خبراء لـ«رؤية»: «خليجي 25» أسهمت في تعزيز دور العراق إقليميًّا ودوليًّا

عمر رأفت
دبلوماسية غير تقليدية .. كيف ساهم "خليجي 25" في تعزيز دور العراق إقليميًا ودوليًا؟

أستاذ علوم سياسية: ما يحاول العراق الوصول إليه ستقابله محاولات إيرانية لإفشاله لكن ستكون للدول العربية الكلمة العليا.


أسهمت بطولة خليجي 25 لكرة القدم، في مكاسب عديدة لدولة العراق، التي نجحت في تنظيمها بنحو أبهر المتابعين على كل المستويات.

وفتح نجاح البطولة الأبواب لإمكانية عودة العلاقات العراقية مع دول الخليج إلى سابق عهدها، وتغيير المفاهيم الخاطئة حول وضع البلاد الأمني والسياسي، خاصة مع الزخم الشعبي الذي شهدته مدينة البصرة بين العراقيين وإخوانهم من الخليجيين.

دبلوماسية غير تقليدية

يرمي العراق إلى استثمار تلك البطولة بالشكل الأمثل من أجل إعادة العلاقات مع دول الخليج، وهو الأمر الذي بدأته بالفعل، فقد التقى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، على هامش اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس 2023، في سويسرا.

وشدد الوزير العراقي على أن بلاده ستسعى لاستثمار كأس الخليج الأخيرة لجمع الأشقاء العرب، ووصف البطولة بـ”الدبلوماسية غير التقليدية”.

مدخل لتعزيز العلاقات

أشارت الخارجية العراقية في بيان، الاثنين الماضي 16 يناير 2023، إن “خليجي 25” تعد مدخلًا لتعزيز العلاقات بين بغداد والعواصم الخليجية.

وقالت في البيان الذي أبرزته قناة “السومرية” العراقية المحلية عبر موقعها الرسمي، إن تلك البطولة بمثابة عامل إضافي لتعزيز مكانة بغداد السياسية على المستوى العربي والإقليمي من جهة، والدولي من جهة أخرى، وتوفر لها آفاقًا أوسع.

الدور العربي والخليجي لدعم العراق

تعقيبًا على هذا، تحدث عدد من المحللين عن هذا الأمر وكيف يمكن لهذه البطولة أن تكون بمثابة نقطة انطلاق حقيقية لعودة العلاقات العراقية مع دول الخليج قوية كما كانت في السابق.

وفي هذا، شدد سفير مصر السابق بالعراق، شريف شاهين، على أهمية الدور العربي والخليجي في دعم العراق في هذه المرحلة، واصفًا ما يعيشه العراق الآن بأنه “فترة حاسمة”.

وقال شاهين في تصريحات إلى شبكة رؤية الإخبارية، إن الدور العربي والخليجي مهم للغاية في دعم العراق لمواجهة التدخلات الخليجية الخطيرة لكل من إيران وتركيا.

محاولة استعادة الهوية العربية

أشار شاهين إلى أن إيران تسعى للسيطرة على العراق سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا، فضلًا عن أن تركيا لها أطماع هي الأخرى في الشمال. ووصف المحاولات التي تقوم بها الدول العربية الآن لمساعدة العراق بـ”الخجولة”، ولم ترق إلى المستوى المأمول في دعم مكونات الشعب العراقي.

وشدد السفير المصري السابق لدى بغداد على أن الشعب العراقي يتوق إلى هويته العربية ويريد تعزيزها، ولكن محاولاتها لم ترق إلى المستوى المطلوب في مجابهة المخطط البشع الذي تمارسه إيران.

أهمية الدور الإماراتي

أشاد شاهين بالدور الإماراتي في مساعدة العراق، مشيرًا إلى أنشطة الإمارات خاصة بعد افتتاح القنصلية الإماراتية في شمال العراق.

ونوه بأهمية إعمار الموصل، خاصة الجانب القديم منها، لأن “هذا يشكل هوية العراق العربية التقليدية، فتلك المدينة هي الثانية في العراق وتعرضت لدمار شامل في عام 2014”.

دور بطولة «خليجي 25» الإيجابي

قال أستاذ العلوم السياسية، طارق فهمي، إن العلاقات العراقية بدول الخليج تشهد تطورًا كبيرًا وملحوظًا، وبدأ بقمة بغداد2 في الأردن، التي حضرها زعماء عدد كبير من الدول.

وأضاف فهمي في تصريحات إلى شبكة رؤية الإخبارية أن “خليجي 25” لها دور إيجابي في عودة العراق إلى الخلفية العربية، والخليجية على وجه الخصوص. ونوه بأن “الأمر مرتبط بمحاولة استعادة العراق في نطاقه العربي، وتحييد الدور الإيراني… هذا هدف عربي تقوده بغداد الآن بالتعاون مع الأردن ومصر”.

الدور الإيراني

أشار فهمي أن ما يحاول العراق الوصول إليه ستقابله محاولات إيرانية لإفشاله، لكن ستكون للدول العربية الكلمة العليا في هذا الأمر.

ووصف فهمي العراق بأنه “دولة كبرى”، وشدد على أن غيابه الفترة الماضية أحدث فراغًا كبيرًا، إلا أن بطولة “خليجي 25” كانت لها نتائجها الواضحة والجلية، بما يمثل أهمية كبيرة في المرحلة المقبلة.

رسالة ود وترحاب إلى دول الخليج

قال السياسي العراقي، نسيم عبدالله، إن العراق قبل بطولة “خليجي 25” شيء، وبعدها شيء آخر، فالشعب العراقي كان مبتهجًا بتنظيم البطولة، وأضاف أن ترحيب العراق بدول الخليج “دليل على المودة وقوة العلاقات بين جميع الأطراف”.

وأوضح عبدالله في تصريحات إلى “رؤية” أن تلك البطولة أعطت رسالة إلى دول الخليج مفادها أن الحدود لا يجب أن تقف سدًّا بين الشعوب العربية، مشيرًا إلى الاستقبال الجيد من الشعب العراقي لإخوانهم من دول الخليج.

انفراجة في العلاقات

توقع عبدالله أن تشهد المرحلة المقبلة بوادر لتوطيد العلاقات بين العراق ودول الخليج على المستوى السياسي، خاصة وأن الحكومة العراقية مستعدة لفتح حدودها مع دول الخليج.

وأشار السياسي العراقي إلى مبادرة المملكة العربية السعودية بفتح الحدود للعراقيين، ما ينم عن أن العلاقات العراقية الخليجية تمر بانفراجة بين الأطراف هذه الفترة.

ربما يعجبك أيضا