نحو كوكب أخضر.. الإمارات تقود العالم للمحافظة على البيئة

تحرص الإمارات على تحقيق التنمية المستدامة في سبيل الحفاظ على البيئة.


تعد الإمارات من أولى الدول التي تنبهت لأهمية الاهتمام بالبيئة وتحقيق التنمية المستدامة، رافعة شعار “لا نملك سوى أرض واحدة”.

والإمارات العربية المتحدة على مدار العقود الماضية، خاضت رحلة طويلة، أرادت من خلالها إحداث تغييرات تحويلية في السياسات والاختيارات، وخلق مسارات تمكن الإنسان للعيش في وئام مع الطبيعة بصورة آمنة وأكثر مراعاة للبيئة وأكثر استدامة.

الإمارات تحصن البيئة

الدولة التي تجهز نفسها لاستضافة النسخة القادمة من قمة المناخ cop28، في أبو ظبي، انتبه الآباء المؤسسون لها إلى أهمية المحافظة على البيئة ووضع مشروعات تدعم الاستدامة والاقتصاد الأخضر، وتحرص دولة الإمارات على رسم مسارات صحيحة تسير فيها الحكومة والمواطن على حدٍّ سواء.

وعملت أبوظبي على زيادة الوعي بالسلوكيات الضارة بالبيئة، فحاولت الحد من ظاهرة الاستهلاك المفرط للأكياس البلاستيكية في الحياة اليومية لأفراد المجتمع لتقليص آثارها الضارة على البيئة وباقي الكائنات الحية.

عقوبات رادعة

عمدت إمارة أبوظبي منذ بداية شهر يونيو 2022 حظر استخدام الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في منافذ البيع بالتجزئة، واستبدال الأكياس قابلة التحلل أو متعددة الاستخدام بها، والمخالف توقع عليه عقوبات تصل إلى الغلق أو وقف النشاط.

R 2

وفي يوليو  الماضي فرضت دبي تعريفة على استخدام أكياس البضائع ذات الاستخدام الواحد في جميع المتاجر، سواء كانت محال بيع التجزئة أو الأقمشة والإلكترونيات والمطاعم والصيدليات وطلبات التوصيل وطلبات التجارة الإلكترونية في مرحلة أولى لتنفيذ القرار، وبالتدريج ستعمم التجربة لخفض استخدام البلاستيك كونه الملوث الأكثر ضررًا في الكرة الأرضية.

محميات تحافظ على التنوع البيولوجي

الحفاظ على سلامة الكائنات الحية وسلاسل التنوع البيولوجي أمر ضروري للاستقرار البيئي، لذا حرصت قيادة الإمارات على إثراء التنوع البيولوجي الثري في ربوع الدولة، وحاولت التحكم في التنوع بكفاءة، فكثفت وزارة البيئة عملها في إنشاء المحميات الطبيعية بمختلف أرجاء البلاد سعيًا لتحسين البيئة.

download 36

محميات الإمارات

ونظرت الإمارات العربية المتحدة بعناية إلى حماية السلاسل الحية بشقيها البرية والبحرية، فكثفت الجهود في سبيل حماية الأحياء المائية والبرية من الاندثار قدر الإمكان، وحتى عام 2020، بلغ عدد المحميات 49 محمية طبيعية مع حلول عام 2020، وفقًا لموقع وزارة البيئة الإماراتية.

وهذا علاوة على المحميات المسجلة تحت بند محميات أراضٍ رطبة ذات أهمية عالمية، فقد بلغ عددها 10 محميات في عام 2019 تحت مظلة اتفاقية رامسار.

المحميات الإماراتية مقصد المستكشفين

المحميات الإماراتية ليست لحماية الحيوان فقط، بل باتت مقصدًا سياحيًّا مهمًّا، خاصة أنها تضم سلالات وحيوانات نادرة للغاية، جعلت منها مركزًا بحثيًّا مفتوحًا للبيولوجيين والبيئيين من كل جامعات العالم.

