ناسا تطلق «فالكون 9» لمسح كل المياه على الأرض للمرة الأولى في التاريخ

أعلنت وكالة ناسا أنها يتجري عملية مسح كامل للمياه على سطح الأرض من الفضاء الخارجي، غدًا الخميس 15 ديسمبر 2022.

ونقلت وكالة أنباء “رويترز”، أن إدارة الطيران والفضاء الأمريكية “ناسا” سترسل بعثة دولية لتثبيت قمر صناعي في المدار، تنطلق من جنوب كاليفورنيا، في مهمة علمية كبرى لإجراء مسح شامل للمحيطات والبحيرات والأنهار للمرة الأولى.

«ناسا» ترصد المياه على الكوكب

المهمة، التي تبدأ غدًا، تأتي لرصد الحجم الفعلي للمياه على سطح الأرض، حاليًّا، سواء العذبة أو المالحة، وصُمم القمر الصناعي الراداري ليقدم للعلماء رؤية على مستوى غير مسبوق من الدقة للمياه، التي تغطي 70% من مساحة كوكب الأرض، فضلًا عن رؤية جديدة عن تطورات تغير المناخ، وتبعاته على حجم المياه.

وينطلق الصاروخ “فالكون 9″، المملوك لشركة “سبيس إكس”، التابعة للملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، فجر يوم الخميس من قاعدة قوة الفضاء الأمريكية “فاندنبرج”، الواقعة على بعد نحو 170 كيلومترًا شمال غرب لوس أنجلوس، لتحمل القمر الصناعي إلى المدار الأرضي المنخفض.

قياس المياه لحماية الدول من الفقر المائي

استغرق التجهيز لتلك الرحلة مدة تجاوزت العقد من الزمن، وإن اكتملت وفق التخطيط المرجو منها، من المفترض أن تقدم معلومات أولية عن طريق قمرها الاصطناعي في أقل من 3 أشهر، بحسب ما ذكرت “رويترز”.

وخضع القمر الصناعي “فالكون 9” للتجهيز والتطوير على مدار ما يقرب من 20 عامًا، ويتمتع بتكنولوجيا متطورة، يتوقع العلماء والمسؤولون في “ناسا” أنها قادرة على جمع قياسات لطول وسطح المحيطات والبحيرات ومخزونات المياه والأنهار بتفاصيل عالية الدقة، وفي وقت قياسي، فالمهام من هذا النوع كانت تستغرق سنوات سابقًا.

تثبيت «فالكون 9» في مداره لمسح الكوكب كل 21 يومًا

حسبما ذكر رئيس المهمة، العالم بن هاملينجتون، فإن “فالكون 9” سيثبت في مدراه، ليجري مسحًا راداريًّا للكوكب مرتين كل 21 يومًا على الأقل، ليتعزز فهم أنماط دوران المحيطات، وتدعم التوقعات المناخية، ما قد يسهم في إمدادات المياه العذبة شديدة الندرة في المناطق التي تعاني من جفاف أو المتوقع جفافها.

وتعد هذه البعثة الأولى من نوعها في مراقبة كل المياه على سطح الكوكب، وتعد واحدة من أهم مهام البعثة استكشاف كيف تمتص المحيطات الحرارة وثاني أكسيد الكربون في الجو بطريقة طبيعية، ما يؤدي إلى اعتدال درجات الحرارة عالميًّا، وحماية الأرض من تقلبات المناخ.