هجوم أصفهان.. رسالة تحذير قبل ضربة عسكرية ضد منشآت إيران النووية؟

يوسف بنده
قاذفات قنابل

تعرضت منشأة عسكرية في أصفهان لهجوم بالطائرات المسيرة. في ظل تورط إيران في الحرب الروسية الأوكرانية، وتصاعد التوتر مع الغرب بسبب عدم الاستجابة لمطالب العودة للاتفاق النووي.


جاء الهجوم، الذي استهدف مصنعًا للصناعات العسكرية في مدينة أصفهان الإيرانية، في ظل توترات إقليمية. وهددت إسرائيل مرارًا بأنها لن تظل مكتوفة اليدين مع اقتراب طهران من صنع القنبلة النووية، في ظل جمود مفاوضات القوى الغربية بشأن إحياء الاتفاق النووي.

20230129 014727

هجوم بالمسيرات

ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، عبر موقعها الإلكتروني ليل أمس السبت، أنه سمع دوي انفجار قوي في واحد من مراكز تصنيع الذخائر، التابعة لوزارة الدفاع، بمصنع عسكري في مدينة أصفهان، وسط إيران، ووفق ما أعلنه النائب السياسي والأمني لرئيس محافظة إصفهان، فإنه لم تقع أي إصابات.

وقالت وزارة الدفاع الإيرانية، في بيان، إن الانفجار نجم عن هجوم بطائرات مسيرة. وأوضحت: “أصاب الدفاع الجوي واحدة من الطائرات المسيرة، ووقعت الأخريان في فخاخ دفاعية وانفجرتا. ولحسن الحظ لم يتسبب هذا الهجوم الفاشل في خسائر في الأرواح وألحق أضرارًا طفيفة بسقف المصنع”.

1376277

دوافع للهجوم

جاء الهجوم في سياق متوتر، على خلفية حراك احتجاجي في إيران مستمر منذ منتصف سبتمبر الماضي. واتهامات بعض الدول لطهران بإمداد الجيش الروسي بطائرات مسيرة، في إطار الحرب الروسية الأوكرانية. وإعلان طهران بدء إنتاج يورانيوم مخصّب 60% في موقع نطنز، مقتربة من عتبة الـ90% اللازمة لصنع قنبلة ذرية.

وتعدّ أصفهان إحدى أهم المدن الإيرانية للصناعات العسكرية، وتضم مصانع عسكرية كثيرة، ومنشأة “نطنز” الشهيرة، إحدى أهم المنشآت النووية. وتوقفت المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والاتحاد الأوروبي و6 قوى كبرى، بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في العام 2018.

689736 1301365922

إسرائيل متهمة

طوال سنوات، اتهمت إيران إسرائيل بتنفيذ عمليات سرية على أراضيها، بينها هجوم استخدم فيه، بحسب طهران، مدفع رشاش جرى التحكم به عبر الأقمار الصناعية، ما أدى إلى مقتل عالم الفيزياء النووية البارز، محسن فخري زاده، في نوفمبر 2020.

ونقل موقع قناة العربية، في تقرير، عن مصادر إعلامية إسرائيلية الحديث عن عملية في الداخل الإيراني، وربطت بين توقيتها وزيارة رئيس الاستخبارات الأمريكية المركزية (سي أي أيه) إلى تل أبيب. ولم تستبعد إسرائيل، أن تشن عملية عسكرية إذا رأتها ضرورية لمنع طهران من اكتساب القدرة على تطوير أسلحة نووية.

مناورات عسكرية

وبدأ الجيشان الإسرائيلي والأمريكي، مساء الاثنين الماضي حتى الجمعة، مناورة عسكرية تعد الأهم على الإطلاق بينهما، وتحمل رسالة تحذير إلى إيران، مفادها “نحن نستعد لاحتمال شن هجوم”. وتتدرب القوات على سيناريو هجوم على إيران، يتضمن اختراق أراضي دولة معادية، والتغلب على أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، وتدمير الأهداف المحمية تحت الأرض.

1024455322 0 104 2000 1229 1920x0 80 0 0 f286f2ba2e6c2468b952c2398d47e983.jpg 1

هجوم على سفارة آذربيجان

وقع الهجوم على منشأة أصفهان، بعد هجوم مسلح استهدف سفارة دولة آذربيجان في طهران. وقالت السلطات الإيرانية إن هذه الحادثة تقف وراءها دوافع شخصية، ولا ينبغي على أذربيجان “الوقوع في فخ الأعداء” وتسييس الحادثة، بما لا يخدم العلاقات بين البلدين.

لكن صحيفة جوان، المقربة من الحرس الثوري، شككت في أن تكون الحادثة أمرًا شخصيًّا، لكنها ذهبت في الاتجاه الآخر، وحمّلت إسرائيل والحكومة الأذربيجانية مسؤولية الحادثة، بمعنى أن البلدين يقفان وراء هذه الحادثة، التي من المحتمل أن تكون مخططة مسبقًا. على خلفية التوترات بين إيران وآذربيجان، بسبب دعم الأخيرة إسرائيل، ودعم إيران لأرمينيا بشأن منطقة ناغورنو كاراباخ.

غرووسي

ملاذ الاتفاق النووي

ترى إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن الاتفاق النووي الضمانة الوحيدة لكبح تقدم البرنامح النووي الإيراني، وإمكانية مراقبته. ولذلك كثيرًا ما تهدد إيران بالخروج من معاهدة حظر الانتشار النووي، لتصبح في موقع مشابه قانونيًّا من إسرائيل. وحسب تقرير فوكس نيوز، حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، من قدرة ايران على صنع أسلحة نووية.

وقال جروسي إن إيران لديها ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب، لصنع “عدة أسلحة نووية”. وحسب تقرير روز نو، يسود الإيرانيين تفاؤل، بعدما أعلن مدير الذرية الدولية زيارة طهران الشهر المقبل. خصوصًا أن المحادثات النووية بين إيران والمجموعة الدولية 5+1 توقفت بسبب عدم إجابة إيران على تساؤلات الوكالة بشأن المناطق المشتبهة بوجود آثار لذرات اليورانيوم، ولم تكشف عنها طهران.

ربما يعجبك أيضا