في ذكرى ميلاد هشام سليم.. كيف تخلص «المتمرد» من شهرة والده؟

نادية عبد الباري

في الذكرى 65 لميلاد هشام سليم.. ما أهم محطاته الفنية؟ وكيف تشابهت اختياراته الأولى مع حياته الشخصية؟


حلت أمس الجمعة 27 يناير 2023، الذكرى 65 لميلاد الفنان المصري الراحل هشام سليم، الذي أنهى مرض السرطان مسيرته.

ومن واقع حياة هشام سليم، يبرز التمرد كأهم السمات الشخصية للنجم الراحل، وقد لازمته هذه الصفة منذ بداياته في التمثيل، ومن قبلها برزت في رفضه لمواصلة مشواره مع كرة القدم، حتى لا يرتبط اسمه باسم والده صالح سليم.

المتمرد هشام سليم

بدايات هشام سليم لم تكن تُبشر بهذا المستقبل الفني، فهو ولد مرفهًا لواحد من أكبر أساطير الكرة المصرية والنادي الأهلي وهو الكابتن صالح سليم، وكما يقول المثل “مولود وفي فمه معلقة ذهب” فهو ابن الذوات الذي لو اختار كرة القدم لكان والده مهد له كل السبل ليصير اسمًا لامعًا في هذا المجال.

يحكي هشام في أحد اللقاءات أنه في البداية فكر في أن يسلك طريق لعب الكرة، ليحقق أمنية والدة ويخلفه في الملاعب، إلا أنه فشل سريعًا بسبب اعتماده على اسم والده، وكسله في تطوير قدراته، وهو ما لاقى رفضًا من مدربيه في النادي الأهلي.

وسرعان ما ارتد هشام سليم عن هذا الطريق، وقال عن هذا القرار: “صالح سليم نموذج لا يتكرر.. مهما وصلت إلى شيء في الكرة لن أصل إلى ما وصل إليه صالح سليم.. حتى الآن لم يصل أحد إلى مجد صالح سليم.. لكن في الفن أنا أحسن”.

1898900 0

هشام سليم صغيرًا

موهبة فنية لا تحتاج إلى واسطة

اتجه سليم إلى التمثيل بعد أن وجد في نفسه بذرة موهبة، وكانت اختياراته الأولى قريبة من طبيعة حياته، فقد تمرد على اسم أسرته الذي يطارده مهما ذهب، فلم يكن يريد أن يوصم بأن اسم صالح سليم هو بوابة دخوله إلى الفن بدلًا عن موهبته.

وحصل هشام سليم على أول أدواره مع فاتن حمامة في فيلم “إمبراطورية ميم” من إخراج حسين كمال، وحقق نجاحًا لافتًا في ظل كونه طفلًا في ذلك الوقت. وسرعان ما أصبح الوجه الجديد حديث الصحف والمجلات، لموهبته الكبيرة ونظراته الحادة، وهو ما سمح له بمحو أي صلة بينه وبين اسم والده المايسترو صالح سليم.

أيقونة التسعينات

رويدًا رويدًا، بدأ هشام سليم يحصل على  أدوار أكبر، أهمها في فيلم “عودة الابن الضال” سنة 1976، مع المخرج الكبير يوسف شاهين، أمام المطربة اللبنانية ماجدة الرومي، التي شكل معها ثنائيًّا لا يزال يتصدر قصص الحب السينمائية حتى هذه اللحظة.

ورغم نجاح الفيلم على كل المستويات، شنت الصحف هجومًا على اختيار هشام سليم لهذا الدور، وألصقته بالواسطة بسبب أسطورة الأهلي، وكان النقد أشبه بمطاردة لإنهاء مسيرته.

images 6

هشام سليم

وتزايد النقد اللاذع بعد اختياره لبطولة مسلسل “الراية البيضا”، وحاول بعض النقاد إثناء السيناريست أنور عكاشة والمخرج محمد فاضل عن اختيار هشام سليم، لكن صانعي العمل تمسكا به، لذلك شعر هشام تجاههما بالامتنان.

الناجح في السينما والمسرح والتليفزيون

توالت نجاحات هشام سليم في السينما والتلفزيون وحتى المسرح، ونجح في أفلام سينمائية منها: أرض الأحلام، السجينة، الأوّلة في الغرام، لا تسألنى من أنا، إسكندرية كمان وكمان، خيانة مشروعة، تزوير في أوراق رسمية.

أما في الدراما كان فكان هشام سليم واحد من أيقونات الشاشة الصغيرة في أواخر الثمانينات وخلال التسعينات، وكان أشهر أدواره عادل البدرى بمسلسل ليالى الحلمية، وتلته نجاحات واسعة في مسلسلات المصراوية، حرب الجواسيس، هوانم جاردن سيتي، بين عالمين، أماكن في القلب، اسم مؤقت، أرابيسك، محمود المصري، درب الطيب.

elaosboa63794

وفي المسرح لا أحد ينسى ثنائيته الأيقونية مع شريهان في مسرحية “شارع محمد علي”، التي تكررت في العديد من الأعمال خارج المسرح مثل فيلم “ميت فل”.

السرطان لاحق هشام سليم حتى رحيله

انتهت مسيرة هشام سليم بمسلسل هجمة مرتدة عام 2021، قبل أن يعلن خروجه من الساحة الفنية بسبب آلام مرض السرطان الذي أصابه، ولم يتحمل آلامه لعام واحد، فمات يوم 22 سبتمبر 2022 عن عمر ناهز 64 عامًا.

والمفارقة المؤلمة في وفاة هشام سليم متأثرًا بالسرطان، أنه في منتصف التسعينات جمعه لقاء مع الإعلامية منى الحسيني في برنامجها الأشهر “حوار صريح جدًّا”، وسألته: “إن كنت تملك جائزة مالية، إلى من تهديها.”، فأجاب هشام سليم: “أهديها إلى معهد السرطان”، في تصديق لمقولة “لعل ما تهرب منه يسعى إليك”.

ربما يعجبك أيضا