على خطى شارون.. بن غفير يقتحم «الأقصى» ويقامر بإشعال انتفاضة جديدة

محمود

شهد عام 2022 العديد من انتهاكات والاعتداءات على المسجد الاقصى، بعد أن اقتحمه قرابة 50 ألف مستوطن، وتعدى الأمر لإقامة طقوس تلمودية علنية وأناشيد وغناء ورقص.


رام الله – في أغسطس عام 2000، اقتحم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أرييل شارون، المسجد الأقصى بحماية ألفين جندي، ما أشعل فتيل الانتفاضة الفلسطينية.

وبعد 23 عامًا، ما زالت الصهيونية الدينية تتمسك بتفجير الأوضاع عبر اقتحام الحرم القدسي، وهذه المرة عبر مسؤول أكثر تطرفًا، هو إيتمار بن غفير، الذي لم يمض سوى يومين على توليه منصب وزير الأمن القومي.

راح ضحيتها قرابة 5 آلاف فلسطيني، و48 ألفًا و322 جريحًا، وأكثر من 1069 قتيل إسرائيلي و4 آلاف و500 جريح.

خطة خداع إسرائيلية

قبل ساعات من الاقتحام، نقلت صحف عبرية أن بن غفير تراجع عن خطط اقتحام المسجد الأقصى، التي أعلنها مطلع هذا الأسبوع، وذلك بعد لقاء جمعه برئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في محاولة للخداع، وتجنبًا لأي مواجهات أو صدامات مع المصلين داخل الحرم القدسي، بعد وتهديدات الفصائل الفلسطينية.

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، أن الاقتحام جاء بالاتفاق مع نتنياهو، خلال اللقاء، وأن شرطة الاحتلال الإسرائيلي كانت جزءًا من خطة الخداع، وأن بن غفير أجرى تقييمًا للوضع، ليلة أمس، مع مفوض الشرطة وقائد منطقة القدس وقرروا جميعًا أنه لا يوجد ما يمنع من دخوله الحرم القدسي.

افتتاح عهد «الصهيونية الدينية»

في اليوم الأول من توليه منصبه أيضا، وجّه محامي مجلس “السنهدرين الجديد”، المؤسسة الحاخامية المركزية لجماعات الهيكل الاستيطانية المتطرف، أفيعاد فيسولي، رسالة إلى مفوض الشرطة الإسرائيلية في القدس، يطلب فيها توضيح السياسة الرسمية تجاه الوضع في المسجد الأقصى، في خطوة تدفع لمزيد من الدعم الرسمي للاقتحامات.

وسبق لبن غفير اقتحام الأقصى عدة مرات، خلال العام 2022، لكن الاقتحام الأخير يحمل دلالات خطيرة، بعد أن أعلن نيته تلك في تغريدة نشرها عبر صفحته بموقع “تويتر”، مساء الأحد الماضي، ودعا جميع وسائل الإعلام بتناول الأمر بنحو واسع ويومي.

مطالب خطيرة لـ«جماعات الهيكل»

طالبت جماعة الهيكل، في رسالة رسمية للحكومة تضمنت 11 مطلبًا، تمديد ساعات اقتحام المتطرفين للمسجد الأقصى، وفتح جميع أبواب المسجد للاقتحامات طيلة أيام الأسبوع، وعدم إغلاق المسجد بوجه المتطرفين، يومي الجمعة والسبت، وبأداء كامل الصلوات والطقوس التوراتية داخل باحاته.

وشملت المطالب السماح بإدخال ما يسمونها “الأدوات المقدسة”، وتشمل رداء الصلاة والقبعة ولفائف التوراة وتابوت العهد والأبواق والقرابين النباتية والحيوانية، وبتحديد موقع لكنيس يهودي داخل المسجد، وإنهاء مرافقة الشرطة الإسرائيلية للمتطرفين خلال الاقتحام، وعدم إغلاق المسجد أمام المقتحمين خلال المناسبات الإسلامية.

وطالبت أيضًا بفتح باب الكنيس المقام في المدرسة التنكزية التاريخية، المطلّة على ساحات الأقصى، والخاضع حاليًّا لسيطرة وزارة الأمن الإسرائيلية، أمام جميع اليهود، وجاء في الرسالة أيضًا أن بن غفير وحده هو من يحدد حصريًّا سياسة الشرطة في الأقصى.

ردود فعل رافضة

حذر زعيم المعارضة ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، يائير لابيد، من أن زيارة بن غفير من شأنها أن تشعل “أعمال عنف”. في حين هددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأنها لن تقف “مكتوفة اليدين” حال نفذ بن غفير تهديده.

بدورها، حذرت السلطة الفلسطينية من أن المساس بالوضع التاريخي للمسجد الأقصى له عواقب خطيرة ويشكل إعلان حرب. وقال الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبوردينة، إن التهديدات الإسرائيلية المتكررة لتغيير الوضع التاريخي القائم في المسجد الأقصى سيكون لها عواقب خطيرة على الجميع.

ربما يعجبك أيضا