ومن أهم المحميات الطبيعية في الإمارات، المحميات البحرية وأبرزها “محمية رأس غناضة، محمية مروح للمحيط الحيوي، متنزه السعديات البحري الوطني، ومتنزه القرم الوطني، ومحمية الياسات، ومحمية بو السياييف”.

وأما عن المحميات البرية، فيأتي في مقدمتها “محمية الوثبة للأراضي الرطبة، ومحمية قصر السراب، ومحمية البدعة الطبيعية، ومحمية بدع هزاع، ومحمية متنزه جبل حفيت الوطني، ومحمية الحبارى، ومحمية برقا الصقور وغيرها”.

الإمارات والاقتصاد الأخضر

الإمارات دشنت الاستراتيجيات والمبادرات لتحافظ على البيئة، سواء على المستوى الحكومي أو الاستثمار الخاص، فأطلقت “مبادرة الإمارات الاستراتيجية للسعي لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050″، والخطة الوطنية للتغير المناخي 2017-2050.

R 1

واعتمدت الحكومة الإماراتية سياسة الاقتصاد الدائري 2021 – 2031 وتشكيل مجلس الإمارات للاقتصاد الدائري، وفي نهاية 2021 اعتمدت مؤشرات الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021، بهدف ضمان التنمية المستدامة للبيئة وزيادة كفاءة الموارد دون التأثير في البيئة سلبًا، كما هو موجود على موقع وزارة الاقتصاد الإماراتية.

التنمية المستدامة في الإمارات

أصبح العمل من أجل المناخ واستراتيجيات تقليل الانبعاثات الكربونية جزءًا لا يتجزأ من نموذج التنمية الإماراتي الذي يعتمد على الاستخدام الفعال للموارد الطبيعية والبيئية، وتعزيز الاقتصاد الدائري، وجنبًا إلى جنب وعّت المواطنين بأنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامين التي تقلل الإجهاد البيئي.

ودعمت الحكومة أيضًا القطاع الخاص للتحول إلى الذكاء الاصطناعي والتقنيات الأخرى للثورة الصناعية الرابعة، التي تقلل الانبعاثات الكربونية والتقليل التدريجي في استخدام المحروقات باستبدال الطاقة النظيفة والمتجددة بها.

وقد بدأت دولة الإمارات بالتوجه نحو قطاع الطاقة النظيفة قبل أكثر من 15 عامًا، وتحتضن حاليًّا 3 من كبرى محطات الطاقة الشمسية في العالم وأقلها تكلفة حسب ما أوضحت وزارة  الطافة الإماراتية.

تقليل الانبعاثات الكربونية

وزارة الطاقة الإماراتية، أوضحت على موقعها الرسمي أنه في مايو 2021، أصبحت الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط تملك محطة طاقة نووية عديمة الانبعاثات الكربونية، وهي الأولى أيضًا في المنطقة من تبني منشأة صناعية لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه.

وفي خطة الإمارات 2020_2030، بدأت في تعزيز الاستثمارات في مجال مصادر الطاقة المبتكرة مثل الهيدروجين النظيف “الأكسجين الأخضر”، وأطلقت أول مشروع صناعي للهيدروجين الأخضر في المنطقة بشهر مايو 2021، وحاليًّا تعمل على مضاعفة إنتاج الهيدروجين الأزرق بهدف تنويع مزيج الطاقة.

وتعتزم دولة الإمارات زراعة 100 مليون شجرة مانجروف “قرم” بحلول عام 2030 المقلل للانبعاثات والمنتج الأول للاكسجين النقي، وأطلقت مبادرة “الابتكار الزراعي للمناخ” تقودها بجانب الولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة أكثر من 35 دولة، لعمل وتمويل مشروعات زراعية تقلص استخدام المياه وإنتاج مزروعات منتجة للأكسجين بكم كبير.

 

ربما يعجبك أيضا