خبراء لـ«رؤية»: دولة الإمارات ركيزة للأمن والسلام إقليميًّا ودوليًّا

إسراء عبدالمطلب
الإمارات

تمثل السياسة الخارجية لدولة الإمارات نموذجًا للتعاون الإقليمي والدولي المثمر.. ماذا يميز هذه السياسة؟


قال رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إن التحولات العالمية الأخيرة عكست أهمية تعزيز التعاون بين دول النطاق الجغرافي الواحد.

وبهذه الكلمات، التي جاءت في خطاب بمناسبة العيد الوطني 51، جدد الشيخ محمد بن زايد التمسك بنهج الإمارات في التعاون بإيجابية مع محيطيها الإقليمي والعالمي، لتعظيم مصالحها الوطنية، فكيف يرى الدبلوماسيون والخبراء سياسة الإمارات الخارجية؟

الإمارات

الإمارات

ركائز السياسة الخارجية للإمارات

قال وزير الخارجية المصري الأسبق، محمد عرابي، في تصريح إلى شبكة “رؤية” الإخبارية، إن الإمارات بنت سياستها الخارجية على ركائز عدة، أولها الصورة الذهنية لشعب الإمارات أمام العالم، لأنه يتميز بقدر كبير من السماحة وقبول للآخر، وثانيها صورة الشيخ زايد، مؤسس الدولة، التي لها تأثير وامتداد واضح حتى الآن.

وأضاف عرابي أن ثالث الركائز، التي قامت عليها السياسة الخارجية للإمارات، تتمثل في القوة الاقتصادية للدولة، المهمة لتوسيع  نفوذها وتواجدها في الدول الأوروبية، أما الركيزة الرابعة فهي حرصها على تعزير السلام في الدول، والابتعاد عن النزاعات المسلحة.

مصداقية دولية

أوضح وزير الخارجية المصري الأسبق أن أهم ما يميز الإمارات، هو وفرة الكفاءات البشرية بها حاليًّا نتيجة التعليم الجيد، وبالتالي تميز الدبلوماسيون الإماراتيون عن غيرهم، ما يسهل العمل الخارجي والدور العربي للإمارات، وهذا من ركائز العمل العربي المشترك، وهو ما يجعلها في موضع مصداقية دولية.

وتتبنى دولة الإمارات، منذ تأسيسها، سياسة ناجحة وعلاقات مميزة مع دول العالم كافة، ترتكز على السلام والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، في إدراك لموقع الإمارات المسؤول على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وقد لعبت دولة الإمارات دورًا محوريًّا لاحتواء العديد من حالات التوتر والأزمات والخلافات الناشبة داخل وخارج نطاقها الإقليمي، وسعت على نحو دؤوب ومستمر لتعزيز مختلف برامج مساعداتها الإنسانية والإغاثية والإنمائية والاقتصادية، للعديد من الدول النامية، خاصة التي تشهد حالات نزاع أو كوارث طبيعية.

الإمارات وسلام المنطقة العربية

قال نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، عمرو هاشم ربيع، لـ”رؤية”، إن الشيخ زايد كان حريصًا على الأمن القومي العربي، ويشجع على حل القضية الفلسطينية، ومواجهة إسرائيل في كل المحافل الدولية، وساعد دول الطوق العربي في حرب 1973، وأمدها بكل ما يلزم لمواجهة إسرائيل، وعارض التطبيع.

وشاركت الإمارات في الحظر النفطي، إبان حرب أكتوبر عام 1973، لدفع الدول الغربية لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية، التي احتلتها عام 1967، ومع بداية الألفية الثانية، أسهمت قواتها المسلحة في العديد من عمليات حفظ السلام بأنحاء العالم، وتخفيف حده النزاعات، حسب ما أوردته صحيفة “البيان” في تقرير لها.

وانتهجت الإمارات على مدار العقود الـ3، التي قادها فيها المؤسس الشيخ زايد، سياسة وسطية حيادية إلى حد كبير في القضايا الإقليمية والدولية، وارتبطت بعلاقات وثيقة مع جميع البلدان على النطاقين الإقليمي والعالمي، واتسمت تلك الفترة أيضًا بالتزام الإمارات بقضايا “العروبة”، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

الإمارات

الإمارات

سلام تاريخي

قال أستاذ العلاقات الدولية والمستشار السابق بجامعة الدول العربية، حامد فارس، لـ”رؤية”، إن الامارات أصبحت مثالًا يحتذى به، سواء على الساحة العربية أو الدولية، مشددًا على أن هذا لم يأتِ من فراغ، بل عبر سياسات متزنة وحكيمة، تسير عليها الدولة منذ نشأتها عام 1971، مع إدراك مسؤولياتها الكبيره في محيطها العربي والإقليمي.

