مجلة أمريكية: فرص الحرب بين الولايات المتحدة والصين مرتفعة

بسام عباس

لا يمكن احتواء حرب تنخرط فيها الولايات المتحدة والصين بسهولة، ويمكن أن تصبح حرفيًّا أسوأ كارثة في تاريخ الحروب.


وصفت مجلة تاسك أند بيرباس الأمريكية أي حرب بين الولايات المتحدة والصين بأنها ستكون كارثة، على العالم أجمع أن يتجنبها.

وقالت، في مقال نشر يوم الاثنين الماضي 30 يناير 2023، إن رئيس قيادة النقل الجوي الأمريكي، الجنرال مايك مينيهان، حذر من أن بلاده قد تكون في حالة حرب مع الصين في غضون عامين، في حين أقرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بأن بكين تمثل تهديدًا سريعًا.

أكبر منافس استراتيجي

أوضحت المجلة المتخصصة في الشؤون العسكرية أن مينيهان قدم مذكرة تنبأ فيها بأن الولايات المتحدة والصين ستكون في حالة حرب بحلول عام 2025، وتشير إلى مدى انقسام مجتمع الأمن القومي الأمريكي بشلأن ما إذا كان الصراع مع الصين محتملًا، أو أنه لا مفر منه.

وأضافت أن مسؤولي الدفاع في الإدارتين الأمريكيتين السابقتين شددوا على أن الصين تمثل أكبر تهديد للأمن القومي على المدى الطويل، لافتة إلى أن البنتاجون شدد على أنه سيعمل عاجلًا، للحفاظ على الردع ضد الصين وتعزيزه، بوصفها أكبر منافسيه الاستراتيجيين.

مزيد من التدريبات

ذكرت المجلة أن تصريحات مينيهان، جاءت في مذكرة موجهة إلى مرؤوسيه من قادة الأجنحة الجوية، عبّر فيها عن شعوره بأنه لا يمكن ردع الصين عن غزو تايوان، وكتب: “آمل أن أكون مخطئًا، يخبرني حدسي أننا سنقاتل في عام 2025″، مضيفًا أن جميع الطيارين تحت إمرته، ويجب أن يجروا مزيدًا من التدريبات.

لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، الجنرال باتريك رايدر، وصف تصريحات مينيهان بشأن حرب محتملة مع الصين على تايوان بأنها “لا تمثل وجهة نظر الوزارة”.

خسائر فادحة

ذكرت المجلة العسكرية أن دراسة حديثة أجراها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، كشفت عن أن الجيش الأمريكي سيتكبد خسائر فادحة، إذا ما انخرط في صراع مباشر للدفاع عن تايوان من الغزو الصيني، في حين شدد مينيهان، في مذكرته، على أن الصراع مع الصين نتيجة حتمية، رغم التكاليف الباهظة لمثل هذه الحرب.

ونقلت المجلة عن عضو الكونجرس السابقة، إيلين لوريا، وصفها تعليقات مينهيان بـ”الاستفزازية”، موضحة أنه على الرغم من أن الجيش الصيني يزداد قوة، فإن نيته لا تزال غير واضحة، وأضافت أن تصرفات الصين المستقبلية غير معروفة، ولايمكن استنتاج الخطوات المقبلة من تصرفاتها، والرد بناءً على ذلك.

غزو تايوان

أوضحت المجلة أن رسالة كبار مسؤولي الدفاع الأمريكيين بشأن ما إذا كان يمكن ردع الصين عن غزو تايوان كانت مربكة، ونقلت تصريحات وزير الدفاع، لويد أوستن، التي شكك فيها في أن غزو تايوان وشيك، رغم زيادة النشاط الجوي والبحري الصيني بالمنطقة.

وأضافت أن رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلي، قال في نوفمبر الماضي، إن الصين سترتكب خطأً استراتيجيًّا بمحاولتها غزو تايوان، وأن أي عملية عسكرية من هذا القبيل ستكون كارثية، مثل الحرب الروسية الأوكرانية.

