النفط مرشح لـ100 دولار… وسبتة المغربية تسطع على خريطة الإمدادات

لمياء أمين

توجد 3 أسباب تجعل منطقة سبتة مناسبة للنشاط الروسي في نقل النفط بعيدًا عن العقوبات الغربية.. ما هي؟


تحسنت معنويات أسواق النفط، وزاد التفاؤل بتحسن الطلب العالمي على الخام، بالتزامن مع نشاط السياحة والسفر في الصين، خلال موسم العطلة.

وقالت وكالة بلومبرج، في تقرير اليوم الاثنين 30 يناير 2023، إن سوق النفط العالمية تراقب من كثب تعافي الصين من تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، وتأثيره في الطلب العالمي على الخام،  .

توقعات بوصول سعر الخام إلى 100 دولار للبرميل

يراهن بعض المحللين على أن تعافي الصين يساعد في وصول سعر خام برنت القياسي إلى أكثر من 100 دولار للبرميل. وبحلول الساعة 0738 بتوقيت جرينتش، اليوم الاثنين، هبط سعر النفط الخام، 69 سنتاً تعادل 0.8% إلى 85.97 دولار للبرميل.

وكانت أسعار النفط محدودة النطاق، خلال الأسبوع الماضي، في انتظار الأسواق اجتماع تحالف “أوبك+”، الأربعاء المقبل، وتوقعت مجموعة أي أن جي للأبحاث الاقتصادية استقرار سياسة الإنتاج لأوبك+، بالنظر إلى حالة عدم اليقين المستمرة، التي تلقي بظلالها على السوق من منظور العرض والطلب.

وتوقعت أي أن جي جروب للأبحاث الاقتصادية، في مذكرة لتوقعات تحركات النفط في 2023، تراجع أسعار الغاز في أوروبا عن المستويات المرتفعة، التي شهدناها في وقت سابق من العام، خاصة مع تراجع المخاوف بشأن الإمدادات مؤخرًا. وتلقي مخاوف الطلب بثقلها على المعنويات تجاه النفط، الأمر الذي ينعكس على ارتفاع الأسعار خلال العام الحالي.

توقعات أي أن جي جروب لتحركات أسعار النفط

توقعات أي أن جي جروب لتحركات أسعار النفط

سبتة نقطة الالتفاف على العقوبات الغربية

خلقت الحرب الروسية الأوكرانية عالمًا جديدًا لتجارة النفط، في مدينة سبته، وهي عبارة عن جيب إسباني صغير على سواحل المغرب على البحر المتوسط، ففي مياه هذا الجيب الهادئة، تتبادل روسيا ناقلات النفط، وهو أسلوب يسمح لها بخفض تكاليف الشحن، والالتفاف على القيود والعقوبات الغربية، وتسهيل الإمدادات لعملاء النفط الروسي.

ويرى المحلل الاقتصادي، خافييير بلاس، في تحليل نشرته وكالة بلومبرج، قبل يومين، أن روسيا مستمرة في تدفق خامها للأسواق العالمية بكميات كبيرة تقترب من مستويات ما قبل فرض العقوبات الغربية.

«غسيل النفط» الروسي

مع تزايد الإمدادات الروسية للخام، طُرحت فرضية “غسيل النفط” الروسي، من خلال طرق لم تعتدها موسكو من قبل، فلم تستخدم المياه القريبة من ميناء سبتة كنقطة توقف لصادرات نفطها، حتى بداية الحرب الروسية الأوكرانية، في فبراير 2022.

في ذلك الوقت، سحنت موسكو النفط مباشرة إلى المصافي الأوروبية بناقلات صغيرة، لكن الكرملين بدأ استخدام المياه القريبة من المدينة الإسبانية، التي تطالب المغرب بالسيادة عليها، كقاعدة لنقل الخام من ناقلات كبيرة إلى أخرى أصغر على نحو متقطع، إلى أن أصبحت تستخدمها على نطاق واسع.

هل تنتهك روسيا القانون الدولي؟

لا يبدو أن موسكو تنتهك القانون الدولي بهذه الممارسات، فالناقلات تنتظر على بعد 12 ميلًا بحريًّا من الشاطئ، أي خارج المياه الإقليمية للميناء، وتلتزم روسيا بالقواعد الدولية، من خلال الإبقاء على منارات الناقلات، وتشهد مدينة سبتة، منذ ديسمبر الماضي، أفضل أيامها.

ويبلغ عمر أقدم الناقلات العاملة في هذا النشاط 26 عامًا، ما يعادل نحو 70 عامًا بالنسبة للعمر البشري. وأغلب هذه الناقلات مملوكة لشركات روسية أو صينية.

3 أسباب تجعل سبتة مناسبة لنقل النفط الروسي

يوجد 3 أسباب تجعل منطقة سبتة مناسبة للنشاط الروسي، أولها، أنه رغم إنفاق روسيا مئات الملايين من الدولارات لبناء أسطول من الناقلات الصغيرة (أفاراماكسيس) غير محددة الملكية، فإنها لا تمتلك الكثير من الناقلات القادرة على اختراق الثلوج، وهي من أغلى أنواع الناقلات.

لذلك، فإن إرسال هذه الناقلات من روسيا إلى الصين أو الهند مباشرة، يعني استنفاد كل قدرات الشحن لديها بسرعة، بسبب طول زمن هذه الرحلة، في حين أن الناقلة الصغيرة لا تحتاج لأكثر من 10 أيام حتى تصل إلى سبتة، مقابل 50 يومًا لتصل إلى الصين.

السبب الثاني هو تقليل النفقات بشدة، فنقل النفط إلى آسيا باستخدام الناقلات العملاقة أقل كلفة من الصغيرة، لوجود عدد كبير من الناقلات الكبيرة في السوق، وهي أرخص حاليًّا. وتبلغ تكلفة إيجار الناقلة العملاقة أقل من 20 ألف دولار يوميًّا، في حين يبلغ إيجار الناقلة الصغيرة 55 ألف دولار يوميًّا.

أما السبب الثالث، فهو أن مدينة سبتة المكان المناسبـ، لوجودها داخل البحر المتوسط، بعيدة عن الرياح القوية والأمواج العالية في شمال المحيط الأطلسي. ويي قريبة أيضًا من مضيق جبل طارق، حيث تستطيع الناقلات العملاقة بعد تحميلها بالنفط العودة سريعًا إلى المياه المفتوحة في المحيط الأطلسي، للوصول إلى آسيا.

ربما يعجبك أيضا