محللون: التصعيد بالقدس خطة لتخفيف الضغط على حكومة نتنياهو

إسراء عبدالمطلب
فلسطين - إسرائيل - نتنياهو

إسرائيل تجني عواقب مخططات حكومتها اليمينة الأكثر تطرفًا للتوسع في الضفة الغربية.. كيف جاء رد الفعل الفلسطيني؟


وسط  حالة غليان تشهدها مدن الضفة الغربية، أعلنت الحكومة الإسرائيلية اليمينية الجديدة، مساء السبت 28 يناير 2023، مجموعة من العقوبات ضد الفلسطينيين.

وجاءت العقوبات ردًا على عمليتين فلسطينيتين ضد المستوطنين الإسرائيليين، يومي الجمعة والسبت، بعد يوم واحد على مقتل 10 فلسطينيين برصاص إسرائيلي في الضفة الغربية، ما أثار مخاوف دولية من تصاعد العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

تصعيد بين فلسطين و إسرائيل

تصعيد بين فلسطين و إسرائيل

عمليتان فلسطينيتان في إسرائيل

وفق تقرير نشرته بي بي سي، استهدفت عملية، يوم الجمعة الماضي، كنيس يهودي في القدس الشرقية المحتلة، وقُتل فيها 7 إسرائيليين، وأصيب 3 آخرون، وأصيب إسرائيليان أيضًا، يوم السبت، في هجوم منفصل في حي سلوان.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إن القائم بالعملية يوم السبت هو فتى فلسطيني، يبلغ 13 عامًا فقط، وأشارت إلى محاولة لتنفيذ عملية دهس على مفترق زعترة، شمالي رام الله، وتحييد المنفذ دون وقوع إصابات.

دعوة لحمل السلاح

اندلعت على إثر ذلك مواجهات في مخيم شعفاط، شمالي القدس، بين شبان فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية، التي أطلقت غازات مسيلة للدموع من أجل تفريقهم.

وحسب ما نقلته فرانس 24، دعت الشرطة الإسرائيلية، مساء السبت، كل من لديه سلاح مرخص بأن يحمله في الأماكن العامة، تحسبا لأي عملية محتملة توازيا مع توالى التداعيات.

عقوبات إسرائيلية

أعلن الجيش الإسرائيلي إغلاق المستوطنات المحيطة بالقدس أمام العمالة الفلسطينية، وأصدر وزير الدفاع، يؤاف جالانت، تعليمات للجهات القانونية في الوزارة للاستعداد لاتخاذ إجراءات ضد عائلات المنفذين. وطلب وزير الأمن الداخلي، إيتمار بن غفير، من بلدية القدس قائمة بكل المنازل غير المرخصة للبدء بهدمها فورًا.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عقب حادث الجمعة، إن الحكومة اتخذت قرارات للرد على الهجوم، ستعرض على الكابينت (المجلس الوزاري المصغر). وقال نتنياهو، في وقت لاحق، إن الحكومة ستغلق بيوت منفذي العمليات وسنعمل على هدمها، من خلال إجراءات سريعة.

قلق دولي من التصعيد

يتزامن التصعيد في القدس مع زيارة زير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى مصر، المقررة يوم الأحد 29 يناير، في جولة للشرق الأوسط تستمر 3 أيام، يتجه بعدها إلى الأراضي الفلسطينية يوم الاثنين والثلاثاء.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إنه يوجد قلق عميق إزاء التصعيد الحالي للعنف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، ودعا الطرفين إلى بذل قصارى جهدهما لوقف التصعيد، وإعادة إطلاق التنسيق على المستوى الأمني، مضيفًا أنه أمر ضروري لمنع نشوب مزيد من أعمال العنف، بحسب ما أوردته إذاعة مونت كارلو الدولية.

خطة نتنياهو لتخفيف الضغط الداخلي

قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس والقيادي بحركة فتح، الدكتور أيمن الرقب، في تصريح لشبكة رؤية الإخبارية، إن هجوم قوات الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية كان متوقعًا في ظل ما يحدث داخل حكومة نتنياهو، الذي قال إنه يسعى للهروب من الأزمة من خلال الاشتباك مع الفلسطينيين، بالتالي توجيه الأنظار عن التظاهرات المناهضة لحكومته تدريجيًّا.

وأشار إلى وجود تظاهرات وتجمع للمعارضة في ميدان تل أبيب على مدار الأسابيع الثلاث الماضية، وأن أعداد المتظاهرين وصلت في الأسبوع الأخير إلى 110 آلاف، وتقلص العدد بقدر كبير جدا نتيجة الأزمة الأمنية، كما خططت الحكومة الإسرائيلية، وبدأ الأمر باقتحام مدينة جنين، ما تبعته ردات فعل فلسطينية.

نتنياهو - إسرائيل - فلسطين

نتنياهو – إسرائيل – فلسطين

أكثر الحكومات الإسرائيلية استقرارًا

أشار الرقب إلى وجود تدخل أمريكي لوقف هذه الحالة من الاحتقان، ومحاولة كبح الأمور حتى لا تتطور وتصل إلى انهيار كامل في العملية السياسية، والدخول في عملية مفتوحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما حدث عامي 2000 و2001، من خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي مصر ثم الأراضي الفلسطينية، ولقاء القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية.

أضاف أنه رغم كل ما تمر به حكومة نتنياهو اليمينية فإنها ما زالت أكثر الحكومات الإسرائيلية استقرارًا، كما توقع أن تهدأ المواجهات مع الفلسطينيين، وأن التظاهرات الأسبوعية ضد الحكومة دون تأثير حقيقي، وحتى الآن لا يوجد أي معالم تشير لانهيار الحكومة الجديدة، وأن نتنياهو سيعمل خلال الفترة المقبلة على تحصين نفسه أكثر، من خلال قرارات الكنيست.

ردة الفعل الفلسطيني

قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والقيادي بحركة فتح، الدكتور جهاد الحرازين، لـ”رؤية”، إن ما حدث بمدينة القدس يمثل ردة الفعل الفلسطيني على سياسات الحكومة الإسرائيلية “الفاشية التي لا ترى سوى نفسها ومخططاتها التهويدية”.

وأضاف أن حكومة نتنياهو تسعى لإشعال المنطقة بأسرها، في ظل “تصرفات عنصرية متطرفة” تهدف إلى خلق حالة من الصراع الديني ومحاولة إضفاء النظام الثيوقراطي على دولة الاحتلال الإسرائيلي، من خلال الصهيونية الدينية، وقيادة الوزيرين بن غفير وسموتيريش.

وحذر الرقب من تفجير الأوضاع في المنطقة وإشعالها إذا لم يتدخل المجتمع الدولي ومؤسساته ممثلة بمجلس الأمن والإدارة الأمريكية، للجم الحكومة الإسرائيلية ووقف مخططاتها التهويدية، ووقف عمليات القتل والإعدام والاقتحامات والاعتقالات، حينها ستتجه الأمور حتمًا إلى التصعيد، بما يؤثر في المنطقة بأثرها، على حد وصفه.

ربما يعجبك أيضا