هل يؤثر الغضب في صحة الأشخاص العقلية والجسدية؟

آية محمد

نقل موقع THRIVEWORKS عن المعالج النفسي جون سوفيك، أن الغضب شعور عاطفي سائد بين البشر، ولكن علم النفس ينظر إليه على أنه عاطفة ثانوية.


يمر الجميع بالكثير من نوبات الغضب، وتختلف نوبات الغضب من شخص إلى آخر، حسب قدرة تحمله والسيطرة على ذاته.

والغضب قد يكون جزءًا أساسيًّا من يومياتنا، وتختلف ردود أفعال الأشخاص عندما يغضبون، فالبعض يكتم داخله، ومنهم من يعبر عن غضبه بردود أفعال جسدية، فنتائج الغضب تختلف، ولكن هل الغضب يؤثر في سلامة الجسد، سواء على الصعيد النفسي أو العقلي؟

تأثير الغضب في الجسد

يعد الغضب جزءًا أساسيًّا من الحياة، فهو عبارة عن شعور عاطفي نشعر به عندما نمر بموقف أو أزمة غير متناسبة مع ميولنا وأفكارنا، ولكن إذا كانت البيئة المحيطة بالإشخاص دائمًا ما تدفعهم نحو الغضب، فمن الممكن أن يضر الغضب عقل الشخص وجسده.

وقد يتسبب الغضب في ارتفاع ضغط الدم، و الصداع النصفي، بالإضافة إلى أنه من الممكن أن يصاب الشخص بمشكلات في جهازه الهضمي، وفقًا لموقع “THRIVEWORKS”.

هل توجد علاقة بين الغضب واضطرابات القلب؟

الغضب يوثر بصفة عامة في جسد الشخص الغاضب، ويزيد من معدل ضربات القلب، ما ينتج عنه شعور بوجع في القلب، ولكن إذا تعامل الشخص مع غضبه بطريقة صحيحة، فإنه حينها قد ينجو من كل تلك الأعراض، وبصفة خاصة إذا لجأ إلى اختصاصي في الصحة العقلية.

ويختلف تعامل كل شخص مع غضبه من شخص إلى آخر، فالبعض يلجأ إلى كتابة مذكراته وما مر به، ولكن البعض يرى أنه لا حاجة إلى كبت غضبهم، ويعبرون عنه من خلال الهجوم بقوة.

ماذا يحفز الغضب داخل جسم الشخص؟

نقل موقع THRIVEWORKS عن المعالج النفسي جون سوفيك، أن الغضب شعور عاطفي سائد بين البشر، ولكن علم النفس ينظر إليه على أنه عاطفة ثانوية، لأنه استجابة أولية ناتجة عن مشاعر حقيقية عملت على تحفيزه، ومن ثم فإن الشعور بالإحباط والفقد وكل المشاعر السيئة التي تكمن داخل الشخص، تعمل على إثارة غضبه بسرعة.

وعندما يغضب الشخص تضخ كميات كبيرة من الكورتيزول والأدرينالين في مجرى الدم، والتي تؤثر على المدى الطويل، في قدرة الجسم على الشفاء، فالغضب العرضي يأتي من وقت إلى آخر، وهو أمر يمكن التعافي منه، فتأثيره أقل في الجسم.

ولكن يصاب الأشخاص بالضرر عندما تكون البيئة المحيطة بهم محفزة للغضب باستمرار، وكذلك إذا لم يأخذ الشخص الوقت الكافي الذي يمكنه من الوقوف مرة أخرى بعد تعافيه من الآثار السلبية التي تأثر بها عقله وجسده بسبب الغضب.

هل يدفع الغضب إلى القتل؟

أضاف التقرير أن الغضب قد يضر بالصحة الجسدية، ويمكن أن يؤذي الشخص ذاته ومن حوله، وقد يصل إيذاء الشخص إلى الاشتباك مع الآخرين، بسبب عدم السيطرة على التلف الذي أصاب جسده، وقد يؤدي إلى القتل.

والجسم يستعد للهجوم خلال 3 ثوان من استثارة غضبه، ويبقى على الحالة لمدة 30 دقيقة تقريبًا، ويتسبب هذا الإرهاق الذي نتج عن الغضب في ضعف الجهاز المناعي، ما يجعله أكثر عرضة للإصابة بأمراض العدوى.

ويتسبب الغضب في جعل الجسد غير مستقر ومستعدًّا للهجوم، ما يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم، وقد ينتج عنه نوبات قلبية أو سكتة دماغية مع مرور الأيام، ويتمثل خطر الغضب في حالة تكراره باستمرار.

الغضب وتأثيره في الصحة النفسية

الغضب يعمل على إثارة شكوكك نحو كل شيء، ويجعل الشخص في حالة مليئة بالفوضى، وقد يتسب في عزلته عمن حوله، فبعض الأشخاص عند غضبهم يبتعدون عمن حولهم، حتى المهتمين بشأنهم، وكل ذلك يؤثر بالسلب في حالة مزاجه.

وعند الغضب يجب على الأشخاص أن يتحكموا في ذواتهم عن طريق أخذ نفس من الأنف لمدة 4 ثوان، وانتظار مرور 4 ثوان ثم إخراج  الزفير من الفم، ويكرر الشخص هذا الشيء عدة مرات.

طرق للسيطرة على الغضب

لكي تستطيع السيطرة على نفسك من نوبة الغضب، فكر في ما تريد قوله، حتى لا تصاب بحالة من الندم بعد ذلك، وبعدما تهدأ من حالة الفوضى والغضب من مخاوفك بكل وضوح، ولكن دون أن تؤذي من حولك بالحديث، ولتقليل التوتر وحدة الغضب مارس الرياضة والأنشطة البدنية، وفقًا لموقع “مايو كلينك”.

ويمكنك أن تأخذ قسط راحة خلال اليوم، فذلك يساعدك في تحسن حالتك، حاول إيجاد وتحديد الحلول الممكنة تجاه ما يغضبك، وتيقن أن الغضب لن يحل شيئًا، بل وجود حل هو الأسلم، ابتعد عن حمل الغضب والكراهية داخلك، فهذا يدفعك دائمًا داخل قوقعة الغضب.

والتسامح والإيجابية سيقويان علاقتك بمن حولك وسيحميانك من الغضب باستمرار، ويمكنك أن تأخذ الأمور ببساطة، فتملأ حياتك بالفكاهة والمرح، فأخذ الأمور ببساطة يحميك من عواقب غضب قد تفتك بك، ويمكنك أن تطلب المساعده ممن حولك عندما لا تستطيع أن تتحكم في غضبك، حتى لا تفعل أشياء تضرك ومن حولك.

ربما يعجبك أيضا