حصاد 2022| أمريكا تحاكم الجماعات اليمينية المتورطة في اقتحام «الكابيتول»

أحمد ليثي

دخل أعضاء جماعة «حراس القسم» اليمينية مبنى «الكابيتول» في تشكيل عسكري، ثم اشتبكوا لاحقًا مع قوات إنفاذ القانون الأمريكية.


أعلن النائب الأمريكي بيني جي تومسون، رئيس لجنة التحقيق في هجوم 6 يناير على مبنى “الكابيتول”، يوم 22 يوليو 2021، تعيين كبار موظفي اللجنة.

وحسب بيان صحفي صادر عن مجلس النواب الأمريكي، قال تومسون، إن ما حدث في 6 يناير كان محاولة من الرئيس السابق دونالد ترامب، لـ”الإطاحة بالحكومة والديمقراطية”، و”نحتاج إلى تحقيق شامل، لمعرفة الحقائق، ولمنع تكرار هذا الاعتداء”.

أعضاء اللجنة

أصدرت اللجنة، المكونة من 9 أعضاء من مجلس النواب الأمريكي، مذكرات استدعاء لا حصر لها لحلفاء مقربين من الرئيس السابق وأعضاء الكونجرس الحاليين والشركات المشاركة في تنظيم الأحداث التي أدت إلى أعمال الشغب.

ويوجد 7 ديمقراطيين واثنين من الجمهوريين في اللجنة المكونة من الحزبين، وقد عينتهم رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، ومنهم كيفين مكارثي، زعيم الأقلية في مجلس النواب، من ولاية كاليفورنيا.

ستيوارت رودز

ستيوارت رودز

ترامب متهم

أعلنت لجنة 6 يناير، في 11 يونيو 2022، أن ترامب تآمر لإلغاء الانتخابات وشجع على الهجوم على مبنى “الكابيتول” (مقر الكونجرس) متحديًا إرادة الناخبين، وناقشت الجلسة الأولى التي عقدتها اللجنة السؤال الأساسي: هل تجب محاكمة ترامب لجهوده الحثيثة في الانقلاب على الديمقراطية الأمريكية؟

وفصّلت لجنة 6 يناير خطة ترامب غير القانونية المكونة من 7 أجزاء لمنع انتقال السلطة، مستندة في تحقيقها إلى تقرير وزارة العدل الذي وجّه تهمًا بالتآمر التحريضي ضد ترامب.

ترامب يتآمر لإلغاء النظام الديمقراطي

قال رئيس لجنة 6 يناير، بيني تومسون، إن “اقتحام الكابيتول في 6 يناير كان محاولة انقلاب، فالرئيس السابق استدعى مناصريه وأشعل فتيل الهجوم”. ويعتقد تومسون أن “التداعيات السياسية والقانونية ضد ترامب قد تكون مدمرة لمستقبله السياسي”.

وأشار تومسون إلى أن ترامب أشرف ونسّق خطة معقدة لإلغاء الانتخابات الرئاسية لعام 2020، وعرقلة نقل السلطة، وتشجيع التمرد، ورفض من ناحيته استهجان تظاهرات مناصريه، مكتفيًا بطرد نائبه، مايك بنس، الذي رفض الانقلاب على الانتخابات.

دائرة ترامب تنقلب عليه

بعد نشر تقرير لجنة 6 يناير، انقلبت الدائرة المقربة من ترامب ضده، وظهر مقطع فيديو للمدعي العام السابق، ويليام بار، يشير فيه إلى أن مزاعم الرئيس السابق بسرقة الانتخابات “لا أساس لها من الصحة”.

من جهتها، قالت ابنة ترامب وكبيرة مستشاريه، إيفانكا ترامب، في أثناء استجوابها أمام اللجنة: “أنا أحترم المدعي العام الذي عينه الرئيس السابق، وأقبل ما قاله”. وأوضح التقرير أن اللجنة يمكنها استخدام رفض ترامب لانتقال السلطة لبناء قضية جنائية ضده، كونه كان يسعى عمدًا لـ”تخريب الديمقراطية”.

ستيوارت رودز

ستيوارت رودز

اعتقالات

اعتقل محققون فيدراليون العديد من أعضاء جماعتي “حراس القسم” و”براود بويز”، وغيرهما من الجماعات اليمينية النازية، التي شاركت في أعمال الشغب في 6 يناير بمبنى الكابيتول الأمريكي، لدعم ترامب وادعاءاته التي تقول بسرقة انتخابات 2020.

