تظاهرات حاشدة في تل أبيب ونتنياهو لا يبالي.. إلى أين تتجه إسرائيل؟

إسراء عبدالمطلب
مظاهرات في تل أبيب إعتراضا على حكومة نتنياهو

اعتراضًا على الخطة التي أعلنها وزير العدل الإسرائيلي، ياريف ليفين، بشأن النظام القضائي، والتي تتضمن الحد من سلطات المحكمة العليا وتعزيز السيطرة السياسية على تعيين القضاة، تظاهر الآلاف من الإسرائيليين في تل أبيب.


في انتكاسة حديثة للحكومة الائتلافية اليمينية الجديدة، احتج أكثر من 100 ألف إسرائيلي وسط مدينة تل أبيب، أول من أمس السبت 21 يناير 2023.

واعترض المحتشدون على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رفضًا لخطة الإصلاحات القضائية المخطط لها. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن آلاف الأشخاص احتجوا في القدس ومدن إسرائيلية أخرى.

مظاهرات تل أبيب اعتراضا على حكومة نتنياهو

مظاهرات تل أبيب اعتراضًا على حكومة نتنياهو

المظاهرة الأكبر

ملأ المتظاهرون بعض الشوارع الرئيسة في تل أبيب، ورفعوا الأعلام الإسرائيلية واللافتات التي كتب عليها “المحكمة العليا” و”يا إسرائيل لدينا مشكلة”.

وأشارت شبكة سي إن إن، إلى أن هذا هو الأسبوع الثالث الذي ينزل فيه معارضو حكومة نتنياهو اليمينية الأكثر تطرفًا في التاريخ، إلى الشوارع باحتجاجات، ولكن الأخير هو الأكثر إقبالًا حتى الآن.

نتنياهو فاسد وعنصري

ووفقًا لقناة أي 24 نيوز الإسرائيلية، شارك في المظاهرات رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، وزعيم المعارضة، يائيير لابيد، قائلًا إن “هذه التظاهرات تأتي لمصلحة الدولة والدفاع عن الديمقراطية ومحاكمها والحياة المشتركة والصالح العام”، مضيفًا “لن نستسلم حتى نفوز”.

وحسب تايم أوف إسرائيل، هتف المتظاهرون في تل أبيب، قائلين إن “التحريض يبدأ في أروقة الحكومة” وإن “نتنياهو خطير وفاسد وعنصري”.

مشاركة أعضاء الكنيست

حضر المسيرة عدد من أعضاء الكنيست، بمن فيهم ميراف ميخائيلي وجلعاد كاريف من حزب العمل اليساري الوسطي، وأيمن عودة، رئيس تحالف الجبهة العربية للتغيير، وحضرت الاحتجاج أيضًا وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، تسيبي ليفني.

وقال رئيس هيئة الأركان العامة السابق لجيش الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، إن أكثر من 100 ألف متظاهر ضد انقلاب الحكومة على النظام القضائي، وإن المظاهرات تلعب دورًا مهمًّا وحاسمًا في تغيير القرارات الحكومية، مضيفًا: “سنواصل حتى نوقف مخططات تدمير الديمقراطية”.

ديكتاتورية مجرمة

قال وزير الأمن الأسبق موشيه يعالون إن “الدولة التي يطالب فيها وزير الأمن القومي الشرطة بالوقوف في وجه المتظاهرين، هي ديكتاتورية، وعندما يكون هذا الوزير أيضًا مجرمًا أدين تسلسليًّا بالاعتداء على المتظاهرين وعلى ضباط الشرطة ودعم منظمة إرهابية، ستكون هذه ديكتاتورية مجرمة”.

وكان نحو 80 ألفًا من المتظاهرين قد نزلوا باحتجاجات ضد حكومة نتنياهو، الأسبوع الماضي، ورفعوا لافتات تقارن نتنياهو بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتقول إن إسرائيل تتحول إلى أمثال المجر شبه الديمقراطية وإيران الثيوقراطية.

نتنياهو لا يبالي

نقلت “سي إن إن” عن المتظاهرين أنهم احتشدوا بدافع الخوف على مستقبل إسرائيل ولإرسال رسالة إلى نتنياهو، مفادها أن الجمهور لن يدعم “تفكيك الديمقراطية الإسرائيلية”، حسب ما يرونه.

وفي حين تقول الحكومة الإسرائيلية إن الخلل في ميزان القوى قد منح القضاة والمستشارين القانونيين الحكوميين نفوذًا كبيرًا على عملية سن القوانين والحوكمة، وتعهد نتنياهو بالمضي قدمًا في التغييرات، على الرغم من المعارضة.

معارضة الحكومة

كانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد قضت، الأسبوع الماضي، بإلغاء تعيين أرييه درعي وزيرًا للداخلية والصحة في حكومة نتنياهو، بسبب إدانة سابقة بالاحتيال الضريبي.

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والقيادي بحركة فتح، الدكتور جهاد الحرازين، في تصريحات لشبكة رؤية الإخبارية، إن ما يحدث داخل دولة الاحتلال من تظاهرات ومواقف المعارضة الإسرائيلية ضد حكومة بن غفير وسموتريتش التي يقودها نتنياهو، يأتي رفضًا لمحاولات هذه الحكومة التغول على القضاء الإسرائيلي. 

مظاهرات تل أبيب اعتراضا على حكومة نتنياهو

مظاهرات تل أبيب اعتراضًا على حكومة نتنياهو

نتنياهو يضحي من أجل السلطة

أضاف الحرازين أن خطة ليفين تتعدى على استقلالية القضاء، وتسعى لإخضاعه لحالة من التسييس، وهو في الواقع مسيس من البداية، ولكن هذه المرة تأتي المحاولة لشرعنة الإجرام الصهيونى، خاصة قادة الحكومة الذين لديهم جميعًا سجلات جنائية بقضايا فساد وجنائية.

ولذلك وجدت المعارضة ضالتها في الخروج بهذه المظاهرات، رافضة هذا السلوك الذى يسعى، من خلاله نتنياهو وفريقه فقط، للبقاء في سدة الحكم حتى يتهرب من القضايا التى تلاحقه. وتابع الحرازين بأن نتنياهو وشركاءه من الحكومة والائتلاف يعملون على تمرير تشريعات بالكنيست للحد من سلطة القضاء وجعلها رهينة بأيديهم.

واستكمل: “وهذا الأمر جرى الاتفاق عليه بإيجاد تشريعات جديدة تمنحهم سلطة مواصلة البقاء في الحكومة، رغم فسادهم وجرائمهم”. واختتم أستاذ العلوم السياسية بأن تفكك الائتلاف أمر مستبعد، لأن نتنياهو ضحى بكل شيء لتتشكل هذه الحكومة، وتنازل حتى أصبح المتحكم في الحكومة وسياساتها هو بن غفير وسموتريتش.

 

ربما يعجبك أيضا