تحت حكم نتنياهو.. هل يؤدي التناحر السياسي إلى حرب أهلية في إسرائيل؟

محمود
رئيس الوزراء الاسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو

حالة من التوتر تسود تل أبيب قبل المظاهرة التي ستجري في المدينة، مساء اليوم، احتجاجًا على قانون ليفين الذي يرى فيه المعارضون للحكومة خطوة نحو تدمير الديمقراطية الإسرائيلية.


حذر رئيس معسكر الدولة في إسرائيل بيني جانتس، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أمس الجمعة، من تأثير ائتلافه المتطرف في مستقبل إسرائيل.

وأشار إلى أنه إذا واصل نتنياهو الطريق الذي تسير فيه حكومته، فسيتحمل مسؤولية الحرب الأهلية التي تتغلغل في المجتمع الإسرائيلي، لافتًا إلى أنه سيشارك في مظاهرات ضد الحكومة، من مقر اليوم السبت 14 يناير 2023.

تعارض في الداخل الإسرائيلي

حسب وسائل إعلام عبرية، قال جانتس خلال حديثه في اجتماع حزبه: “أقول بأوضح طريقة، لقد اخترت العار، وسوف نختار الكفاح العادل، وإن خطتك ستضر، على نحو خطير، بالأمن القومي وشعور المواطنين بالحصانة من جميع أنحاء المجتمع”.

وأضاف موجهًا حديثه إلى نتنياهو: “تؤثر خطتك سلبًا في قدرة المحكمة العليا والنظام القانوني، على أن يكون قبة حديدية قانونية في مواجهة العالم، كما حصل في عملية الرصاص المصبوب، وفي مرمرة، وطوال السنوات الماضية في العمليات، والحروب عندما كان نظام العدالة قبتنا الحديدية القانونية”.

مخاوف من حرب أهلية

حذر وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، بيني جانتس، بنيامين نتنياهو من اندلاع حرب أهلية في بلاده، قائلًا إنه “يتحمل مسؤوليتها”.

وقال مخاطبًا نتنياهو، خلال جلسة لكتلته البرلمانية بالكنيست: “إنْ كان نتنياهو يعتقد أن ظلمًا قانونيًّا يقع عليه، فلا ينبغي تصحيحه بظلم للدولة والمجتمع”، حسب موقع صحيفة تايمز أوف إسرائيل، مضيفًا أن هذا عمل مناهض للوطنية والصهيونية.

نتنياهو يريد الانتقام من الجميع

أشار جانتس، أمس الجمعة، إلى أن نتنياهو يريد أن ينتقم مما سماه “العدالة” في إسرائيل، ووُجّه إلى نتنياهو رسميًّا، في 21 نوفمبر 2019، اتهامات في 3 قضايا فساد عرفت باسم القضية 1000 “قضية الهدايا” والقضية 2000 “قضية نتنياهو ـ موزيس”، والقضية 4000 “قضية بيزك”.

وتتمحور هذه الاتهامات بشأن تورطه في قضايا رشوة وخيانة الأمانة العامة واستغلال السلطة لأمور شخصية، ولذلك يواجه نتنياهو عراكًا سياسيًّا عنيفًا داخل المجتمع الإسرائيلي، إزاء سياساته المتوغلة في الاستيطان والمفرطة في استخدام الآلة العسكرية.

شارع مقابل شارع

يخطط الآلاف من المستوطنين في كيان العدو للتظاهر ضد حكومة نتنياهو، مساء اليوم السبت 14 يناير 2023، بعد أن زاد التصعيد يوم الثلاثاء الماضي من جانب القادة السياسيين الإسرائيليين، فدعا أعضاء كنيست من اليسار إلى عصيان مدني.

وفي ذلك الحين دعا أعضاء كنيست من اليمين إلى اعتقال قادة المعارضة بتهمة “الخيانة للوطن”، وفق صحيفة يسرائيل هيوم العبرية.