ويصف مكتب التحقيقات الفيدرالي جماعة “حراس القسم” بأنها مجموعة كبيرة منظمة من الميليشيات، تعتقد أن الحكومة الفيدرالية تتبع مؤامرة غامضة لتجريد المواطنين الأمريكيين من حقوقهم.

ميليشيات تنقلب على الديمقراطية

اتهم المدعون الفيدراليون قائد مجموعة “حراس القسم”، ستيورات رودز، بالمساعدة في التخطيط والتنسيق لاقتحام “الكابيتول” في 6 يناير، ما جعلهم يستخرجون مذكرات رسمية للقبض على كالدويل صاحب الـ65 عامًا، لارتكابه جريمة السعي للانقلاب على نظام الحكم بالولايات المتحدة، وفقًا لوزارة العدل.

وقال المحققون الفيدراليون إن كالدويل بعث برسالة للمساعدة في ترتيب الإقامة في فنادق محيطة بمبنى “الكابيتول” في الفترة من 5 إلى 7 يناير، وبعث بسلسلة من الرسائل على “فيسبوك” حول أعمال الشغب التي وقعت في ذلك اليوم، ومنها مقطع فيديو من داخل المبنى.

إدانة جماعات يمينية

أدانت هيئة محلفين في واشنطن، مؤسس ميليشيا “حراس القسم” اليمينية المتطرفة، وعضوًا آخر في قضية اقتحام مبنى “الكابيتول”، وتوقعت “وول ستريت جورنال” في تقرير نشرته 29 نوفمبر الماضي، أن التهمة التي قد يواجهانها هي التآمر لقلب نظام الحكم.

وأدانت هيئة المحلفين 5 آخرين، منهم جيسيكا واتكينز، وكينيث هارلسون، وتوماس كالدويل، بعرقلة إجراء رسمي، واتهامات أخرى بناء على أنشطة الجماعة التي اقتحم أعضاؤها ومؤيدو الرئيس السابق مبنى “الكابيتول”.

دور المتهمين

دخل أعضاء “حراس القسم” مبنى “الكابيتول” في تشكيل عسكري مستعد للالتحام مع عناصر الشرطة، ثم اشتبك لاحقًا مع قوات إنفاذ القانون، واتهم المدعون أعضاء الجماعة بوضع معدات وأسلحة، والتخطيط لنقلها إلى واشنطن لدعم عملياتهم بمبنى “الكابيتول”.

وقال المدعي عليهم أمام المنصة، إنه لم تكن لديهم خطة حقيقية للعنف، مشددين على أنهم جاؤوا إلى مبنى “الكابيتول” لتقديم الحراسة الشخصية للشخصيات البارزة التي حضرت المسيرة التي سارت إلى “الكابيتول” في وقت مبكر من يوم 6 يناير 2021.

وزارة العدل

في بيان لوزارة العدل، قال المدعي العام، ميريك جارلاند: “تلتزم وزارة العدل بمحاسبة المسؤولين جنائيًا عن الاعتداء على الديمقراطية الأمريكية التي شهدتها أحداث 6 يناير 2021، ولقد عمل المدعون والعملاء على هذه القضية بمهارة استثنائية ليوقعوا بكل الجماعات التي اشتركت في الاقتحام”.

وقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريستوفر راي: “لن نتساهل مع مخالفة القانون ومحاولة تقويض الديمقراطية الأمريكية،” مشددًا على أن مكتب التحقيقات الفيدرالي سيحافظ على حقوق المواطنين، الذين يشاركون سلميًّا في الأنشطة التي يكفلها التعديل الأول من الدستور.

ما هي جماعة «حراس القسم»؟

أسس ستيوارت رودز جماعة “حراس القسم” عام 2009، وهي ميليشيا تضم مجندين حاليين وسابقين في الجيش الأمريكي وضباطًا في هيئات إنفاذ القانون، وظهر أعضاؤها في احتجاجات وفعاليات سياسية في الولايات المتحدة وهم مدججون بالسلاح.

ومن المقرر محاكمة آخرين من الجماعة بتهمة التآمر لقلب نظام الحكم، قبل نهاية العام، وكذلك وجهت هيئة المحلفين اتهامات مماثلة لأعضاء من جماعة “براود بويز” اليمينية المتطرفة، ومن المقرر محاكمتهم في ديسمبر 2022.

ربما يعجبك أيضا