ماذا يريد بايدن من القمة الأمريكية الإفريقية؟ طموحات ومخاوف

أحمد ليثي
الرئيس الأمريكي جو بايدن

قال بايدن في بيان قبل بضعة أشهر من الحدث: "ستظهر القمة التزام الولايات المتحدة الدائم تجاه إفريقيا، وزيادة التعاون معها في الأولويات العالمية المشتركة


يستضيف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، 45 رئيس دولة إفريقية في واشنطن بين 13 و15 ديسمبر 2022، لحضور قمة قادة الولايات المتحدة والقارة السمراء.

وحسب صحيفة “نورث أفريكا بوست” الإقليمية الناطقة بالإنجليزية، يقول محللون إن الرئيس الأمريكي يمكن أن يكون أكثر طموحًا في عمله مع القارة، خاصة أن القمة ستناقش النظام العالمي الناشئ، والقضايا الجيوسياسية والاقتصادية المتغيرة.

السلام والأمن العالمي

حسب التقرير المنشور في 30 نوفمبر الماضي، من المتوقع أن تقدم القمة أموالًا ضخمة لمشاريع التنمية المختلفة، فضلًا عن الحكم الرشيد وحقوق الإنسان، وأعلنت واشنطن أن القمة ستركز على التحديات القائمة، لا سيما المتعلقة بالسلام والأمن العالمي والغذائي والتغيرات المناخية، وتخفيف حدة الفقر بأنحاء إفريقيا.

ومن المرجح أن يمهد الحوار رفيع المستوى لمراجعة الفرص المتاحة للولايات المتحدة، وقادة القطاعين العام والخاص في إفريقيا، وكيفية تعزيز الشراكة الاقتصادية بين الجانبين في استثمارات واسعة النطاق في القطاعات الرئيسة.

الرئيس الصيني وقادة أفارقة

الرئيس الصيني وقادة أفارقة

التزام تجاه إفريقيا

قال بايدن، في بيان، قبل بضعة أشهر من الحدث: “ستظهر القمة التزام الولايات المتحدة الدائم تجاه إفريقيا، وزيادة التعاون معها في الأولويات العالمية المشتركة”، ووفقًا لتقرير “نورث أفريكا بوست”، يعتقد بايدن أن تعاون واشنطن مع القادة الأفارقة والمجتمع المدني والقطاع الخاص سيساعد في معالجة بعض التحديات.

ويأمل الكثير من القادة الأفارقة أن تكون القمة فرصة لأمريكا لوضع أموالها في مكانها الصحيح، إلا أن القمة تنعقد وسط تحديات متعددة، منها المناخ الاقتصادي العالمي الصعب، وتزايد انعدام الأمن الغذائي والعسكري في إفريقيا، وتسارع التغيرات المناخية.

في انتظار وعود جديدة

حسب تقرير “نورث أمريكا بوست”، قادت واشنطن جهودًا دولية لدفع البنك وصندوق النقد الدوليين، لتوفير الأدوات المالية للدول الإفريقية التي تعاني ضائقة الديون، لتأجيل سدادها وإعادة جدولتها، لكن الرئيس الأمريكي لم يلتزم بهذا المخطط، بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، والحرب الروسية الأوكرانية، وتغير المناخ، وقبلها جائحة كورونا.

ومن جهتها، قالت الرئيسة الإثيوبية، سهلورق زودي، لصندوق “فير فاكس أفريكا فاند”، ومقره فرجينيا، إنها تأمل “أن يكون لدى الرئيس الأمريكي شيء كبير يعلنه الشهر المقبل في القمة الأمريكية الإفريقية، خاصة أنه لا يزال لديه متسع من الوقت ليقرر ذلك”.

فرصة كبيرة

قال الباحث بمركز “إنرجي فور جروث هاب” لشؤون الطاقة، تود ماس، في تقرير نشره أمس الاثنين 5 ديسمبر 2022، إن هذه القمة فرصة رائعة للولايات المتحدة لإعادة بناء الثقة مع دول إفريقيا، ودعم مشروعات البنية التحتية، حتى توفر بديلًا حقيقيًّا للبنية التحتية المدعومة من الصين في القارة.

وخصصت الولايات المتحدة مليار دولار في شكل قروض مستقبلية من مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية (DFC)، لمساعدة جنوب إفريقيا على تسريع الاستغناء عن محطات الفحم والتحول إلى الطاقة المتجددة، في إطار شراكة انتقال الطاقة، وتهتم 48 دولة إفريقية أخرى بالتحول إلى الطاقة البديلة، لكن الولايات المتحدة لم تخطط لذلك.

مشاريع طاقة قليلة

تواجه جميع مشاريع الطاقة رياحًا معاكسة، منها أسعار الفائدة المرتفعة، واضطرابات سلسلة التوريد، والآثار غير المباشرة لارتفاع مخاطر الديون، لكن مؤسسة تمويل التنمية الدولية دعمت مشروعًا واحدًا للطاقة المتجددة بالقارة كلها، ومنشأة للطاقة الشمسية، و20 ميجاوات في مالاوي، حسب تقرير “إنرجي فور جروث هاب”.

وتتضمن استراتيجية بايدن دعم البنية التحتية في القارة لتحويل الغاز إلى طاقة، لكن لا توجد مشروعات لذلك سوى محطة طاقة وحيدة،  وافقت عليها الإدارة الأمريكية خلال العامين الماضيين في سيراليون، مع عودة مشاريع الطاقة التي تخدم أوروبا، وتستخدم الغاز الإفريقي المُصدر.

أمريكا لا تريد الصين في إفريقيا

قال مسؤول أمريكي لمجلة “فورين بوليسي”، اشترط عدم الكشف عن اسمه، إن “الولايات المتحدة لا تريد تنفير الشركاء الأفارقة، لكننا لا نريد أن نخاطب الصين بشأن المشاريع في إفريقيا… نعتقد أن اجتماعات القمة ستكون بلا طائل إذا اشتركت الصين فيها”.

وفي التقرير الذي نشرته المجلة الأمريكية الجمعة الماضي، تريد الولايات المتحدة مواجهة النفوذ الصيني بإفريقيا، دون مضايقة لقادة دول القارة، لأن الصين عززت استثمارات كبيرة العقود الماضية، بتمويل مشاريع البنية التحتية الضخمة، رغم تحذيرات واشنطن من أن بعض هذه المشاريع يقود إلى “فخ دبلوماسية الديون”.

قلق إفريقي

حسب تقرير “فورين بوليسي”، يشعر القادة الأفارقة بالقلق من سياسة الغرب، التي تجرهم إلى صراعات جيوسياسية مع بكين وموسكو، وانتقد رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، الولايات المتحدة لضغطها على دول إفريقية أخرى لوقف الشراكة مع عملاقة الاتصالات الصينية “هواوي” التي تنشئ محطات الجيل الـ5 العملاقة.

وترددت دول إفريقية في الآونة الأخيرة في دعم الجهود الغربية لعزل روسيا عن المسرح الدولي، بعد الحرب الروسية الأوكرانية، وجاءت تصريحات الرئيس الأوغندي، يوويري موسيفيني، خلال زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، لبلاده هذا العام، مخيبة لآمال الدول الغربية، عندما قال: “لا نؤمن بمعاداة دولة، لأنها تعادي دولة أخرى”.

ربما يعجبك أيضا