وقد نجحت مساعي السلام الإماراتية في منطقة القرن الإفريقي مثلًا، بإعلان اتفاق السلام التاريخي بين إريتريا وإثيوبيا، في 25 يوليو 2018، ما مهّد لعلاقات إيجابية بين الطرفين، وأسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في البلدين خاصة، والقرن الإفريقي والمنطقة عامة.

ثوابت في السياسة الخارجية

أضاف فارس أنه رغم حجم التحديات الكبيرة والجسيمة، التي تمر بها المنطقة العربية والعالم، على مدار السنوات الماضيه، فإن الإمارات تمسكت بثوابت سياستها الخارجية، مشددًا على أن هذا ليس بجديد على دولة أرسى قواعدها الشيخ زايد، ويسير الأبناء فيها على درب الأباء.

وتمتلك دولة الإمارات رؤية جديدة لمنطقة الشرق الأوسط موجهة نحو المستقبل، وتعزيز السلام وتمكين المرأة وتتبني التنوع وتشجع الابتكار وترحب بالمشاركة العالمية، وكذلك رسخت مبادئ للتسامح والتعايش السلمي تخطت حدود المنطقة والوطن العربي إلى العالم بفضل سياستها في نشر رسالة المحبة والتآخي بين أصحاب الديانات كافة.

احترام المواثيق الدولية

شدد الأكاديمي المصري، حامد فارس، على أن دولة الإمارات تبوأت مكانة مرموقة دوليًّا، باتباعها سياسة خارجية متوازنة، تنطلق من التزامها بالانتماء الخليجي والعربي والإسلامي، في إطار الحرص على إعلاء كلمة الحق والعدالة، واعتماد أسلوب الحوار والتفاهم لحل الخلافات، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

وأوضح أن دولة الإمارات أرست مبدأ واضحًا وهو احترام المواثيق الدوليه، والالتزام بميثاق الأمم المتحده، واحترام قواعد حسن الجوار وسيادة الدول، والعمل على حل النزاعات بالطرق السلميه، مع السعي بكل قوة لإقامه علاقات متينة مع جميع الدول، اتساقًا مع مبدأ الاحترام المتبادل.

قوة إقليمية استثنائية

لفت فارس إلى أن الإمارات حققت انفتاحًا واسعًا على العالم الخارجي، أثمر شراكات استراتيجيه سياسية واقتصادية تجارية مع الكثير من الدول، وعزز مكانة الإمارات كقوة إقليميه رئيسة، وذات ريادة دولية في الكثير من المجالات، كحقوق الإنسان والعمال والمساعدات الإنسانية.

وأضاف فارس أنه على رأس المجالات التي تميزت بها الإمارات، الطاقه والتغير المناخي، خاصه أنها تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة بشأن المناخ cop28 العام المقبل، ما يعني انها تسير في الاتجاه الصحيح الذي يعكس وجود إرادة سياسية متعاقبة من قادتها، لتصبح قوة إقليمية استثنائية، تحوز ثقة الجميع.

الإمارات

الإمارات

اتحاد الإمارات والأيادي البيضاء

قال الباحث المصري في شؤون الأمن الإقليمي، مصطفى كمال، إن الإمارات حرصت على الفصل بين التوجهات السياسية للدولة والمساعدات الإنسانية والتنموية، لأن المساعدات التي تقدمها لا ترتبط بتوجهات الدول المستفيدة، بل تراعي أولًا احتياجات الشعوب، للحدّ من الفقر والجوع، وبناء مشاريع تحقّق أهداف التنمية المستدامة.

وعلى مدار الأعوام الـ51 الماضية، عملت الإمارات على تعزيز دورها الريادي محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا. وشكّل الاتحاد، الذي تأسس عام 1971، والمكون من 7 إمارات، انطلاقة النهضة الحقيقية، وبدء مسيرة الإنجازات في مختلف المجالات، نتيجة جهود الشيخ زايد بن سلطان، بالتعاون مع إخوانه حكام الإمارات.

وتمسكت دولة الإمارات بمبادئها الراسخة، ومدى ما تنعم به من أمن وعلم ورخاء بفضل قيادتها الحكيمة، وشهدت نموًّا اقتصاديًّا هائلًا مدفوعًا بثروتها من النفط والغاز، لتصبح محطة استقطاب مالية وسياحية في الخليج والشرق الأوسط والعالم كله.

ربما يعجبك أيضا