هجوم أصفهان.. هل استهدف غنيمة روسية في إيران؟

يتهم الغرب المسيرات الإيرانية بلعب دور في الحرب الروسية الأوكرانية، لذا يأتي هجوم أصفهان، لينذر بوجود أهداف خارج المسألة النووية.

ويدل هذا الهجوم المنسوب إلى إسرائيل على استخدام الغرب إيران “كبش محرقة”، بعد فشل المواجهة مع روسيا. ويمثل الهجوم الأخير، هدفًا اجتمعت عليه إسرائيل وأوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية للانتقام من إيران وروسيا.

هجوم أصفهان

أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، عبر موقعها الإلكتروني ليل السبت الماضي، سماع دوي انفجار قوي في واحد من مراكز تصنيع الذخائر، التابعة لوزارة الدفاع، بمصنع عسكري في مدينة أصفهان، وسط إيران. وقالت وزارة الدفاع الإيرانية، في بيان، إن الانفجار نجم عن هجوم بطائرات مسيّرة، أصابت الدفاعات الجوية إحداها، ووقعت أخريان في فخاخ دفاعية وانفجرتا.

وفي السابق، أعلن مسؤولون أمريكيون أن طهران من أبرز مزودي روسيا بالطائرات المسيّرة التي تستخدمها ضد أوكرانيا. وأن روسيا تحاول أيضًا الحصول على صواريخ إيرانية. وقد ربطت تقارير بين المنشأة المستهدفة وصناعة الطائرة المسيرة شاهد 136، التي أصبحت جزءًا من أدوات روسيا في الحرب ضد أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالات أخرى بشأن الفاعلين غير إسرائيل.

ارتباط بالحرب في أوكرانيا

تعليقات أوكرانيا وروسيا على حادثة أصفهان، فتحت الباب على احتمال ارتباط هذه الحادثة بالحرب بينهما. فحسب تقرير لقناة سكاي نيوز، قال مستشار الرئيس الأوكراني، مخايلو بودولياك، إن ضربة أصفهان مرتبطة بالحرب في أوكرانيا. وحسب تقرير لقناة يورونيوز، أدانت روسيا هذا الهجوم، أمس الاثنين، وحذرت مما وصفته بالتصرفات “الاستفزازية” التي قد تثير تصعيدًا في وضع ملتهب بالفعل.

وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين: “ليس بوسع المرء سوى إدانة مثل هذه التصرفات الموجهة ضد دولة ذات سيادة”. وتتهم كييف إيران بتزويد روسيا بمئات الطائرات المسيّرة التي تستخدمها في مهاجمة أهداف مدنية في مدن أوكرانية بعيدة عن جبهات القتال.

وحسب تقرير لشبكة سي ان ان، قال المتحدث باسم قيادة القوات الجوية الأوكرانية، يوري إحنات، أمس الاثنين، إنه إذا حصلت روسيا على صواريخ باليستية إيرانية لاستخدامها في حربها في أوكرانيا، فإنها (أوكرانيا) لا تملك الوسائل للدفاع ضدها. وأضاف: “لا تزال روسيا على استعداد لاستقبال طائرات دون طيار وصواريخ فاتح وذوالفقار من إيران. (والآن) هذه صواريخ باليستية”.

وكانت إيران اعتبارًا من نوفمبر الماضي، تستعد لإرسال حوالي 1000 سلاح إضافي، بما في ذلك صواريخ باليستية قصيرة المدى أرض – أرض والمزيد من الطائرات دون طيار الهجومية، إلى روسيا لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا.

احتمالية الحرب

هددت إسرائيل مرارًا بأنها لن تظل مكتوفة الأيدي مع اقتراب إيران من صنع القنبلة النووية، في إشارة إلى إمكانية شنّها هجومًا على المواقع النووية لإيران، في ظل جمود المفاوضات النووية بين طهران والغرب. ونفذ الجيشان الإسرائيلي والأمريكي، الأسبوع الماضي، مناورة عسكرية تحاكي الأهداف الإيرانية، وتحمل رسالة تحذير إلى إيران: “نستعد لاحتمال شن هجوم”.

