بيان غربي مشترك ضد إيران.. مزيد من الضغط للعودة إلى المفاوضات

يوسف بنده

يأتي البيان المشترك للقوى الغربية ليفرض المزيد من الضغط على إيران، من أجل إقناعها باستئناف محادثات العودة إلى الاتفاق النووي.


تمارس القوى الغربية مزيد من الضغوط على إيران، من أجل إقناعها بالعودة إلى استئناف المحادثات النووية.

وفيما يبدو أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى باريس، تأتي من أجل القضاء على الاتفاق النووي، لكن ما زالت الإدارة الأمريكية تراهن على الاتفاق النووي والتفرغ للملف الأوكراني مع روسيا.

غرووسي 1

تعديل سري

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في أول فبراير الحالي، أن إيران أدخلت تعديلًا جوهريًّا على الربط بين مجموعتين من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60% في محطة فوردو دون إعلامها بذلك، حسب تقرير فرانس 24. وذلك خلال عملية تفتيش غير معلنة في 21 يناير الماضي، اكتشفت أن “سلسلتي طرد مركزي من طراز آي آر-6، مترابطتان بطريقة تختلف اختلافًا جوهريًّا عن طريقة التشغيل التي أعلنتها إيران للوكالة.

وحسب التقرير، أبلغت إيران الوكالة، في وقت لاحق، أنها أجرت هذا التغيير في 16 يناير، بعد أن أجرت الوكالة الدولية التفتيش في فوردو. وقد أعرب المدير العام للوكالة الدولية، رافايل غروسي، عن قلقه من هذا التغيير الجوهري في ما يتعلق بإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب دون إبلاغ الوكالة مسبقًا. وأن هذا يتعارض مع التزامات إيران بموجب اتفاق الضمانات الخاص بها.

62507663

وحسب تقرير وكالة الأنباء الإيرانية (إيسنا)، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، الخميس الماضي 2 فبراير 2023، إن “تفسير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية غير صحيح، وأن موقف الوكالة مؤسف، وقدمنا تفسيرنا على الفور إلى الوكالة الدولية”، مضيفًا أن إيران أبلغت الوكالة الدولية، في نوفمبر الماضي، البدء في تخصيب اليورانيوم إلى مستوى نقاء 60% في منشأة فوردو النووية.

وتنطوي منشأة فوردو على قدر من الحساسية، لدرجة أن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى حظر عمليات التخصيب هناك. وقد حذر مدير الذرية الدولية، الثلاثاء 24 يناير الماضي، من أن طهران جمعت ما يكفي من المواد لصنع “عدة أسلحة نووية”، وحث على استئناف الجهود الدبلوماسية لمنع مثل هذا السيناريو، حسب تقرير “سي إن إن“.

الذرية الدولية

بيان مشترك

قالت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في بيان مشترك، أول من أمس الجمعة 3 فبراير، إن تقريرًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن النشاط النووي الإيراني أظهر تضارب طهران في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية. وأضاف البيان أن هذا التغيير غير المعلن يتعارض مع التزامات إيران، بموجب اتفاقية الضمانات الشاملة التي تتطلبها معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.

وأوضح البيان المشترك أن إنتاج إيران لليورانيوم عالي التخصيب في فوردو ينطوي على مخاطر كبيرة تتعلق بالانتشار، ولا يوجد أي تبرير مدني موثوق به، مشيرًا إلى أن إيران لم تقدم إجابة مقنعة حتى الآن على أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية المعلقة كجزء من تحقيقها المتعلق بالضمانات.

14011116 4122 1 9

الضغط على إيران

يقول كبير المحللين في القضايا الدولية في صحيفة آرمان امروز، مرتضى مكي، إن رد فعل أوروبا على تقرير الوكالة الأخير هو لممارسة مزيد من الضغط على إيران على طاولة المفاوضات، مضيفًا أن الأمر يتعلق برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يسعى لفرض المزيد من الضغط على إيران وإفشال الاتفاق النووي.

وطلب مكي من المسؤولين الإيرانيين أن يتصرفوا بذكاء وألا تقع إيران في الفخ. مشددًا على أن العودة إلى الاتفاق النووي ضمانة لتحقيق السلام والاستقرار، ولا ينبغي اتخاذ أي إجراء يتسبب في وفاته. وأوضح أن إدانة إيران في مجلس حكام الوكالة سيجعل الأمر صعبًا. وأن التفاهم مع الوكالة الدولية يقلل من التكاليف والمخاطر التي قد تتعرض لها إيران.

276235 422

عودة المحادثات

فيما تتهم طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسييس ملف إيران، وهو ما يعطل من زيارة مدير الوكالة، رافائيل جروسي، إلى طهران، ترى إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن الاتفاق النووي الضمانة الوحيدة لكبح تقدم البرنامح النووي الإيراني، وإمكانية مراقبته. وحسب تقرير فوكس نيوز، فقد حذر رافائيل جروسي من أن إيران لديها ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب، لصنع “عدة أسلحة نووية”.

وتأتي الضغوط الغربية في إطار دفع إيران للعودة إلى المحادثات النووية بين إيران والمجموعة الدولية 5+1، بعدما توقفت بسبب عدم إجابة طهران على تساؤلات الوكالة بشأن مناطق مشتبهة بوجود آثار لذرات اليورانيوم، لم تكشف عنها طهران.

download 51 1

وعقب هجوم أصفهان، جاء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن، إلى طهران يحمل رسالة من واشنطن. تكشف عن أن باب مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي يضيق، وأن على طهران اختيار في أي معسكر تريد أن تكون. وحسب تقرير وكالة إيسنا، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، إن واشنطن تسعى لمحادثات مباشرة مع طهران. وهو ما يضع إيران أمام خيارين، العودة إلى المحادثات أو مواجهة مزيد من الضغوط.

ربما يعجبك أيضا