وبعد هذه التصريحات قال عضو الكنيست عن حزب عوتسما يهوديت تسفيكا فوجل، في مقابلة على موقع “كان 11” العبري إنه يجب اعتقال زعيم المعارضة يائير لابيد، ورئيس معسكر الدولة بيني جانتس، ويائير جولان، وبوجي يعلون بسبب “دعوتهم إلى حرب”.

المعارضة تدعو إلى العصيان المدني

على خلفية التغييرات التي نفذتها حكومة نتنياهو الجديدة، دعا أعضاء من المعارضة إلى التظاهر ضدها، وكان أشد هذه الدعوات من نائب رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال الإسرائيلي وعضو الكنيست يائير جولان، الذي دعا في تغريدة، الثلاثاء الماضي 10 يناير، إلى عصيان مدني واسع النطاق.

وقال جولان: “لا مزيد من التهذيب مع الفاسدين والمتطرفين والظلاميين، سيجري إغلاق الشركات والخدمات والطرق، وأولئك الذين يتظاهرون بالحكم، سيكتشفون أن الناس هم أصحاب السيادة”.

وقال العميد آساف أغمون أحد منظمي التظاهرات: “نتنياهو وشركاؤه في الحكومة المجرمة يقضون على الديمقراطية والنظام القضائي، وكاد تحريضهم ضد معارضي الحكومة، يقتل أحد المحتجين في بئر السبع”.

اليمين يرد بالعنف

في أعقاب المظاهرات الأخيرة التي جرى تنظيمها احتجاجًا على إجراءات الحكومة، دعا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الشرطة إلى التشدد مع المتظاهرين، وهو ما تخشاه المعارضة الإسرائيلية من استخدام اليمين لأجهزة الأمن الإسرائيلية، في سعيها لقمع الديمقراطية، حسب المعارضة.

ويأتي ذلك عقب محاولة شاب إسرائيلي من مؤيدي اليمين المتطرف، الثلاثاء الماضي، دهس متظاهرين يهود، خرجوا في بئر السبع احتجاجًا على إجراءات حكومة نتنياهو. وتعقيبًا على ذلك حذر جانتس ورئيس المعارضة يئير لبيد، يش عتيد، من أن “تحريض الحكومة سينتهي بالدم”.

وقال: “وصل اليوم هذا التحريض إلى التظاهرة الطلابية التي يقودها نشطاء حزب يش عتيد في جامعة بن جوريون، على نحو محاولة دهس خطيرة من شخص تحركه القوة والجنون، اللذان يضخهما فيه بن غفير وسموتريتش وليفين”.

إسرائيليون يخططون للهجرة بسبب موجة التطرف

كتب الصحفي تسفيكا كلاين، في صحيفة جيروزاليم بوست: “إن أحد الأسباب التي تدفع الإسرائيليين إلى التخطيط للهجرة، عدم الرضا عن الأوضاع الدينية، والتخوف من فرض الشريعة اليهودية المتطرفة على سكان إسرائيل”.

وأشار إلى أنه توجد مجموعة تتكون من نحو ألف شخص، تعمل هذه الأيام على تجنيد 10 آلاف إسرائيلي للهجرة الجماعية إلى الولايات المتحدة، فيرون أن إسرائيل لم تعد آمنة لليهود، ومن المهم الهجرة إلى الولايات المتحدة وترك إسرائيل، لأنها أصبحت دولة متطرفة جدًّا.

الجنرالات يخشون غول التطرف

نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، عن نتنياهو عزمه إنشاء “مطبخ أمني مصغر” بديلًا عن الكابينت، خشية على مستقبل جيش الاحتلال الإسرائيلي من سطوة الصهيونية الدينية، فنقل عن وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق بيني جانتس قوله: “إنه يوجد من يحاول تحريض الجنود ضد القادة”.

وفي بيان له بشأن حادثة الخليل، التي عبر فيها جندي عن نفسه سياسيًّا وأبدى تأييده لعضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير، أشار جانتس أيضًا إلى رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو، وقال إن “نتنياهو يعرف جيدًا نتائج التحريض، أنا أدعوه: لا تدع هذه الأرواح الشريرة تضر بالجيش الإسرائيلي وقوته التنظيمية والعملياتية”.

ربما يعجبك أيضا