قبل زيارة السوداني واشنطن.. هل يتحول العراق إلى ساحة لتصفية حسابات إيران؟

يوسف بنده

زيارة منتظرة لرئيس الوزراء العراقي إلى واشنطن في ظل أزمة للدولار وتهديد إيراني باستهداف المصالح الأمريكية.


يستعد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إلى زيارة الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أيام من زيارة مماثلة إلى إيران.

وتأتي هذه الزيارة في ظل أجواء أزمة اقتصادية وارتفاع في أسعار الدولار داخل العراق، واتهامات أمريكية لحكومة بغداد، بمساعدة النظام الإيراني على تجاوز العقوبات الدولية.

السوداني إلى واشنطن

ذكر تقرير صحيفة “الزمان” العراقية، أمس الأحد 1 يناير 2023، أن بغداد باشرت فتح قنوات دبلوماسية مع واشنطن، تحضيرًا لزيارة السوداني، التي لم يُحدد موعدها بعد، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء سيسافر على رأس وفد يضم شخصيات حكومية على أعلى المستويات.

وأوضحت أن زيارة الوفد الحكومي ستناقش ملفات اقتصادية بارزة، أهمها مسألة ارتفاع أسعار الدولار في الأسواق. إضافة إلى توقيع اتفاقيات جديدة من المنتظر أن تنعكس إيجابيًّا على الواقع الاقتصادي بالعراق.

image 545 388 29

صعاب التوازن

تواجه حكومة السوداني صعوبة التوازن في العلاقات الخارجية بين دول الجوار، وعلى رأسها إيران، ما ينعكس أيضًا على الأطراف الداخلية الفاعلة والمرتبطة بالقوى الخارجية، وحسب تقرير لقناة “العربية“، فإن عقلية الأحزاب العراقية أصبحت ترى في موارد الدولة وإمكاناتها جزءًا من ميراث يفترض أن يوزع في ما بينها.

ويسعى السوداني لتحقيق توازن بين الغرب وإيران، إذا ما أراد الاستقرار لحكومته، وفق “العربية” لا سيما أن البلاد بحاجة إلى استثمارات أجنبية في قطاعات متنوعة، خاصة أن غالبية الوزراء الشيعة مقربون من أحزاب في الإطار التنسيقي، الموالي لإيران.

62473810

في ذكرى اغتيال سليماني

في ذكرى اغتيال القوات الأمريكية قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في 3 يناير 2020، بعد لحظات من وصوله إلى مطار بغداد، قال المرشد الأعلى، علي خامنئي، إن “جرى ملء الفراغ الذي تركه سليماني في كثير من القضايا”. وذلك خلال لقائه أسرة سليماني، وخليفته في “فيلق القدس”، إسماعيل قاآني.

وحسب ما جاء في تقرير لصحيفة “الشرق الأوسط“، استخدم خامنئي في خطابه مسمى “جبهة المقاومة” عدة مرات، وهي التسمية التي تطلقها طهران على ميليشيات وفصائل مسلحة، تدين بالولاء الأيديولوجي أو تربطها صلات وثيقة بالمشروع الإقليمي الإيراني، وتحظى برعاية “فيلق القدس” مسؤول تنفيذ العمليات الخارجية.

العراق ساحة لتصفية الحسابات

مع تعثر مفاوضات فيينا النووية وتصاعد التوتر مع الغرب على خلفية عقوبات مرتبطة يتعامل السلطات الإيرانية مع الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ سبتمبر 2022، تحشد إيران لإشعال جبهة المواجهة مع الولايات المتحدة في الساحة العراقية، وفق ما جاء في تقرير لصحيفة “ميدل ايست“.

وأشار التقرير إلى دعوة عضو مجلس الخبراء ومجلس صيانة الدستور في إيران، عباس الكعبي، الميليشيات الشيعية الموالية لطهران إلى مواصلة العمليات العسكرية ضد القوات والمصالح الأمريكية، والتي جاءت خلال مهرجان تأبيني احتضنته مدينة البصرة العراقية، بمناسبة إحياء ذكرى اغتيال سليماني.

lvl220201128081445368

واستحضر المسؤول الإيراني، في كلمته، أزمة ارتفاع الدولار مقابل الدينار العراقي، قائلًا إن واشنطن تعمل في الفترة الأخيرة على “فرض سلطة مصرفية واحتلال مصرفي، للتسلط على مصارف محور المقاومة، واستكمال الحظر الاقتصادي، ونستطيع أن نسميه احتلالًا مركبًا وحربًا ناعمة”.

أزمة الدولار

تستغل إيران العراق كنافذة لتوفير احتياجاتها من النقد الأجنبي، في ظل العقوبات الأمريكية المفروضة على نظامها المصرفي. وبعد انضمام بغداد إلى نظام “سويفت” المصرفي، صار بإمكان دول العالم معرفة ما تجريه البنوك العراقية من تعاملات، فالمعلومات المالية عبر هذا النظام متاحة لكل الدول المشتركة فيه.

وفي ديسمبر 2022، انخفض الدينار لأدنى مستوى له منذ عام 2004، على إثر عمليات تحويل واسعة النطاق من الدينار إلى الدولار، ما تسبب في سحب النقد الأجنبي من أسواق العملة العراقية. وحسب تقرير لـ”سكاي نيوز“، فإن سبب انخفاض الدينار مرتبط مباشرة بتعاملات إيرانية سرية.

صيرفة

وأشار التقرير إلى أن صادرات إيران المعلنة إلى العراق خلال عام 2021، بلغت 11 مليار دولار، وارتفعت صادراتها  21% في 2022. ويعتقد مراقبون أن الحجم الحقيقي للتجارة الإيرانية مع العراق أكثر من ضعفي المعلن، لأن الكثير من التعاملات التجارية الإيرانية سرية.

تخطي العقوبات

يعتقد مراقبون أن إيران تستغل النقد الأجنبي في العراق لشراء احتياجاتها من الخارج، وأن وكلاءها يسحبون الدولار من الأسواق العراقية. وكذلك تصدير جزء من النفط الإيراني عبر العراق بأسعار مخفضة، في مقابل حصول طهران على الدولار، في إطار خطتها لتخطي العقوبات الغربية.

وحسب تقرير لصحيفة “أخبار الخليج“، عزت مصادر اقتصادية في العراق تدهور قيمة الدينار أمام الدولار إلى ضغوط أمريكية ناتجة عن تحويلات مالية عراقية إلى طهران، أمر بها رئيس الوزراء. ونقل التقرير عن تلك المصادر، أن واشنطن رأت في تلك التحويلات إنعاشًا للاقتصاد الإيراني، وخرقًا صريحًا للعقوبات الأمريكية.

us02

هدف زيارة السوداني إلى واشنطن

يبدو أن زيارة السوداني إلى واشنطن لمناقشة الضغوط الأمريكية على العراق، فحسب تقرير لقناة “ايران انترنشنال“، قال نائب البرلمان العراقي، مثنى أمين، إن واشنطن، بعد تأكيد دخول مبلغ كبير من الدولارات إلى إيران من العراق، طالبت البنك المركزي العراقي بمعاقبة جميع البنوك التي تتعامل سرًا مع إيران.

وأضاف المثني، حذرت واشنطن بغداد من اتفاق بقيمة 4 مليارات دولار بين إيران والعراق. وحسب العقوبات الأمريكية، فإن أي صفقة بين البلدين يجب أن تكون على أساس الدينار، واستخدام الدولار في هذه المعاملات محظور.

ربما يعجبك أيضا