هل تتحرك الصين ضد تايوان؟

حذر رئيس القيادة الأمريكية في الهندوباسيفيك في عام 2021، الأدميرال المتقاعد فيليب ديفيدسون، من أن الصين قد تغزو تايوان بحلول عام 2027، في حين قال رئيس العمليات البحرية، الأدميرال مايكل جيلداي، في أكتوبر، إن الصين قد تتحرك ضد تايوان، حتى قبل ذلك الموعد.

وفي اجتماع افتراضي عبر الإنترنت، استضافه المجلس الأطلسي في واشنطن، قال جيلداي: “عندما نتحدث عن احتمالات الحرب في 2027، فإن الأولى هو مناقشة احتمالات حديثها في 2022 أو 2023″، مضيفًا أنه لا يقصد على الإطلاق أن يثير المخاوف بهذه التصريحات، ولكن لا يمكن تجاهل إمكانية حدوث ذلك قريبًا.

توقعات باندلاع المواجهة

في تصريح للمجلة، قال نائب رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي، روب ويتمان، إنه يؤمن بتوقعات ديفيدسون بأن الصين ستحاول الاستيلاء على تايوان بحلول عام 2027. ولهذا السبب يعارض جهود الجيش الأمريكي في سحب القطع الحربية مع الطائرات القديمة من المنطقة، من أجل الاستثمار في أنظمة أسلحة أحدث.

وأما المحلل في مركز الأمن الأمريكي الجديد، توماس شوجارت، فأوضح أن الحرب بين الصين والولايات المتحدة ستندلع بسبب القرارات السياسية، التي يتخذها قادة الحزب الشيوعي الصيني، خاصة الرئيس، شي جين بينج، متوقعًا أن يتخلى الجيش الأمريكي عن أنظمة أسلحة الحرب الباردة، بما في ذلك مقاتلات وغواصات هجومية.

 الصين أكثر استعدادًا

أفادت المجلة أن البنتاجون يتخذ خطوات للاستعداد للحرب مع الصين، إذا ما فشل الردع، ويجري سلاح مشاة البحرية تدريبات متنوعة وإعادة تنظيم واسعة النطاق، ليكون مستعدًّا لهذه المواجهة، ولفتت إلى أنه بحلول عام 2030، سيكون لدى مشاة البحرية 3 أفواج ساحلية في هاواي الأمريكية، وأوكيناوا اليابانية، وجوام.

وأضافت أن الصين، في المقابل، أصبحت أكثر استعدادًا للتشابك مع الولايات المتحدة، لأنها تسعى لتحقيق طموحات الزعيم شي جين بينج، ما يمثل تهديدًا خطيرًا للولايات المتحدة، التي يمكن ألا تكون جهودها لردع الصين عن استخدام القوة العسكرية ضد تايوان فاعلة.

الجيش الأمريكي غير مستعد

في مقال نشرته مجلة فورين أفيرز، في أغسطس 2022، حذر النائب السابق لوزير الدفاع الأمريكي للشؤون الاستراتيجية، إلبريدج كولبي، من أن الجيش لا يزال غير مستعد للتصرف إذا غزت الصين تايوان، وقال إن الوزارة لا تشتري ذخائر بكميات كبيرة، بما يكفي لتلك الحرب.

وأضاف كولبي أن البحرية تفتقر إلى الصواريخ المضادة للسفن، وكتب: “نحن ببساطة لا نعرف ما إذا كانت الصين ستهاجم تايوان، في هذا العقد.. لكن من المنطقي الافتراض أن بكين ستضرب على الأرجح إذا تأكدت أنها ستنجح، وتشير العوامل المهمة إلى أنها قد تحكم هذا العقد على أنه الأكثر ملاءمة”.

ربما يعجبك أيضا