هل يغير إرسال الدبابات الغربية إلى أوكرانيا مشهد الحرب؟

عمر رأفت
كيف سيغير قرار إرسال الدبابات من الولايات المتحدة والغرب في تغيير المشهد في أوكرانيا؟

قدمت كل من المملكة المتحدة وبولندا تعهدات ملموسة، وستحذو حذوها دول أخرى كما ذكر التقرير، في حين وصف بعض المراقبين تلك الخطوة بأنها عامل تغيير مهم في المشهد الروسي الأوكراني، ولكن هل هذا يكفي كييف للانتصار في معركتها على موسكو؟


تغير المشهد في الحرب الروسية الأوكرانية، ربما لصالح كييف، بعدما أكد تحالف الغرب أنهم مستعدون لتزويد أوكرانيا بدبابات قتالية حديثة الصنع.

وأبرزت شبكة بي بي سي، في تقرير لها كيف يمكن للدبابات من ألمانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، تغيير مشهد الحرب في أوكرانيا؟ مضيفة أن ألمانيا سترسل دبابات ليبارد2، وأمريكا سترسل دبابات إم 1 أبرامز.

إحداث الفرق

قدم كل من المملكة المتحدة وبولندا تعهدات ملموسة، وستحذو حذوها دول أخرى، كما ذكر التقرير، في حين وصف بعض المراقبين تلك الخطوة بأنها عامل تغيير مهم في المشهد الروسي الأوكراني، ولكن هل هذا يكفي كييف للانتصار في معركتها على موسكو؟

وقال الزميل الأول في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (ISS) بن باري، لـ”بي بي سي”، إن الدبابات الغربية ستحدث فرقًا، ولكنه حذر أيضًا من أن التعهدات التي جرى التعهد بها حتى الآن من غير المرجح أن تكون حاسمة.

وحسب ما ذكر التقرير، فإن الدبابات لا تحقق الانتصار في الحروب عبر التاريخ، على حسب وصفه، ولكنها قد تكون فعالة حال استخدامها بطريقة صحيحة.

الدبابات ليست كافية

لاختراق الدفاعات الروسية، ستحتاج أوكرانيا إلى تركيز قواتها، ربما على مساحة تتراوح بين خمسة و20 كيلومترًا. ويقول العقيد السابق في فوج الدبابات الملكي بالجيش البريطاني، هاميش دي بريتون جوردون، لبي بي سي، إن التفاصيل مهمة لشن هجوم ناجح واختراق الدفاعات الروسية.

وأضاف: “ويهدف هذا الاختراق لدفاعات موسكو إلى إعادة ما يشتمل عليه اللواء المدرع إلى عملية هجومية كبيرة على 70 دبابة على الأقل، ولذا فإن أكثر من 100 دبابة غربية يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا”.

تعزيزات جيدة ولكن

أضاف جوردون لبي بي سي: “إذا كان لدى أوكرانيا المزيد، فإنه يمكنها محاولة شن عمليات هجومية متزامنة في أماكن مختلفة، كما فعلت العام الماضي في الشمال والجنوب”. وحذر من أن الروس قضوا الأشهر القليلة الماضية في تعزيز مواقعهم الدفاعية بالخنادق وفخاخ الدبابات.

وعدد جوردون مزايا الدبابات الغربية، فقال إنها تستطيع القتال ليلًا، وتتميز بكاميرات ذات تقينات عالية. وإذا أوفى الغرب بتعهداته حيال كييف، فيمكن تعزيز القوات المسلحة الأوكرانية بأكثر من 100 دبابة، ولكن هذا سيظل أقل بكثير مما يطلبه الجيش الأوكراني.

تغيير ميزان القوى

في أكتوبر الماضي، قال الجنرال، فاليري زالوجني، في تصريحات صحفية، إن أوكرانيا بحاجة إلى 300 دبابة إضافية و700 مركبة قتال مشاة و500 مدفع هاوتزر للهجوم المخطط له هذا العام، ولكن قد يصل إلى الجيش الأوكراني نصف ما يطلبونه فقط.

وقد تحدثت مجلة ذا أتلانتيك الأمريكية عن إرسال الدبابات إلى أوكرانيا أيضًا، وهذا في تقرير لها بعنوان “إرسال الدبابات إلى أوكرانيا يغير ميزان القوى في أوروبا”.

وقالت المجلة في تقريرها إنه عندما اتفقت الحكومتان الألمانية والأمريكية، خلال الأيام الماضية، على تزويد أوكرانيا ببعض أقوى دباباتهما القتالية، تحول ميزان القوى داخل أوروبا على نحو ملحوظ.

لا يمكن لموسكو الفوز بالحرب

كان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، والمستشار الألماني أولاف شولتز، يخشيان تصعيد الصراع بين الغرب وروسيا، وأجلا طلب كييف إرسال الأسلحة، ولكن وبعد طول انتظار، سترسل الولايات المتحدة وألمانيا الأسلحة والعتاد الذي تريده أوكرانيا.

ومنذ بداية الحرب، حاولت ألمانيا والولايات المتحدة تقديم مساعدة عسكرية لأوكرانيا، للتصدي لروسيا في ساحة المعركة، ولكن لم يكن هذا كافيًا للتصدي للهجمات الروسية.

وقالت واشنطن وبرلين في تصريحات سابقة، إنه لا يمكن لروسيا أن تربح الحرب، ولا يمكن السماح لأوكرانيا بالخسارة، ولكن في النهاية، قد يضطر بعض الأطراف إلى تقديم بعض التنازلات المهمة للطرف الآخر من أجل اتفاق سلام.

دور دول البلطيق

عملت دول البلطيق على إقناع ألمانيا بتقديم دباباتها القتالية المتطورة من طراز ليوبارد إلى أوكرانيا، وربما كان الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن السويد رفعت الضغط بطريقة ملحوظة مع تعهدها بمنح الأوكرانيين نظام مدفعية آرتشر عالي الدقة.

وانضمت المملكة المتحدة وهولندا إلى دول حلف شمال الأطلنطي، الناتو، في أوروبا الشرقية والدول الإسكندنافية في الدعوة إلى طرد روسيا من جميع الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير الماضي.

وفي التحالف المناهض لروسيا، طلبت بولندا رسميًّا من ألمانيا السماح لها بنقل دبابات ليبارد الخاصة بها إلى أوكرانيا، وناقشت دول أخرى إجراء ذلك حتى دون طلب الإذن.

 

ربما يعجبك أيضا