدت الإغلاقات إلى تباطؤ كل شيء في الصين، صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم. ولهذا حثت جورجيفا الصين على “تعديل نهجها الكلي تجاه كيفية تقييم الصين لعمل سلاسل الإمداد مع الوضع في الحسبان تأثيرها غير المباشر في بقية العالم”.

وحسب “أسوشيتد برس”، توقع صندوق النقد الدولي نمو الاقتصاد الصيني 3.2% فقط هذا العام، وهو أقل من المتوسط العالمي لهذا العام. وفي حين أن الحزب الشيوعي الصيني الحاكم اتخذ خطوات في الاتجاه الذي أوصت به جورجيفا، فإن ارتفاع الإصابات منذ أكتوبر الماضي دفع السلطات المحلية إلى فرض حجر صحي وقيود أخرى يراها السكان صارمة بشدة.

ارتفاع التضخم

بينما تمتد آثار سياسة الصين إلى جميع أنحاء العالم، حذرت جورجيفا من أن الخطر الأكبر الذي يواجه الاقتصاد العالمي هو التضخم المرتفع الذي يتطلب من البنوك المركزية رفع أسعار الفائدة، ما يجعل الائتمان أكثر تكلفة على المستهلكين والشركات.

ويأتي هذا مصحوبًا بحاجة الحكومات إلى رعاية الأشخاص الأكثر عرضة للخطر، وقالت مديرة صندوق النقد الدولي: “يواجه صناع السياسة وقتًا عصيبًا في العام المقبل، فيتعين عليهم أن يكونوا منضبطين في مكافحة التضخم، لأن التضخم يقوض أساس النمو، وهذا يضر بالفقراء أولًا”.

رفع أسعار الفائدة

عند سؤال مديرة صندوق النقد الدولي عما إذا كان ينبغي على الاحتياط الفيدرالي الأمريكي وقف رفع أسعار الفائدة التي تعزز الدولار وتفرض ضغوطًا على الدول الفقيرة، قالت جورجيفا إن الاحتياط الفيدرالي “لا يملك خيارًا سوى البقاء في مساره” حتى يتراجع التضخم.

وأضافت جورجيفا: “إنهم مدينون للاقتصاد الأمريكي، إنهم مدينون للاقتصاد العالمي، لأن ما يحدث في أمريكا، حال عدم السيطرة على التضخم قد تكون له آثار غير مباشرة على بقية العالم”. ولفتت جورجيفا إلى أن بيانات التضخم لا تزال مرتفعة في واشنطن وأوروبا، وأن “البيانات في هذه المرحلة تقول: من المبكر جدًّا التراجع”.

التوترات العالمية

حذرت جورجيفا من أن التوترات الدولية بين الصين والغرب، وبين روسيا والغرب، تهدد بتقييد التجارة وتأثيرها النافع في النمو الاقتصادي والازدهار. وأضافت أنه في حين توجد مخاوف بشأن تعطيل الجائحة لسلاسل الإمداد، “علينا أن نعمل بجد أكبر لإيجاد طريقة لمواجهة هذه الغرائز الحمائية”.

وأشارت مديرة صندوق النقد الدولي إلى أن العالم كان يشهد بالفعل علامات على تزايد الجوع قبل أن تعطل الحرب الروسية الأوكرانية إمداد الحبوب إلى إفريقيا والشرق الأوسط. وقالت إن جزءًا من الحل سيتمثل في المزيد من الاستثمار في الزراعة المرنة ودعم المزارعين الصغار والحد من هدر الطعام.

مشكلة قابلة للحل

قالت جورجيفا إن العالم يحتاج إلى “التركيز على أمن الغذاء بطريقة شاملة تقلل الهدر، وتزيد الإنتاجية، وتولي المزيد من الاهتمام للزراعة صغيرة النطاق، ما يجعل عددًا كبيرًا من الأشخاص، في الدول النامية بوجه خاص، يقطعون شوطًا طويلًا في إنهاء هذه المشكلة القابلة للحل”.

ولفتت “أسوشيتد برس” إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية خلقت أزمة في الطاقة، بعد أن قطعت موسكو معظم إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا. وعلقت مديرة صندوق النقد الدولي قائلة إن ارتفاع أسعار الطاقة خلق فرصة لـ”تسريع التحول إلى إمدادات الطاقة منخفضة الكربون” من خلال حوافز الاستثمارات الخضراء.

ربما يعجبك أيضا