بعد لقاء بلينكن بالقاهرة.. ما سر توجه وزير الخارجية المصري إلى موسكو؟

بعد ساعات من اجتماع مع نظيره الأمريكي، أنتوني بلينكن، توجه وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إلى العاصمة الروسية موسكو، مساء اليوم الثلاثاء 31 يناير 2023.

والتقى شكري نظيره الروسي، سيرجي لافروف، ونائب رئيس الوزراء وزير الصناعة والتجارة، دينيس مانتوروف، والأمين العام لمجلس الأمن القومي الروسي، نيكولاي باتروشيف، حسب ما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد.

مواصلة التعاون العسكري

أشاد لافروف بالتنمية المستدامة للتعاون العسكري الفني بين موسكو والقاهرة، حسب ما أبرزت وكالة أنباء تاس الروسية.

وقال وزير الخارجية الروسي، في مؤتمر صحفي عقب محادثاته مع شكري: “لاحظنا التطور المطرد لتعاوننا العسكري الفني مع مصر، واجتمعت لجنة التعاون العسكري الفني، في ديسمبر 2022، لاتخاذ قرارات تهدف إلى مواصلة تعاوننا العملي في هذا المجال”.

وفي ديسمبر الماضي، أجرت القوات البحرية الروسية والمصرية سلسلة التدريبات البحرية الخامسة المسماة “جسر الصداقة”.

الدور المصري في إنهاء الصراعات

شدد لافروف على أن تقييم مصر للأمور في الشرق الأوسط وإفريقيا مهم للغاية بالنسبة للإدارة الروسية، خاصة في الجزئية التي تخص تسوية النزاعات، واصفًا إياها بأنها “لا تقدر بثمن”.

وثمن موقف مصر من القضايا الدولية، الذي وصفه بالمتوازن، مشيرًا إلى أن القاهرة تسعى دائمًا للتوصل إلى اتفاقات لإنهاء أي أزمة أو صراع. في حين تحدث شكري عن الأوضاع في سوريا، وأهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وعدم التدخل في الشأن السوري.

الملف الفلسطيني والحرب الروسية الأوكرانية

أضاف شكري، خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره الروسي، أنه يجب أيضًا محاولة تقليل انتشار قوات أجنبية في سوريا، وعدم تالسماح لأعمال عسكرية لا تتوافق مع مقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة.

وتطرق شكري إلى الحديث عن القضية الفلسطينية، وقال إنه تناقش مع نظيره بشأن إيجاد إطار سياسي مناسب لإنهاء تلك الأزمة، على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية. وتحدث أيضًا عن الحرب الروسية الأوكرانية، ونادى بضرورة انتهاء المواجهات العسكرية، التي تجرى على الأراضي الأوكرانية، ومحاولة تهدئة الظروف للوصول إلى هذا الأمر.

شراكة استراتيجية بين مصر وروسيا

تعليقًا على الزيارة، شددت أستاذ العلاقات الدولية، نورهان الشيخ، على أهمية زيارة شكري موسكو، خصوصًا في ظل تعدد الملفات المطروحة في الشرق الأوسط، وأبرزها الملفين الفلسطيني والليبي.

وأضافت الشيخ في تصريح خاص لشبكة رؤية الإخبارية أن زيارة شكري تأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا، بناء على الاتفاقية بينهما، التي وقعها البلدان عام 2018، وهي اتفاقية التعاون الاستراتيجي، التي تنص على مواصلة تعزيز التعاون في المجالات السياسي والتجاري الاقتصادي والثقافي وغيرها.

توازن مطلوب

وأشارت الشيخ أن تلك الزيارة تأتي نتيجة عوامل خاصة في الملفات الخاصة بفلسطين وليبيا، وإيمانًا بالدور المصري في المساعدة بإيجاد الحلول المناسبة في تلك الملفات المشتعلة بالوقت الحالي.

وأشارت إلى ان تلك الزيارة تأتي في الوقت بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي الشرق الأوسط، وبدأ رحلته بمصر، وهذا يدل على سعي القاهرة لإحداث توازن في السياسات بين العلاقات الأمريكية من جهة والروسية من جهة أخرى، وإيمانًا بدورها في تهدئة الأوضاع، خاصة بعد الأحداث الأخيرة في الضفة.