زيارة بلينكن للمنطقة.. إيران هي الجوهر وفلسطين مجرد إعلان

محمود

صرح وزير خارجية أمريكا بأن واشنطن تواصل دعمها لحل الدولتين، لأن ما دون ذلك يضر بأمن إسرائيل على المدى الطويل.


كتب- محمد عبدالكريم

رام الله- دعا وزير خارجية أمريكا، أنتوني بلينكن، خلال مؤتمره مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أول من أمس الاثنين 30 يناير 2023، إلى إعادة الهدوء بين إسرائيل وفلسطين.

وخلال لقائه مع بلينكن، طلب نتنياهو التقدم في الحوار الإيجابي بين البلدين، فيتوج في الشهر المقبل، بالتداول مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في البيت الأبيض، بوضع “خريطة طريق” مشتركة بين البلدين، في مواجهة المشروع النووي الإيراني ومشروع الهيمنة الإقليمية.

إيران محور الزيارة

حسب الإعلام العبري، قال مصدر مقرب من نتنياهو، إن الموضوع الإيراني “هيمن على لقائه مع بلينكن، وإن نتنياهو طلب أن تشمل خريطة الطريق أولًا الإعلان عن موت الاتفاق النووي من عام 2015 تمامًا، والتوجه إلى مجلس الأمن الدولي بطلب استئناف العقوبات على إيران”.

وأضاف المصدر: “هذا بجانب تشديد الرقابة على الدول التي تخرق شروط هذه العقوبات، خصوصًا في مجال بيع النفط الإيراني في السوق السوداء، ومجال المواد المتعددة الاستخدام والعودة إلى إجراءات لعزل إيران وطردها أو تجميد عضويتها في المؤسسات الدولية، واتخاذ خطوات فاعلة لعرقلة المشروع النووي”.

وعقد نتنياهو وبلينكن لقاءين مطولين، الأول بحضور مساعدين، والثاني وحدهما، وتطرقا فيه إلى الغارات على مخازن الصواريخ في أصفهان، التي ترافقت مع منشورات في واشنطن، تقول إن “إسرائيل هي التي نفذتها”.

واشنطن تعول على القاهرة

صرحت واشنطن بأنها “تُعول على التنسيق الحثيث مع القاهرة لاستعادة الاستقرار وتحقيق التهدئة، واحتواء الوضع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي”، حسب إفادة رسمية للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، عقب لقاء جمع الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، ببلينكن في القاهرة، أول من أمس الاثنين.

وأوضح المتحدث الرسمي أن السيسي وبلينكن استعرضا التطورات والأحداث الأخيرة في الأراضي الفلسطينية، والجهود المشتركة والمساعي المصرية الجارية، لاحتواء التوتر المتصاعد خلال الأيام الماضية، مشيرًا إلى تشديد السيسي على أهمية العمل فورًا في إطار المسارين السياسي والأمني، لتهدئة الأوضاع.

شكري: القضية الفلسطينية احتلت قدرًا كبيرًا من المباحثات

من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري: “إن القضية الفلسطينية احتلت قدرًا كبيرًا من المباحثات، وكانت حاضرة بقوة”، واصفًا التطورات الأخيرة بـ”المؤسفة”.

وأشار شكري إلى أنه يجري العمل على احتواء التصعيد الأخير والتطورات على الأرض، والتوصل إلى إعادة التهدئة وإعادة العمل على مراعاة مصالح جميع الأطراف واستقرار منطقة الشرق الأوسط.

أمريكا عاجزة أمام إسرائيل

قال القيادي في حركة فتح، والوزير الأسبق في السلطة الفلسطينية والمستشار الأسبق للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لشؤون الثقافة والإعلام، نبيل عمرو، لشبكة رؤية الإخبارية، لا جديد في ما يحمله وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلا أن أمريكا عاجزة عن عمل أي شيء إزاء الأزمة الراهنة، التي تفتعلها حكومة نتنياهو.

وأضاف أن كل ما تفعله أمريكا هو تقديم تحليلات لما يجري ونصائح غير ملزمة لإسرائيل، وواشنطن تدرك جيدًا أنها لم تعد قادرة على التأثير في إسرائيل في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فما يفعله الأمريكان هو استعراض لكونهم يتابعون كل ما يجري في المنطقة، لكن كل العالم يدرك أن هذا كله استعراض لا جدوى منه.

زيارة بلينكن استمرار لنهج أوباما في إدارة الصراع

بدوره، قال مدير المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية (مسارات) خليل شاهين، لـ”رؤية” إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي، هي استمرار لنهج الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وهو نهج يعتمد على إدارة الصراع وإيجاد المسكنات للخلل.

وأشار شاهين إلى أن هذه السياسة كانت مدمرة للقضية الفلسطينية في ما سبق، لأنها لا تُوجِد حلًّا مع استمرار جرائم القتل والاستيطان وانتهاك المقدسات، أما مع الحكومة الحالية فإن هذه السياسة ستكون كارثية، فالحكومة الحالية لنتنياهو تتبنى مقاربة مختلفة عمن سبقوها.

فلسفة حكومة نتنياهو

تعتقد حكومة نتنياهو أنها قادرة على حسم الصراع وإنهاء القضية الفلسطينية، وهي خارطة طريق رسمها الائتلاف الحالي لحل القضية الفلسطينية، ما سوف يؤجج الصراع أكثر على حساب الفلسطينيين ودمائهم وحقوقهم الوطنية، حسب ما صرح شاهين لـ”رؤية”.

وأضاف أن السياسة الأمريكية واضحة، فهي تقول بكل وضوح إنها مع إسرائيل في كل ما تفعل وتشجعها، وهو ما انعكس بنهج استيطاني فج وسياسات قتل، أسفرت عن 36 شهيدًا فلسطينيًّا، خلال شهر يناير 2023، وهي لا تضغط إلا على السلطة الفلسطينية.

ربما يعجبك أيضا