وحسب تقرير لمجلة نيوزويك، شدد منسق الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، على أن الدبلوماسية تجاه إحياء الاتفاق النووي ليست على جدول الأعمال. ويعني هذا تخلي واشنطن في الوقت الحالي عن الحوار مع طهران. وقد ذكر البيت الأبيض أن واشنطن تستكشف طرائق أخرى لمنع مسار إيران نحو امتلاك سلاح نووي.

التصدي لتصرفات إيران

خلال زيارته للقاهرة ضمن جولته الشرق أوسطية، وحسب تقرير لصحيفة الراي، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أمس الاثنين، إن من المهم مواصلة العمل للتصدي لتصرفات إيران في المنطقة. وأضاف أنه “من المهم للولايات المتحدة ولكثير من شركائنا في المنطقة، أن نواصل مجابهة التصرفات المختلفة لإيران في المنطقة وخارجها، والتصدي لها كلما اقتضت الضرورة”.

وحسب نيوزويك، شددت البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء 31 يناير 2023، على أن أي عمل عسكري أمريكي ضد إيران سيؤدي إلى صراع واسع النطاق، يحمل عواقب على منطقة الشرق الأوسط بكاملها. وقالت البعثة إن “إن اتخاذ واشنطن للخيار العسكري على أي مستوى يعني دخولها الحرب، وفي الوقت الحالي، تعتبر إيران مثل هذا الاحتمال ضعيفًا”.

استهداف غنيمة روسيا

نوفمبر الماضي، زعم تقرير نشرته شبكة سكاي نيوز البريطانية، أن روسيا تلقت عشرات الطائرات دون طيار الإيرانية، نظير 140 مليونًا و600 ألف دولار أمريكي، ومجموعة أسلحة بريطانية وأمريكية استولت عليها موسكو من أوكرانيا. وقال التقرير إن هذه الأسلحة ستمنح الحرس الثوري الإيراني القدرة على فهم وتقليد التكنولوجيا الغربية، من خلال الهندسة العكسية التي تنقل بها إيران تكنولوجيا التسليح.

وحسب تقرير لصحيفة الجريدة، كشف مصدر رفيع المستوى في وزارة الدفاع الإيرانية عن أن الضربة الجوية في أصفهان وقصفًا آخر في تبريز، كانا يستهدفان مواقع تستخدمها طهران في تخزين أسلحة أمريكية، غنمتها القوات الروسية خلال المعارك في أوكرانيا، بهدف نسخ التكنولوجيا الأمريكية وإنتاج أسلحة مشابهة لها عبر تقنية الهندسة العكسية.

وقال المصدر إن طهران ترجح أن يكون هدف إسرائيل والأمريكيين تدمير هذه الأسلحة، مشيرًا إلى نقل معظم هذه الأسلحة إلى أماكن أخرى قبل أيام قليلة من الضربة. وذكر أن الموقع المستهدف كان مسؤولًا أيضًا عن إنتاج قطع إلكترونية من الصواريخ البالستية والمسيرات الإيرانية التي ترسل إلى أوكرانيا، إضافة إلى تجميع قطع خاصة بمقاتلات SU35 الروسية التي تسلمت إيران من موسكو عددًا منها.

صواريخ فرط صوتية

وسط استمرار التلميحات الإسرائيلية إلى وجود تنسيق أمريكي إسرائيلي بشأن الضربة، وحسب نيوزيوك، نفى مصدر في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أن تكون أي قوات عسكرية أمريكية شنت ضربات أو عمليات في إيران، مشددًا على أن الولايات المتحدة “تواصل مراقبة الوضع” دون أن يكشف عن تفاصيل بهذا الشأن.

وحسب تقرير لصحيفة العرب، رجح الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)، داني ياتوم، أمس الاثنين، أن منشأة أصفهان تنتج صواريخ فرط صوتية. وقال ياتوم في تصريح إلى إذاعة الجيش الإسرائيلي: “ستكون الصواريخ سريعة، لدرجة أن أنظمة الدفاع الجوي للدول المتقدمة ستواجه صعوبة في ضربها”.

ويبدو أن الشبكة الإسرائيلية المركبة من منظومة باتريوت أمريكية وقبة حديدية إسرائيلية، تستطيع التصدي للمسيرات والصواريخ البالستية والكروز الإيرانية، ولكن المسألة مختلفة بخصوص الصواريخ فرط صوتية، لهذا تحركت إسرائيل لاستهداف تصنيعها إيرانيًّا.