رئيس نادي الأسير لـ«رؤية»: تصريح بن غفير «خطير» والقانون الإسرائيلي يقر إعدام الفلسطينيين

محمود

تنفيذ عقوبة الإعدام بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي مقيد بشرط وحيد.


رام الله – قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدروة فارس، إن عقوبة الإعدام موجودة ومقرة في القانون العسكري الإسرائيلي، وإن كانت غير موجودة مدنيًّا.

وأضاف في حديث خاص لشبكة “رؤية” الإخبارية، أن ما يسري على الفلسطينيين بحكم الاحتلال الإسرائيلي، هو القانون العسكري، وأن ما يمنع حقًا تنفيذ عقوبة الإعدام بحق الأسرى الفلسطينيين، هو الخشية من ردة الفعل الشعبي.

مخطط بن غفير في سجن نفحة

أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، في تغريدة عبر “تويتر”، يوم الجمعة الماضي، إنه ماض في مخططه باتجاه تبني قانون يفرض عقوبة الإعدام على الأسرى المتهمين بقتل أو محاولة قتل إسرائيليين، خلال زيارته سجن نفحة الصحراوي، الذي يعد من أشد السجون الإسرائيلية تحصينًا وأقساها ظروفًا.

وأضاف بن غفير: “سأستمر في التعامل مع ظروف سجن الأسرى الأمنيين، وأهدف إلى وقف السياسة التي كانت قائمة حتى اليوم وإصدار قانون عقوبة الإعدام”.

عقوبة مقيدة بشرط وحيد

أوضح المسؤول الفلسطيني أن عقوبة الإعدام مقيدة بشرط وحيد، وهو إجماع هيئة المحكمة، مشددًا في الوقت نفسه على ما يعيقها ليس الإجماع، ولكن توصية “الأمن الإسرائيلي” بعدم إصدار العقوبة، لأنها لن تحل مشكلة أمنية، إنما تؤجج الأوضاع وتفجرها، وسيخرب صورة إسرائيل في الخارج أكثر.

وشدد فارس على أن شخصية وزير الأمن القومي وزعيم حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، “جبانة وفارغة” مشيرًا إلى أنه شعبوي يحاول دغدغة مشاعر الإرهاب والتطرف عند الجماهير الإسرائيلية، وأن ما يدعو إليه أمر خطير يجب محاربته والتصدي له.

مستقبل خطير على الأسرى

وقال فارس، تعليقًا على تصريحات الوزير الإسرائيلي: “القادم سيكون خطيرًا على أوضاع الأسرى وحياتهم، ونحن كمؤسسات حقوقية تهتم بشؤون الأسرى نخشى على حياتهم حقًا، فحياتهم مهددة مع مصلحة سجون نازية، وحكومة إرهابية”.

وأضاف أن ما يجري في السجون الإسرائيلية من إهمال طبي، وتعمد قتل الأسرى كما حدث مع الأسير ناصر أبوحميد في الفترة الأخيرة هو حكم إعدام ملتوٍ، مشيرًا إلى تقرير سابق أصدر “نادي الأسير” رصد أن السرطان والإهمال الطبّي المتعمّد هُما الوصْفة “الأمثل” لدى الاحتلال الإسرائيلي لإعدام الأسرى الفلسطينيين، ببطء وبعذاب شديدَين.

الأسرى يعلنون التعبئة الشاملة

وأعلن الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، الجمعة 6 يناير 2023، حالة التعبئة الشاملة، “استعدادًا لمواجهة إجراءات تنوي الحكومة الإسرائيلية المتطرفة فرضها عليهم، والتصعيد من عمليات القمع، والتنكيل بحقهم”.

وقال بيان صادر عن نادي الأسير الفلسطيني: “على بن غفير أن يسأل من سبقوه من وزراء، ولوحوا على مدار عقود في فرض أقصى أنواع الإجراءات بحق الأسرى، كيف كان مصير إجراءاتهم، وكيف تمكن الأسرى على مدار هذه العقود من مراكمة تجربة نضالية واسعة، حتى مع تطور الماكينة التي حاولت منظومة السجن فرضها”.

موقف الأسرى

أصدرت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة، بيانًا وصل لشبكة “رؤية” نسخة منه، جاء فيه: “إن بن غفير يطلق تصريحاته غير مدرِك لتجارب سابقيه، الذين حاولوا المساس بحقوقنا ومنجزاتنا، التي حصلنا عليها بعد أن قدمنا مئات الشهداء وآلاف الأطنان من اللحوم البشرية في الإضرابات عن الطعام”.

وأضاف: “سنجعل الميدان يريكم لهيب ردودنا داخل السجون، وبالتأكيد امتداد المعركة إلى خارج السجون”. وخاض الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أكثر من 30 إضرابًا، وما زالوا، ضمن صراع طويل للحصول على الحد الأدنى من الحقوق الإنسانية المنصوص عليها، وفق ما نصت عليه الشرائع الدولية.

تنكيل يومي

وواجهت الحركة الأسيرة تحوّلات كبيرة على صعيد مستوى السّياسات التنكيلية، ومحاولات إدارة السّجون المستمرة لسلبهم ما تبقى لهم من حقوق، وشكّلت هذه التّحولات امتدادًا للإجراءات التنكيلية الممنهجة، التي حاولت فرضها بعد عملية “نفق الحرّيّة” في شهر سبتمبر 2021.

وامتدت معارك الأسرى التي فرضت فعليًا واقعًا جديدًا ومرحلة جديدة، على صعيد قدرة الأسرى على العمل، والتنظيم على قاعدة الوحدة.

الأسرى الفلسطينيين في أرقام

بلغ إجمالي أعداد الأسرى في سجون الاحتلال 4 آلاف و700 أسير يقبعون في 23 سجنًا ومركز توقيف وتحقيق، بينهم 29 أسيرة يقبعن في سجن “الدامون”، و150 طفلًا وقاصرًا، موزعون على سجون عوفر، ومجدو، والدامون، وبلغ عدد المعتقلين الإداريين قرابة 850، بينهم 7 أطفال، وأسيرتان.

وبلغ عدد الأسرى، الذين تجاوزت مدة اعتقالهم أكثر من 20 عامًا، 330 أسيرًا، بينهم 25 أسيرًا وهم القدامى المعتقلين منذ ما قبل توقيع “اتفاقية أوسلو”، وبلغ عدد الأسرى، الذين صدرت بحقّهم أحكامًا بالسّجن مدى الحياة 552 أسيرًا، بينهم الأسير عبدالله البرغوثي، ومدته 67 مؤبدًا.

وارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة، خلال عام 2022، إلى 233 شهيدًا، منذ عام 1967، وارتفع عدد الأسرى الشهداء المحتجزة جثامينهم إلى 11، وبلغ عدد الأسرى المرضى أكثر من 600 أسير، يعانون أمراضًا بدرجات مختلفة، وهم بحاجة إلى متابعة ورعاية صحية حثيثة، منهم 24 أسيرًا ومعتقلًا، على الأقل، مصابون بالسرطان بدرجات متفاوتة.

ربما يعجبك أيضا